السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيتانكور ··· وحلم الرئاسة الكولومبية

بيتانكور ··· وحلم الرئاسة الكولومبية
13 يوليو 2008 01:54
لدى عودتها من الأدغال الكولومبية التي كان يعتقلها فيها خاطفوها من المتمردين طوال السنوات الست الماضية، كانت ''إنجريد بيتانكور'' السيناتور المعروفة بالحيوية والحماس السياسيين- التي أطلق سراحها الأسبوع الماضي- تحمل معها بعض الأشياء التي حملتها من مكان اعتقالها: مسبحة صغيرة صنعتها بنفسها من الأزرار وما تيسر لها من الخيط، وقاموساً لغوياً صغيراً سمح لها المتمردون به في نهاية الأمر، ثم خطة لرئاسة البلاد مؤلفة من 190 نقطة من النقاط التي فكرت فيها طوال سنوات اختطافها الست· وعلى إثر الترحيب الحار الذي حظيت به في العاصمة الفرنسية باريس- موطنها الثاني- التي اتجهت إليها في الثاني من يوليو الجاري بعد النجاح الهائل الذي أسفرت عنه عملية تحريرها و14 آخرين من المختطفين، ساد في المشهد السياسي الكولومبي لغط واسع حول ما إذا كانت ''بيتانكور'' سوف تخوض معركة الترشيح للمنصب الرئاسي، وهي التي كانت قد اختطفت أثناء جولة انتخابية لها في حملتها الرئاسية السابقة قبل ست سنوات؟ وعلى رغم تصريحها السابق الذي أعقب إطلاق سراحها مباشرة، بأن الرئاسة تبدو بعيدة جداً منها كما تقول، إلا أنها لم تستبعد احتمال خوضها معركة الترشيح· بل بادر المحللون السياسيون إلى وضعها سلفاً على قائمة المرشحين المحتملين للحملة الرئاسية المقبلة في عام ·2010 وعلى حد المعلق السياسي ''بيدرو ميدلين'':''فإن مجرد عودة ظهور بيتانكور في المشهد السياسي الكولومبي يحدث تغييراً وحركة فيه، حتى وإن لم تفصح عن نواياها في الوقت الحالي بشأن خوض معركة الترشيح أم لا''· غير أن ما يؤكد وجود رغبة أكيدة كهذه لديها، الكراسة الصغيرة التي حوتها حقيبة الظهر التي جاءت تحملها معها من الأدغال، وهي الكراسة التي حوت مخططاً كاملاً لسياسات رئاسية واصلت التفكير فيها كثيراً فيما يبدو· ولم تنفرد ''بيتانكور'' وحدها بوضع الخطة المؤلفة من 190 نقطة المذكورة آنفاً، إنما شاركها فيها كذلك زميلها السيناتور المختطف ''إلاديو بيريز'' الذي قال معلقاً:''ففي كل يوم كنا نجلس ونستمع عبر جهاز الراديو إلى أخبار التطورات والأحداث التي تشهدها البلاد، ونفكر معاً في ما الذي يمكن لنا أن نفعله في هذا الأمر أو ذاك، فيما لو قدر لنا الوصول إلى سدة الحكم يوماً· يذكر أن النسخة الثانية الخاصة بالسيد ''بيريز'' من كراسة الخطة الحكومية المستقبلية هذه، كانت قد صادرتها منه قوات كولومبيا الثورية المسلحة ''فارك'' التي أطلقت سراحه بمبادرة أحادية منها في شهر فبراير المنصرم· وتتضمن الخطة المذكورة كل شيء يتعلق بشؤون الحكم تقريباً، من برامج الإسكان وتنظيم الأسرة، وحتى المخططات الرامية إلى وضع حد لحركة ''فارك'' المتمردة· وكثيراً ما تناقش السيناتور ''بيتانكور'' الجنود وضباط الشرطة