توقيع 8 اتفاقيات تعاون بين السودان ومصر

أكد السودان ومصر أن التعامل بين البلدين في المرحلة المقبلة سيكون على مبدأ المصداقية والشفافية، وجدد الجانبان حرصهما على تحقيق التكامل بينهما في مجالات التنمية بشقيها الاقتصادي والبشري. وفي الإطار وقع الجانبان في الخرطوم على ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وذلك بحضور نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ورئيس الوزراء المصري دكتور عصام شرف الذي غادر مع الوفد المرافق له في وقت لاحق أمس إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان. وشملت هذه الاتفاقيات مجالات تعاون بين الصندوق الاجتماعي في مصر وديوان الزكاة والإنماء في السودان واتفاقا إطاريا بين جامعة القاهرة ووزارة التعليم العالي في السودان ومذكرة تفاهم في مجال الإصلاح الإداري بين الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ووزارة العمل والخدمة المدنية وتنمية الموارد البشرية في السودان، إلى جانب التوقيع على برنامج تنفيذي في مجال الاستثمار ومذكرات تفاهم بين البنك المركزي المصري وبنك السودان لتبادل المعلومات والبيانات في المجال المصرفي وأخرى في مجال التعاون الإعلامي والسلامة البحرية. وجدد الجانبان حرصهما علي تطوير العلاقات وتعزيز كافة أوجه التعاون، بما يخدم مصالح الشعب في البلدين وأبديا إرادة قوية على تنزيل كافة الاتفاقية إلى أرض الواقع في وقت وجيز. وأكد نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ورئيس الوزراء المصري دكتور عصام شرف في مؤتمر صحفي صباح أمس بمطار الخرطوم قبيل مغادرة الوفد المصري العاصمة السودانية متوجها إلى مدينة جوبا بجنوب السودان أهمية التكامل بين البلدين في المجالات التنمية الاقتصادية والبشرية. وأكد نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه أن العلاقات السودانية المصرية تعد رصيدا لعلاقات إقليمية متطورة تهدف إلى خدمة المصالح الشعبية وتمهد لفتح آفاق جديدة للتعاون بين دول المنطقة. ووعد طه بمتابعة نتائج الزيارة لتحقيقها علي أرض الواقع في أقصر وقت ممكن عبر المتابعات من قبل الوزراء. وقال إن المرحلة المقبلة ستشهد افتتاح عدد من المشروعات التنموية المشتركة بين مصر والسودان. ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف أن التعاون في المجالات التنموية يعزز الاستقرار بالبلدين، مشيرا إلى اتفاق الجانبين على التعامل بمصداقية وشفافية خلال المرحلة المقبلة، وصولا إلى الأهداف التي يتطلع إليها شعبا وادي النيل. وأوضح شرف الذي يرافقه وفد كبير يضم ثمانية من وزرائه أن “المشروع الاستراتيجي الأول لنا هو مشروع توفير اللحوم كما أن هناك مشروع إنتاج الوقود الحيوي والشراكة الزراعية في مشروع الجزيرة (وسط السودان) لإنتاج القمح والذرة الصفراء والحبوب الزيتية”. وتبلغ مساحة مشروع إنتاج اللحوم 41 ألف فدان تم تخصيص الأرض له في ولاية النيل الأبيض (وسط السودان). وأعلن شرف أن جملة الاستثمارات المصرية في السودان بلغت 5,4 مليار دولار، وأن مصر هي ثالث دولة عربية من حيث حجم الاستثمار في السودان. وافتتح رئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له وقبيل مغادرته إلى جوبا المبنى الإداري لجامعة القاهرة بالخرطوم إيذانا ببدء عهد جديد للتعليم المصري في السودان. وتوج الوفد المصري مباحثاته في الخرطوم بلقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي كان أول رئيس دولة يزور مصر بعد الثورة وبحث اللقاء العلاقات السودانية المصرية وسبل دعمها واستعرض البرامج والمشروعات المشتركة ووجه البشير بالعمل على تنفيذ البرامج التي تعود بالخير على شعبي البلدين الشقيقين. ويبدي الوفد المصري اهتماما كبيرا بالتعاون والتنسيق بين دول حوض النيل بشأن قسمة المياه يقابله اهتمام مماثل من السودان وتوصل الجانبان إلى اتفاق لعقد اجتماع للخبراء في البلدين لصياغة رؤية المشتركة حول مياه النيل. من جانبه، قال وزير الري المصري أحمد العطفي للصحفيين في الخرطوم “لدى السودان ومصر مبادرة مشتركة لحل المشكلة مع دول مبادرة حوض النيل بعد توقيع بوروندي على الاتفاق الإطاري لدول مبادرة حوض النيل وسيبدأ الطرفان تحركا مشتركا تجاه دول المبادرة”. في هذا الإطار يسعى الوفد المصري برئاسة رئيس الوزراء عصام شرف خلال زيارة بدأها أمس إلى جوبا، إلى إقناع حكومة جنوب السودان باستئناف العمل في قناة جونقلي المتوقف منذ عام 1984 بسبب الحرب الأهلية التي انتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب عام 2005. وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري مجدي راضي للصحفيين إن “دولة الجنوب مثل المولود الجديد الذي يحتاج إلى الرعاية، ونحن لدينا عدد من المشروعات معهم في مجالات التعليم والطاقة الكهربائية، كما سنبحث معهم استئناف العمل في قناة جونقلي لأنها أولوية بالنسبة لنا، حيث تضيف 4 بلايين متر مكعب من المياه لإيراد نهر النيل”. وقد بدأ العمل في قناة جونقلي عام 1978 وتوقف عام 1984 بسبب الحرب الأهلية. ويبلغ طول هذه القناة 360 كيلومترا وتعمل على تحويل مجرى النيل من منطقة السدود في جنوب السودان.