الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللاعبون والجماهير بين «الشهد و الدموع» !

اللاعبون والجماهير بين «الشهد و الدموع» !
2 يوليو 2016 22:00
مراد المصري (دبي) ينظر البعض إلى كرة القدم بوصفها مجرد لعبة لا تستحق كل هذه المشاعر أو التفاعل معها، فيما يرى رجال الأعمال فيها فرصة لحصد الأموال بغض النظر عن الأسماء، لكنها أكثر من ذلك بكثير للمشجعين الحقيقيين للعبة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الوطنية التي تتخطى حدود الأندية، وتصبح مسألة قومية تتوحد فيها الميول خلف الوطن، كما حدث في نهائيات أمم أوروبا الحالية. وفيما تواصل البطولة مشوارها والتقدم خطوة نحو المشهد النهائي، لابد من وجود خاسرين ومنتخبات حزمت حقائبها وودعت مبكراً لتصعد إلى متن رحلة العودة إلى بلادها، وفيما استقبلت دول مثل ألبانيا وأيرلندا الشمالية لاعبيها استقبال الأبطال، نظراً لقناعتهم أن ما حققوه أفضل المتاح بمقارنة الإمكانيات والقدرات، جاء خروج بعض المنتخبات الأخرى بما شكل مفاجأة خصوصاً إسبانيا التي خسرت اللقب الذي حققته مرتين متتاليتين، وإنجلترا التي سقطت بطريقة مخزية أمام آيسلندا المتواضعة. وذرفت جماهير إنجلترا وإسبانيا الدموع، واضطر آخرون لإلغاء حجوزات فندقية قاموا بها لحضور مباراة ربع النهائي، وقطع تذاكر سفر جديدة، وكلفتهم الرحلة مبالغ مادية ضخمة من ميزانيتهم السنوية، من أجل الوجود في فرنسا ومساندة منتخبهم، على أمل تحقيق أفضل النتائج، ولكن الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام حالياً، أو اللاعبون عبر حسابات التواصل الاجتماعي دفعت إلى التساؤل: هل يهتم اللاعبون بجدية لنتائج فرقهم؟ وهل تؤثر الخسارة عليهم؟ أم أن الحزن والمرارة يقتصران على الجماهير فقط؟ ونشرت الصحف الإنجليزية صور اللاعب واين روني، الذي ظهر بمستويات متواضعة في النهائيات، حيث قرر قضاء إجازته على متن يخته الخاص في جزيرة إيبيزا التابعة لإسبانيا، وكان مسترخياً رفقة زوجته وأصدقائه، وهو ما فعله الإسباني ألفارو موراتا رفقة خطيبته، وقضاء الوقت بركوب «الجت سكي»، والاستمتاع بالشمس ورمال الشاطئ. وفيما كانت الجماهير الحزينة التي ما زالت تعاني من آثار الخسارة، وتواصل جماهير المنتخبات الأخرى السخرية منها، وتناقل الصور الفكاهية حول هذا الخروج، لم يكن الأمر نفسه بالنسبة للاعبين على ما يبدو، حيث كشفت الصحف البريطانية أن روني حجز موعد إجازته في وقت سابق، قبل انطلاق منافسات البطولة، ومعرفة مصير منتخب «الأسود الثلاثة»، بما يثير الشكوك حول جديته في المنافسات، فيما كان موراتا في الملعب يعانق زملاءه في يوفنتوس الإيطالي الذي قرر الرحيل عن صفوفه رغم مساندة الجماهير له طوال موسمين، حيث صنع لنفسه اسماً على الساحة الأوروبية، لكنه قرر في نهاية الأمر خذل جماهير إسبانيا واليوفي في الوقت نفسه. فيما لم يبدُ على روني أي علامات الندم، رغم أنه لم ينجح في قيادة المنتخب لترك بصمة أو التأهل إلى المربع الذهبي. وكانت صحيفة «التليجراف» البريطانية نشرت موضوعاً موسعاً قبل عامين، كشفت فيه السر الأكبر، وهو أن اللاعبين لا يهتمون بما يفكر به الجمهور، وأن غالبيتهم لا يراعون مشاعر الجماهير أو يمرون بخيبة الأمل نفسها التي يعاني من الجمهور في معظم حالات الخسارة، حيث اعترف الكاميروني أيكوتو خلال لعبه في صفوف توتنهام الإنجليزي، أن كرة القدم مجرد مهنة بالنسبة له، وقال: لا أشعر الشغف تجاهها، هي وسيلة فقط لتحقيق الأموال ومهنة أقوم بها، بعد أداء المباريات لا يوجد أي رابط معها. فيما دخل اللاعب نفسه في مشاكل واشتباكات مع الجماهير في وقت سابق، إلى جانب حادثة شهير، بعدما دخل في «عراك» مع زميله في المنتخب الكاميروني، خلال نهائيات كأس العالم الماضية في البرازيل، ووصف قرار رحيله من توتنهام بالحرية بعد طول انتظار، موضحاً أنه لا يهتم برأي الجماهير بقدر تحقيق سعادته دائماً. على النقيض ربما عكست دموع لوكا مودريتش الذي أنهار باكياً، حينما خسرت كرواتيا أمام البرتغال في الدور الثاني للبطولة، حيث كان اللاعب حزيناً للغاية بسبب الخسارة، ورفض مع زملائه التأثر بما فعلته الجماهير التي عرقلت مسيرة الفريق من خلال إلقاء قنابل الدخان على أرضية الملعب في مواجهة التشيك، وواصل تقديم الأداء القوي، نجحت من خلاله كرواتيا في قلب الأمور والفوز على إسبانيا، لكن لم تكتب لمسيرتهم أن تتواصل بالسقوط أمام «كتيبة رونالدو»، حيث قام «الدون» بمواساة زميله في ريال مدريد في مشهد أكد الرغبة الصادقة منه لبلوغ المجد مع بلاده. فيما أكد بونوتشي لاعب المنتخب الإيطالي، أن لاعبي «الآزوري» يعيشون النشيد الوطني ولا يكتفون بغنائه فقط، وقال: بالنسبة لنا تمثيل منتخب بلادنا شرف يتمناه الجميع، حينما تبدأ موسيقى النشيد الوطني نشعر جميعاً بحماس وروح معنوية كبيرة، نرفض النظر إلى الأمر على أنه مهمة عمل فقط، هناك الملايين تنتظر منا تحقيق المجد دائماً، وهو ما يجعلنا نتأثر حينما نتعرض للخسارة ونسعى للعودة أقوى دائماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©