فيتو روسي صيني يحبط فرض عقوبات على زيمبابوي

استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لفرض عقوبات على زيمبابوي، بعد اتهامها بإجراء انتخابات رئاسية شابها العنف يوم 27 يونيو وقاطعها مرشح المعارضة· وكان القرار سيفرض حظرا على الأسلحة وقيودا مالية وقيود سفر على الرئيس روبرت موجابي و13 مسؤولا آخر، وكان يدعو أيضا إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة إلى زيمبابوي· وأيدت تسع دول مشروع القرار، وعارضته خمس هي جنوب أفريقيا وليبيا وفيتنام ثم الصين وروسيا اللتان تملكان حق النقض، بينما امتنعت إندونيسيا عن التصويت· وأعلنت ستة بلدان معارضتها المبدئية لتدخل مجلس الأمن في الأزمة الزيمبابوية· وأكد مندوبوها جميعا أن الوضع في زيمبابوي لا يشكل البتة تهديدا للسلام والأمن الدوليين، اللذين يدخلان في نطاق اختصاص مجلس الأمن· وتلا الفيتو الصيني الروسي المزدوج وهو أمر نادر، تبادل كلامي حاد يعكس الانقسام العميق داخل مجلس الامن حول عدة قضايا وبينها زيمبابوي· وعلق دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته ''إننا بوضوح في مرحلة لا تشهد تعاونا في المجلس''· وأعرب رئيس زيمبابوي عن ''سعادته'' لاستخدام الفيتو ضد مشروع القرار· وقال سفير زيمبابوي في الامم المتحدة بونيفاس شيديوسيكو ان ''الرئيس موجابي سعيد لتبلغه ان الامم المتحدة لا تزال منظمة تحافظ على سيادة متساوية لكل عضو، وتطبق عمليات رقابة تحمي الضعفاء من الأقوياء''· وقال سفير الولايات المتحدة زلماي خليل زاد بعد عملية التصويت ان ''روسيا والصين وقفتا الى جانب موجابي ضد شعب زيمبابوي'' في حين أعربت واشنطن عن خيبة أملها· واتهم خليل زاد ونظيره البريطاني جون سويرز روسيا بتغيير موقفها مؤكدين أنها وافقت على مبدأ فرض عقوبات على زيمبابوي خلال قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى· وقال خليل زاد ''تبدل الموقف الروسي مفاجئ ومقلق''· وأضاف السفير الاميركي ان موقف روسيا ''يطرح تساؤلات حول صدقيتها بصفتها شريكا في مجموعة الثماني''· وأكد سويرز ان ''تصرف روسيا لا مبرر له''· ورفض السفير الروسي فيتالي تشوركين هذه الادعاءات معتبرا انها ''غير صحيحة'' ومشددا على ان اعلان مجموعة الثماني لم يذكر صراحة فرض عقوبات على زيمبابوي· أما سفير زيمبابوي فاعتبر أن ''المنطق هو الذي غلب''· وردا على سؤال لمعرفة لماذا أصر خليل زاد على عرض المشروع على التصويت رغم وجود خطر باستخدام الفيتو قال سفير زيمبابوي بسخرية ''إنها عجرفة الأميركيين· يعتقدون أن بإمكانهم ان يحكموا العالم لكنهم عاجزون عن ذلك''· من جانبها دافعت الصين امس عن استخدامها وروسيا الـ(فيتو)· وقال متحدث باسم الخارجية الصينية إن استخدام العقوبات ضد زيمبابوي بالظروف الحالية لن يساعد الأطراف المختلفة هناك على الدخول في حوار سياسي ومفاوضات، والتوصل إلى نتائج للأزمة التي سببها إجراء الانتخابات الرئاسية وسط مقاطعة المعارضة· وأضاف بيان للمتحدث الصيني أنه على العكس من ذلك، فإن فرض العقوبات سيعقد الوضع بالبلاد مشيرا إلى أن دعوة بلاده لإعطاء وساطة الاتحاد الأفريقي بهذا الشأن المزيد من الوقت قد تم تجاهلها· من جهته أعرب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عن خيبة أمله من الفيتو الروسي والصيني ضد مشروع القرار، حسب ما نقله مسؤول كبير بمكتبه· وأضاف أن موقف روسيا ''التي تعهدت خلال قمة مجموعة الثماني قبل أيام فقط باتخاذ تدابير تتضمن عقوبات مالية، سيبدو غير مفهوم في نظر الشعب الزيمبابوي''· وأشار أيضا إلى أن شعب زيمبابوي ''لن يفهم أيضا الفيتو الصيني''· الى ذلك عبرت جنوب افريقيا عن ارتياحها لرفض مجلس الامن الدولي مشروع فرض عقوبات على زيمبابوي معتبرا ان مثل هذا الإجراء كان سيؤثر على الحوار الذي تتولاه بين السلطة والمعارضة· وجاء في بيان للخارجية ''ان فرض عقوبات كان ستكون له انعكاسات سلبية على المسيرة الحالية للحوار بين الطرفين''· واضاف البيان ''ان دور المجتمع الدولي يجب ان يتمثل في تشجيع الاطراف السياسية في زيمبابوي على تعميق مسيرة الحوار الحالية وترسيخها''· وذكرت الحكومة ان رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي مكلف من قبل مجموعة دول افريقيا الجنوبية بمهمة وساطة في زيمبابوي وان ''مباحثات'' بين ممثلي النظام والمعارضة ''بدأت في جنوب افريقيا في العاشر من يوليو''·