الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء الدين: شعبان.. شهر الفضائل والمغفرة

علماء الدين: شعبان.. شهر الفضائل والمغفرة
19 ابريل 2018 21:52
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين على فضل شهر شعبان ومنزلته الجليلة في تاريخ الإسلام، مشيرين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بمزيد من الاهتمام والعبادة، وذلك لأنه موعد رفع الأعمال السنوي إلى الله عز وجل، وكلما كان المسلم على طاعة في هذا الشهر كان عمله أرجى للقبول من الحق سبحانه وتعالى، فضلاً عن أنه شهر تم فيه تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام.وأشار العلماء إلى أن شعبان يندب فيه الصوم وسائر العبادات الأخرى اقتداء بالنبي الكريم، فيشرع للمسلم أن يكثر فيه الصيام.. وخاصة أنه يعد استعداداً لصوم رمضان. منزلة جليلة د. عبد الحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أوضح أن شهر شعبان من الشهور التي لها منزلة جليلة في الإسلام، لأنه شهر تم فيه تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، ولأنه شهر خص بمزيد من اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام فيه بالعبادة، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان»، وعن أبي سلمة، قال: سألت عائشة رضي الله عنها، عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: «لم أره صائماً من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلاً»، وفي هذا دليل على فضل الصوم في شعبان. وقال د. منصور: يرجع اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام بشهر شعبان لعدة أمور، منها أنه شهر يغفل عنه الناس، بين رجب أحد الأشهر الحرم، وبين رمضان المعظم، وأنه موعد رفع الأعمال السنوي إلى الله عز وجل، وكلما كان المسلم على طاعة في هذا الشهر كلما كان عمله أرجى للقبول، ورفع الأعمال إلى الحق سبحانه على مراتب ثلاث، الأولى: الرفع يومي ويكون في صلاة الصبح وصلاة العصر، وذلك لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون». والمرتبة الثانية: الرفع الأسبوعي ويكون في يوم الخميس وذلك لما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم»، وقيل في يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع لما ورد في الحديث: «أن الأعمال ترفع إلى الله عز وجل في يومي الاثنين والخميس، فيستجيب الله عز وجل لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً، إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا». والمرتبة الثالثة: الرفع السنوي ويكون في شهر شعبان، وذلك لما رواه النسائي عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»، وقال الإمام ابن رجب: قيل في صوم شعبان، إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب وتعتاد النفوس بذلك على الطاعة. وأشار د. عبد الحليم منصور إلى أن شعبان يندب فيه الصوم وسائر العبادات الأخرى اقتداء بالمعصوم عليه الصلاة والسلام، فيشرع للمسلم أن يصوم الشهر كله، لكونه ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، أو أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويجوز أيضاً أن يصوم فيه الاثنين والخميس من كل أسبوع، ويجوز أن يصوم الأيام البيض منه الثالث عشر والرابع عشر، والخامس عشر. ليلة عظيمة أما د. سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية سابقاً، فقال: يرى بعض العلماء أن الصيام في شعبان أفضل من الصيام في أي شهر سوى رمضان، فقال ابن رجب: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريباً من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام الأشهر البعيدة عنه. وأضاف د. عبد الجليل: وتزيد ليلة النصف من شعبان هذا الشهر الكريم فضلاً وتشريفاً، وتوصف بأنها ليلة المغفرة، فعن أبي ثعلبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه»، وفي رواية عن أبي موسى: «إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن»، ومعنى مشاحن أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له، ومن ثم تكون ليلة النصف من شعبان فرصة لكل مسلم يريد رضا الله سبحانه وتعالى، ويريد دخول الجنة أن يصلح ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد، سواء كان من أهله، أو صديقه، أو أي شخص آخر، وكذلك عليه أن يتوب من المعاصي والذنوب. مقدمة لرمضان شددت الباحثة الإسلامية، د. خديجة النبراوي، على تعدد فضائل شهر شعبان، واعتبرته من بين أعظم وأفضل شهور العام، موضحة أن شهر شعبان هو مقدمة لشهر رمضان، ولذلك شرع فيه الصيام، ليحصل التأهب والاستعداد لاستقبال شهر رمضان، وحتى تعتاد النفس على طاعة الله. ولقد ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تشير إلى ما في شهر شعبان من فضائل، كالصيام، ورفع الأعمال، غفران الذنوب، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ولا يفطر، حتى نقول ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم، حتى نقول ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©