الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيرين: الصوم تدريب على تقوى الله في كل أيام السنة

شيرين: الصوم تدريب على تقوى الله في كل أيام السنة
13 سبتمبر 2009 00:17
يعيش بعض الناس حالة من الفراغ الداخلي، يبحثون في كل الاتجاهات لتبرير ما يعتقدون به، تتنازعهم رغبات دنيوية وتغلب على أعمالهم، يتبعون أهواءهم التي تقود تصرفاتهم نحو ما يرضيهم، لكن مع ذلك يظل الخواء ساكناً في أعماقهم، لا ينعمون بالراحة أبداً مهما حققوا من غايات. لكن هناك من ينتبه لذلك، فلا يكف عن البحث عما يرضي طموحه الروحي وينعم من خلاله بالسعادة، هذا حال بعض المسلمين الجدد ومن مختلف الجنسيات، حيث أجمعوا كلهم وعلى مختلف دياناتهم السابقة، حيث إنهم عانوا من الفراغ الداخلي ولم تقنعهم أية ديانة أخرى غير الإسلام. من بين هؤلاء الشابة الفلبينية شيريل التي اختارت لها بعد الإسلام اسم شيرين. اقتناع واعتناق تقول شيرين بعدما اقتنعت بالإسلام ديناً فاعتنقته، إن الإسلام حقق لها السعادة والأمان التي حرمت منهما طوال حياتها، وهي اليوم سعيدة بما آلت إليه، وما تريده في حياتها المتبقية أن تنعم بنعمة هذا الدين وتعمق معرفته به وتقنع أهلها باعتناقه.. تقول في ذلك: «كانت حياتي في السابق دون معنى، حيث كنت ألهو وأسابق الزمن لإرضاء نفسي، ولا أخاف لومة لائم، أعيش للدنيا ولمتعها فقط، فلا وازع لديّ ولا رادع يثنيني عما أقوم به. لكن عندما جئت إلى الإمارات للعمل، حيث أعمل في أحد المراكز في مدينة العين، بدأت احتك بالناس خاصة مع رب العمل والزملاء الذين كنت أقضي معهم أكبر حيز من الوقت في العمل مما جعلنا نتبادل أطراف الحديث ونناقش الكثير من الأمور الدينية والدنيوية، وهؤلاء من جنسيات مختلفة من فلبينين وصينيين وعرب (كلهم مسلمون) ومن بين الأمور التي كنا نناقشها: الدين الإسلامي، حيث أمدوني بكتب إسلامية كنت أجلس أقرأها بعد الدوام وأسألهم في اليوم التالي عن فحواها، فكانوا كلهم يشرحون لي ويجيبون عن استفساراتي، وكلما أنهيت كتاباً يأتون لي بآخر، وكانوا ولايزالون يساعدوني كثيراً في الشرح وتسهيل تعاليم الدين الإسلامي، ولهذا اقتنعت جداً بما قرأت وبما علمت، حيث كان يصل إلى قلبي مباشرة ويحرك عواطفي ويخاطب عقلي مما جعلني أفكر كثيراً وأتراجع عن أمور كثيرة كنت أقوم بها». معرفة أكبر تواصل شيرين كلامها بحماسة وتقول: «عندما أعلنت إسلامي سعد زملائي كثيراً بما قمت به، وكانت خطوة ناجحة في حياتي، إذ أصبحت أعيش الأمان النفسي، وأعيش في راحة بال كبيرة وأوكلت الله سبحانه وتعالى في كل أموري، وبما هو خالقي وهو المقدر لكل شيء فهو من سيوفقني في الحياة، طبعاً مع مجهودي وسعيي نحو الأفضل، وما زلت أبحث في كل الاتجاهات لأعمق معرفتي بالدين الإسلامي». تضيف: أريد أن أشرح للناس من منطلق علمي عميق حتى تكون لديّ الحجة والدليل وليس معرفة سطحية بالدين؛ لأن الناس يختلفون من شخص لآخر، فهناك من تستطيع النفاذ إلى قلبه وعقله بسرعة وهناك من هو عصي على الاستقطاب؛ لذلك أود أن أكون قوية في شرح الدين الإسلامي، ولن يكون ذلك إلا بالمعرفة الجيدة بالدين الإسلامي وبكل تفاصيله، لهذا فإنني أحاول الاطلاع على أكبر قدر من الكتب الدينية وشرح القرآن الكريم». يوم رمضاني تقضي شيرين شهر رمضان في قراءة القرآن الكريم، ولا تريد أن يمر يوم قبل أن تقرأ سورة منه، عن ذلك تقول: «خلال هذا الشهر الكريم أوزع يومي بين العمل خارج البيت وعملي المنزلي كامرأة، حيث أقوم بواجباتي المنزلية، وبعدها أقرأ القرآن الكريم، وأحاول قراءته باللغة العربية، ورغم صعوبته فإنني أحاول جاهدة فهم ما يقول وفي ذلك أسأل زملائي أو أحاول المقارنة بين المعلومة باللغة العربية وفهمها باللغة الإنجليزية من خلال النسخة المترجمة بلغة بلدي». وتراعي شيرين الله في شؤون حياتها، كما لو أنها تراه في تعاملها مع الناس والزبائن، حيث تقول في ذلك: «أريد أن أحافظ على صيامي وعلى صوابه؛ لأنني من خلال ما علمت فالصوم هو الصوم عن المعاصي وليس على الأكل فقط، وما هذا إلا تدريب على تقوى الله في كل أيام السنة وليس في هذا الشهر فحسب، لذلك فإنني لا أحب أن أرتكب المعاصي خلال عملي، بحيث لا أغش في العمل، وأحاول أن أكون أمينة، ولا أتلفظ بالكلام الجارح وغيره من الأعمال التي يمكن أن تسيء إلي، وأحرص على تناول الإفطار في جماعة مع زملائي في العمل وإن تعذر ذلك أفطر في بيتي». أما أغلى أمنيات شيرين، فهي أن تصبح عالمة بأمور الدين الإسلامي حتى تستطيع أن تقنع من حولها، وفي هذا الإطار تقول: «أُريد أن أعمق علمي بالدين الإسلامي، حيث أشعر أنني مازلت سطحية في هذا المجال، وأحاول فعل ذلك لإقناع أهلي الذين أتمنى أن ينعموا بالدخول لهذا الدين الحنيف، ولن أدخر جهداً في السعي لذلك، ولن يكون ذلك إلا باطلاعي الجيد على أصوله وأحكامه حتى أتمكن من الحجة والدليل»
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©