المختطفين معها في أمور محددة لها صلة بأوضاع الأسر الفقيرة والمحدودة الدخل، وما يمكن عمله إزاءها في المستقبل· وعقب إطلاق سراحها مباشرة، أعربت ''بيتانكور'' عن تفضيلها منح الرئيس الحالي ''ألفارو أوريبي'' فرصة ولاية ثالثة، ما يعني ضمناً اعتزامها الانضمام إلى حكومته· غير أن الذي حدث خلال الأيام الأخيرة الماضية، أنها أبعدت نفسها عن ''أوريبي''، على أساس وجود خلافات بينهما حول شؤون وكيفية الحكم· وفضلت بدلاً من موقفها الأول، ما وصفته بالاستثمار الاجتماعي المناوئ لحركة ''فارك'' وغيره من أشكال هذا الاستثمار· ومن ناحيته قال زميلها السيناتور ''بيريز'':''فما أن تكون بيتانكور على استعداد لاتخاذ الخطوة اللاحقة نحو الرئاسة، حتى نشرع عملياً في إنشاء حركة سياسية مستقلة عن الحكومة الحالية''· وفي حال قيام حركة سياسية كهذه، فلا شك أن تكون ''بيتانكور'' عنصراً أساسياً فيها· ذلك هو تعليق ''جورج لوندونو''، من مؤسسة ''إنفامير جلوب'' لاستطلاعات الرأي· ومضى ''لوندونو'' في تفسير اعتقاده هذا بقوله:''فهي شخصية تحظى بشعبية سياسية كبيرة واحترام محلي وخارجي··· وبقي لنا أن نرى كيف ستوظف هذه المزايا سياسياً إثر تحريرها من خاطفيها''· يُشار إلى أن استطلاعات الرأي العام الكولومبي التي أجريت عقب إطلاق سراح ''بيتانكور''، أشارت إلى نسبة تأييد شعبي لها تراوحت ما بين 71-83 في المائة· تأسيساً على هذه المؤشرات، قال زميلها السيناتور بيريز محللاً:''فإذا ما استندت بيتانكور الى هذه الشعبية، وتمكنت من ترجمة التعاطف الشعبي الواسع معها جراء الاختطاف، إلى تأييد سياسي لها، فإنه سوف يكون في مقدورها عندئذ تحقيق مشروعها السياسي في انتخابات عام ·''2010 يذكر أن التيارين ''اليساري'' واليميني معاً في الساحة السياسية الكولومبية يبديان ترحيباً بها، بما فيهما حزب ''يو'' الذي يتزعمه الرئيس ''ألفارو أوريبي''· ولا يزال يتعين على ''أوريبي'' تحديد ما إذا كان يطمح إلى تولي ولاية رئاسية ثالثة بحلول عام 2010 أم لا· وفيما لو كان هذا مخططه، فإنه لا بد من استباق إعادة ترشيحه للمرة الثالثة، بتعديل دستوري يسمح له بولاية ثالثة· وتشير إحدى آخر دراسات استطلاع الرأي العام التي أجريت، إلى احتمال صعود اسم ''بيتانكور'' إلى قائمة المرشحين الرئاسيين، بنسبة شعبية تبلغ 31 درجة في المئة مؤكدة على حد وصف الجهة التي أجرت الدراسة· وتجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة تبدو أعلى بكثير من تلك التي حققتها ''بيتانكور'' أثناء خوضها للحملة الرئاسية التي اختطفت خلالها في عام ·2002 ففي لحظة الاختطاف تلك، كانت ''بيتانكور'' قد مضت نصف الطريق في حملة ترشيحها، ومع ذلك لم تكن نسبة التأييد الشعبي التي حصلت عليها تتجاوز الـ0,8 في المئة فحسب، هي جملة عدد الناخبين الذين أبدوا استعداداً للتصويت لصالحها! سبيلا برادزنسكي- بوجوتا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©