13 سبتمبر 2009 00:21
دعت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في خطوة نادرة وقد تكون فريدة، ثلاثين من كبار الخطاطين في العالمين العربي والإسلامي لكتابة نسخة كاملة من القرآن، حيث سيشرع هؤلاء الخطاطون في عملهم بدءاً من مساء غدٍ الاثنين، وينجزونه بأجزائه الثلاثين مساء الأربعاء، السادس والعشرين من رمضان الجاري. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون بالوزارة ظهر أمس بفندق رافلز في دبي، وأعلن فيه عن إطلاق «ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم» في دورته الأولى بهدف تقديم نسخة من كتاب الله، بحيث يخط كل واحد من الخطاطين/ النساخين المشاركين جزءا من القرآن ليكتمل عملهم جميعا في ليلة القدر، ويحق للجمهور والمهتمين بالخط العربي والشغوفين بالتعرف إلى كيفية كتابة آيات الذكر الحكيم، متابعة الخطاطين أثناء عملهم على إنجاز كتابة نسخة كاملة من القرآن الكريم. وكشف بلال البدور النقاب عن تشكيل لجنة تقييم تضم ثلاثة من أمهر وأشهر الخطاطين لتقييم النتاجات واختيار أفضل ثلاثة منها وقد تم تخصيص جوائز خاصة لهم، فضلاً عن مكافآت لكل المشاركين. وقال البدور خلال المؤتمر الصحفي: إن هذا الملتقى يحظى بدعم كبير من معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الذي لا يألو جهداً للارتقاء بالخط العربي كواحد من أهم فنون اللغة العربية وأحد أهم الوسائل للحفاظ عليها وإظهار جمالياتها، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة استضافة ثلاثين من كبار الخطاطين على مستوى العالم إلى دبي ليكتب كل منهم جزءا من القرآن الكريم خلال ثلاثة أيام، لينتهوا جميعا في ليلة القدر، حيث تكتمل نسخة من كتاب الله بخط اليد. وحول الهدف من هذا الملتقى والمشروع قال البدور: تهدف الوزارة تعريف أكبر قطاع ممكن من الجماهير على جماليات الخط العربي، أثناء قيام أبرع خطاطي العالم بكتابة أشرف كلام عرفته البشرية، وليس عبر مجرد محاضرات نظرية أو ورش عمل تقليدية، مع الدمج بين دعم والمحافظة على حرفة الخط العربي واستجلاء جمالياته مع ما هو ديني، عبر متابعة الجمهور لآيات الله وهي تكتب بأجمل الخطوط، في أيام ربما يصدف أن تكون بينها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما قال الله تبارك وتعالى. وأكد البدور أنه قد روعي في اختيار هؤلاء الخطاطين أن يكونوا الأبرع في كتابة خط النسخ المتعلق بالشكل الذي ألفه المسلمون في شتى بقاع الأرض لآيات القرآن الكريم في المصاحف المتداولة، موضحاً أن الخطاطين هم من تركيا والعراق وسوريا ومصر والجزائر والأردن، إضافة إلى كبار خطاطي الإمارات العربية المتحدة وبعض البلدان الإسلامية الأخرى، وهم سينضوون جميعاً تحت سقف واحد وتتبارى مهاراتهم في كتابة القرآن في حضور أكبر قطاع ممكن من المهتمين بالخط، وسيكون المجال مفتوحاً أمام المثقفين والمهتمين محاورة الخطاطين والقائمين على تنظيم الحدث خلال فترات الاستراحة ومناقشتهم حول الخط ومدارسه وإبداعاته. وأشار البدور إلى أن الـ»ملتقى» سيتضمن ورشة عمل تعقد على عدة جلسات وتتناول الخط و جمالياته، كما سيخصص مكان لاستقبال الجمهور من محبي الخط العربي لمتابعة الخطاطين أثناء كتابتهم آيات القرآن والتعرف إلى مكامن إبداع كل منهم في هذا المجال على اختلاف مشاربهم والمدارس التي تعلموا فيها فنون الخط. وأكد المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن الوزارة ستحتفظ بالنسخة الكاملة لكتاب الله بعد زخرفتها في مكان خاص وممهور عليها تاريخ الخط والمشاركين فيه والقائمين عليه، لافتا إلى أنه ستتم دراسة أن يكون «ملتقى رمضان لخط القرآن» حدثاً سنوياً في مثل هذه الأيام كل عام
المصدر: دبي
عدد اليوم
