الحريري قد يعود الأربعاء رئيساً مكلفاً للحكومة اللبنانية

يعكف الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان بمقر الرئاسة في عطلة نهاية الاسبوع على مراجعة اوراقه ووضع آلية لاستشارات نيابية ملزمة يومي الثلاثاء والاربعاء تثمر عن تكليف الشخص المناسب لتشكيل الحكومة بعد اعتذار سعد الحريري عن هذه المهمة بعد 73 يوماً من التكليف. ونقل زوار بيت الدين عن الرئيس سليمان قوله: «إن الأجواء جيدة وهناك إمكانية لحل كل التعقيدات التي تواجه تشكيل الحكومة، خصوصاً وان صيغة 15-10-5 ما زالت صالحة ومتفقا عليها من قبل جميع الاطراف، لأن المطلوب قيام حكومة وحدة وطنية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية». وعلمت «الاتحاد» من مصادر بارزة في فريق المعارضة بأن هناك اتصالات مكثفة تجري حالياً بعيداً عن الاضواء الاعلامية بين كل من الرئيس سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، تهدف الى ترتيب البيت اللبناني وتهيئة الأجواء لإعادة تكليف الحريري. وقالت المصادر ان الحريري قد يعود بأغلبية ضئيلة لا تتجاوز الـ68 صوتاً، خصوصاً بعد مجاهرة تكتل «التغيير والاصلاح» الذي يترأسه النائب العماد ميشال عون بعدم تسمية الحريري ثانية لرئاسة الحكومة، وتلويح «حزب الله» عبر خطاب نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في افطار رمضاني بأن على الحريري ان يكون قد استوعب الدرس جيداً، في حين وصفه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة – حزب الله» النائب علي المقداد بـ»الفاشل» في تأليف الحكومة. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون ان تكتل «التغيير والاصلاح» الذي ينتمي إليه لن يسمي الحريري لأنه لم يتكلم كما يجب مع «التيار الوطني الحر» وقال: «ان التكتل سيستمر في تأييد صيغة 15-10-5 الحكومية». ولفت الى ان لدى التكتل مطالب وعلى الرئيس المكلف ان يتعاطى معها بجدية. ورد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على عون مباشرة وقال: «انه من المبكر الدخول في تفاصيل الحكومة ووضع شروط وعراقيل أمام التشكيل». واشار الى ان الشروط لا تساهم في انتاج الحكومة. ودعا الى مرحلة جديدة دون شروط وشروط مضادة. معتبراً انه على المعارضة ان تقلع عن التهديد والوعيد وعن الرهان على الخارج. وقال: «ان الاعتذار قطع الطريق على كل محاولات استباحة الصيغ والميثاق والدستور بعدما قوبلت تضحيات الحريري بمزيد من الشروط والتصعيد والعراقيل». ورفضت مصادر بري الرد على سؤال لـ»الاتحاد» حول تسمية الحريري وقالت: «القرار لم يتخذ بعد والرئيس بري يلتزم الصيام». أما مصادر جنبلاط فقالت من جانبها «ان الحزب «التقدمي الاشتراكي» سيسمي الحريري لرئاسة الحكومة». وفيما تداعت الكتل البرلمانية الى عقد اجتماعات عاجلة للتداول في موضوع التسمية وما بعد ذلك التأليف، توقع وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي ان يعود الحريري ويسمى لتشكيل الحكومة. وقال في حديث اذاعي لا شك في ان لسوريا دورها الفاعل في لبنان وهي لاعب سياسي كبير على الساحة اللبنانية. واستدرك قائلاً: «علينا ان نحل مشاكلنا بأنفسنا والا نذهب الى الدوحة او الى أي مكان آخر حتى لو دعينا». واشار الى انه سيسمي الحريري مجدداً ويأمل في بقائه في وزارة الاقتصاد في الحكومة المقبلة، وأعلن بأنه مستعد لتشكيل الحكومة اذا لم يوافق الحريري على إعادة تكليفه