الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات نموذج عالمي في الاستدامة البيئية لـ«المحميات الطبيعية»

الإمارات نموذج عالمي في الاستدامة البيئية لـ«المحميات الطبيعية»
2 يوليو 2016 23:44
أبوظبي (وام) أولت دولة الإمارات العربية المتحدة القدر الكبير من الاهتمام بالبيئة، وذلك من خلال تبنيها المفاهيم البيئية في مختلف المجالات منذ تأسيس الاتحاد بفضل وعي المؤسس وباني النهضة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، بأهمية حماية البيئة وثروات الدولة. ومنذ السنة الثانية للاتحاد شاركت الإمارات في مؤتمر استوكهولم الدولي للبيئة والإنسان، وأثبتت الدولة اهتمامها بالحفاظ على البيئة من خلال توالي عضويتها في العديد من المنظمات الدولية التي تهتم بالبيئة، فقد بدأ مشوار حماية البيئة في الدولة منذ عام 1972، وذلك بعضوية في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» وفي المنظمة العربية للتنمية الزراعية في العام التالي. كما نجحت دولة الإمارات في انضمامها إلى الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة المعروفة باسم - رامسار - عام 2007 من خلال إدراج 5 محميات تزيد مساحتها الإجمالية على 20 ألف هكتار إلى قائمة الاتفاقية لتصبح الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في مطابقتها للنسب العالمية للاتفاقية، كما أصدرت خلال الفترة نفسها تشريعات ونظماً بيئية عديدة للحفاظ على الأراضي الرطبة وإدراجها في منظومة الخطط الوطنية المعنية باستخدامات الأراضي. وترجع أهمية المحميات إلى أنها تقوم بـ«حماية الأنواع الفطرية النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض وتنميتها وإعادة التوازن البيئي المفقود في المنطقة المحمية والمناطق المحيطة بها، وتزخر دولة الإمارات بعدد من المحميات الطبيعية من ضمنها خمس محميات أدرجت في المعاهدة الدولية - رامسار - عام 2007 هي محمية رأس الخور في دبي وتقع في نهاية خور دبي الذي يمتد بطول 14 كيلومتراً ضمن المنطقة التي تربط الخليج العربي بصحراء العوير وتغطي المحمية مساحة قدرها 6,2 كيلومتر مربع ويوجد بها نحو 450 نوعاً من الحيوانات منها 270 نوعاً من الطيور كما تحوي قرابة 47 نوعاً من النباتات، وتشتهر المحمية بكثرة طيور النحام «الفلامنجو» وأشجار القرم. وتعتبر محمية رأس الخور للحياة الفطرية منطقة رطبة فريدة نظراً لوجود أعداد كبيرة من اللافقاريات والطيور الخواضة والشاطئية، وتوجد أعداد من الطيور المائية المهددة بالانقراض عالمياً مثل الغاق السقطري، وهو اللوهة وأيضاً اللقلق الأبيض وأبوملعقة والنحام أو الفنتير وطائر الزرقاي الأحمر والبط الصديئي والطيطوي أحمر الساق المنقط. ومحمية وادي الوريعة بالفجيرة أدرجت في قائمة رامسار عام 2010 وتصنف في المركز 127 من ضمن 200 منطقة عربية تقع ضمن المرتفعات الجبلية المغطاة بالشجيرات، وحسب الصندوق العالمي لصون الطبيعة تعتبر هذه المناطق الأغنى والأندر والأكثر موائل من حيث الطبيعة المتميزة في الوطن العربي وكذلك يعد وادي الوريعة المجرى المائي الوحيد الذي بقي سليماً في إمارة الفجيرة. ويضم وادي الوريعة ثلاثمائة نوع من النباتات، ومنها زهرة الأوركيد الفريدة والنادرة ويؤوي الوادي 12 نوعاً من الثدييات. وخلال عام 2013 أدرجت محميات الحفية وخور كلباء في الشارقة إلى قائمة رامسار، وتقع محمية الحفية على بعد 11 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي لمدينة كلباء ما بين البحر والجبال تمتد من وادي الحلو وصولاً إلى البحر ناحية خور كلباء المطل على ساحل سلطنة عمان، وتتميز بتكوين طبيعي فريد وتعتبر محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي من ضمن الأراضي الرطبة التي تكونت بفعل الإنسان، فهي منطقة متميزة وذات خصوصية كبيرة وتوفر ملاذاً آمناً للعديد من الكائنات الحية النباتية والحيوانية. كما تعد محمية جزيرة صير بني ياس أحد معالم إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجهوده لحماية البيئة والتزامه بتحويل هذه الجزيرة إلى محمية آمنة للسلالات النادرة من طيور وحيوانات ونباتات الجزيرة العربية، وتعتبر موطناً لأكثر من 23 فصيلاً من الحيوانات منها الزرافات وغزال المها العربي الذي يعتبر واحداً من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم رغم أن غزال المها العربي يعد واحداً من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض لا تزال جزيرة صير بني ياس موطناً لأكثر من 400 رأس تجوب المكان بحرية تامة. أما محمية جزيرة بوطينة فتقع في أقصى جنوب الخليج العربي وتبعد عن أبوظبي 130 كيلومتراً وتمثل هذه المحمية كنزاً عالمياً إذ تعد الثانية بعد أستراليا في حماية أبقار البحر حيث تضم ثاني أكبر مجموعة منها حول العالم وهي تعد امتداداً لمحمية مروح للمحيط الحيوي والتي تمثل أول محمية محيط حيوي بحرية في الشرق الأوسط يتم ضمها لشبكة محميات المحيط الحيوي التابعة لليونسكو. وتقع محمية جزيرة جرنين على مسافة 180 كيلومترا شمال غرب مدينة أبوظبي، والتي أصبحت من الواحات البحرية الأكثر أمنا، وهي الملاذ لكثير من الطيور والسلاحف والكائنات الأخرى، وهي أيضا من الجزر القليلة التي تقع على مسار الملاحة التقليدية، وتتألف جيولوجيا من التكوينات الصخرية والقباب الملحية والتي يعود عمرها إلى العصر ما قبل الكمبري. وتحتوي محمية جرنين على مزيج من الرمال والصخور والشعاب المرجانية شاملة بذلك الأنواع الثلاثة من البيئات البحرية الضحلة، وتتميز بوجود ما يزيد على 100 نوع من الطيور، وتحتضن الجزيرة مستعمرات لتكاثر خمسة أنواع من الطيور بأعداد تزيد على 1 بالمئة من العدد الكلي لها في العالم أو في المنطقة التي تتبع لها الدولة حسب تصنيف علماء الطيور في الشرق الأوسط، وتستخدم الجهات المختصة هذا المعيار لتحديد أهمية المواقع المختلفة للطيور، ويعتبر صغير الخرشنة ذات العرف المعروفة محليا بـ «الغواي» بلا منازع أهم الطيور المتكاثرة في الجزيرة ويقدر عدده في ربوعها بنحو عشرين ألف زوج والأنواع الأخرى من الخراشن، يعرف منها السمامة والخشاش والصر وأم صنين أو النورس الأسخم من النوارس التي ترتاد الجزيرة، أما غراب البحر السقطري «اللوهة» فيعتبر من الأنواع الأخرى المهمة أو المهددة بالانقراض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©