أسلحة بيونج يانج النووية··· وتحديات التحقق

توصل المفاوضون في محادثات أسلحة كوريا الشمالية النووية يوم السبت الماضي، إلى مسودة اتفاق على التحقق من نزع ''يونج يانج'' أسلحتها النووية، ضمن صفقة أشمل تلتزم بموجبها هذه الأخيرة بتفكيك مفاعل ''يونج بايون'' النووي بحلول نهاية شهر أكتوبر المقبل، مقابل حصولها على الطاقة والمساعدات الاقتصادية؛ ويعطي الاتفاق الذي تم الإعلان عنه في العاصمة الصينية بكين -الموقّع من قبل الدول الست المشاركة في هذه المحادثات- الأطراف المتفاوضة يداً رافعة جديدة، إلا أنه يغفل التصدي للكثير من المشكلات المعقدة التي لم تحل بعد في إطار هذه العملية الطويلة العصيبة الهادفة إلى تخليص كوريا الشمالية من ترسانتها النووية في نهاية الأمر، ومن بين هذه المشكلات، عدم تحديد الاتفاق لجدول زمني واضح لانتهاء تفكيك الترسانة النووية· في الأسابيع القليلة المقبلة، يتوقع أن يواصل المتفاوضون التطرق إلى مناقشة التفاصيل المهمة ذات الصلة بعملية التحقق المذكورة، التي سوف يستخدمها المفتشون الدوليون بغية الاطمئنان على إيفاء ''بيونج يانج'' بالتزامها بتفكيك ترسانتها النووية، وبموجب الاتفاق الذي تم الإعلان عنه يوم السبت الماضي، سوف يكون في وسع المفتشين الدوليين زيارة المنشآت النووية الكورية الشمالية، ومراجعة الوثائق ذات الصلة، إضافة إلى مقابلة الطاقم الفني العامل في تلك المنشآت؛ هذا وسوف يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمشاركة في عملية التحقق النووي المذكورة· غير أن هذه الخطوات الواسعة، لم تحدد بعد التفاصيل الدقيقة لعملية التحقق النووي، ولا تحدد مدى الحرية التي تسمح بها ''بيونج يانج'' لزائري منشآتها النووية، على أن التحقق يعد جزءاً بالغ الأهمية من جهود نزع أسلحة ''بيونج يانج''، وقد دفعت من أجله الولايات المتحدة الأميركية بكل ثقلها حرصاً منها على اكتماله، ويتوقع للفرق المفاوضة أن تعقد اجتماعاً قريباً لها في الأسابيع القليلة المقبلة في سنغافورة· من ناحيته تفاءل كبير بعثة المفاوضين الأميركيين بدنو أجل الإعلان عن اتفاق سداسي بشأن تفاصيل البروتوكول الخاص بعملية التحقق النووي، وعلى حد قول ''كريستوفر آر· هيل'' -رئيس بعثة المفاوضين الأميركيين ومساعد وزيرة الخارجية-: ''نحن نريد لهذا البروتوكول أن يتم التوقيع عليه خلال مدة 45 يوماً، ثم يليه مباشرة البدء في عملية التحقق في حــــدود 45 يوماً أخرى''، جاء ذلك في التصريـــح الذي أدلى بـــه للصحفيين ظهر السبت الماضي· غير أن التفاؤل الذي أبداه ''هيل'' لم يكن عاماً بين جميع أفراد الوفود السداسية المشاركة في المفاوضات، فعلى سبيل المثال قال ''كيم سوك'' -عضو الوفد الكوري الجنوبي- إن مفاوضات التحقق لن تكون سهلة، ومضى مستطرداً: لست متفائلاً بما سيحدث لاحقاً، خاصة وأن إعداد الموجهات المتعلقة بتنفيذ عملية التحقق هذه، يعد عملاً في منتهى الصعوبة، ويتطلب التنسيق بين مواقف ومصالح الدول الست المشاركة في العملية التفاوضية الجارية، هذا وتشارك في المحادثات السداسية كل من الصين، الولايات المتحدة الأميركية، كوريا الجنوبية، كوريا الشمالية، ثم روسيا واليابان، وكانت الوفود المشاركة في هذه المفاوضات من الدول المشار إليها أعلاه، قد وصلت إلى العاصمة الصينية بكين يوم الخميس الماضي، بهدف الانخراط في محادثات تستمر لمدة ثلاثة أيام، بعد تسعة أشهر من التعثر والمماطلة، يذكر أن ''بيونج يانج'' أصدرت مؤخراً وبعد كثير من التلكؤ إعلانها الخاص ببرنامجها النووي للمرة الأولى من نوعها للعالم الخارجي في يونيو الماضي، وفي خطوة قصدت منها إبداء جديتها في ذلك الإعلان، أقدمت على تفجير أبراج التبريد الخاصة بمفاعل ''يونج بايون''· وفي مقابل ذلك الإعلان بادر الرئيس ''بوش'' إلى شطب كوريا الشمالية من قائمة وزارة الخارجية الأميركية الخاصة بالدول الراعية للإرهاب، غير أن منتقدي بيان ''بيونج يانج'' المشترك، أخذوا على البيان عدم إشارته لأي معلومات تفيد عن أنشطة تخصيب اليورانيوم، إلى جانب خلوه من أي توضيح لماذا كانت لـ''بيونج يانج'' أي أنشطة ذات صلة بتبادل التكنولوجيا النووية مع دول أخرى مثل سوريا أم لا، إلى ذلك قال السيد ''هيل'' إن المحادثات سوف تستمر لتشمل قضايا أخرى مثل تخصيب اليورانيوم، غير أنه لم يقدم أية تفاصيل أخرى عن هذا التصريح، ويعتقد أن لكوريا الشمالية ما يكفي مـــن البلوتونيوم لتشغيـــل عـــدد من الأجهزة والمفاعلات النووية، ذلـــك أن منشـــأة ''يونج بايون'' كانــت المركز الرئيسي في البلاد لمعالجة البلوتونيوم· مكافأة لها على تعطيل العمل في هذه المنشأة النووية، يتوقع أن تتلقى ''بيونج يانج'' مليون طن من زيت الوقود الثقيل الذي تعهدت كل من الولايات المتحدة وروسيا بتوفيره لها، إضافة إلى المساعدات الاقتصادية الأخرى التي جرى التفاوض عليها بموجب الاتفاقات السابقة، ووفقاً للبيان السداسي الصادر من بكين يوم السبت الماضي، سوف تواصل الصين وكوريا الجنوبية العمل من أجل استكمال الصفقات الخاصة بالمساعدات الأخرى التي ستقدم إلى ''بيونج يانج''· جيم ياردلي وجاك هوكر- بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز