الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بحث جديد يُنعش آمال علاج مرض الصلع الوراثي

بحث جديد يُنعش آمال علاج مرض الصلع الوراثي
25 مارس 2012
لدى الفئران كما الرجال، الصلع هو مشكلة ما زالت تنتظر حلاً وعلاجاً. ويبدو أن بواعث الأمل قد أشرقت على يد مجموعة من الباحثين الأميركيين الذين نشروا مؤخراً بحثاً يُبشر بقرب الفرج لمن يعانون من مشكلة الصلع في العدد الأخير من مجلة «طب العلوم التأويلية». وقد نزع هؤلاء الباحثون بُصيلات شعر من أعلى رأس زُهاء 22 رجلاً مُصاباً بمرض الصلع الوراثي وصلع مقدمة الرأس، ومن رؤوس عدد كبير من الفئران. وحاولوا رصد الاختلاف الجوهري ما بين رُقعات فروة الرأس التي كان الشعر ينمو فيها، ورُقعات فروة الرأس التي كان الشعر فيها يرق ويخف أو يختفي مسبباً صلعاً. فوجدوا لدى الرجال أن «بروستاجلاندين PGD2» (البروستاجلاندين هي عبارة عن أيضات حمض الأراكيدونيك تنتج من فعل الفوسفوليباز) كان موجوداً بوفرة في مناطق أعلى الرأس التي كان بها صلع أكثر من رقعات سطح الفروة حيث استمر الشعر في النمو. أما لدى الفئران، فوجدوا أن «البروستاجلاندين» نفسه كان موجوداً بكميات كبيرة عندما كانت في مرحلة إلقاء وطرح بصيلات الشعر الطبيعية. وقاد فريق البحث كل من طبيب الجلد جورج كوتساريليس وطبيب الجلد لويز جارثا الذي كان أستاذاً بجامعة بنسلفانيا في أثناء إنجاز الدراسة قبل أن ينضم إلى الهيئة التدريسية بجامعة جونز هوبكينز. ويعتبر بعض الباحثين أن يكون اكتشاف هذا «البروستاجلاندين» مؤشراً قد يُزعزع مشكلة الصلع من المكان الذي رسخت فيه لعقود. وقد جاء هذا الاكتشاف مفاجئاً لأطباء الجلد واختصاصيي علاج أمراض الصلع والباحثين، إذ لم يخطر على بالهم قط أن لهذه الأنواع من «البروستاجلاندين» علاقة بفقدان الشعر، كما يقول كوتساريليس. وتمكن الباحثون من التعرف على مستقبل D2 الذي يُصطلح عليه «GPR44». ولا يبقى بعد ذلك سوى إيجاد طريقة لوقف عمل هذا المستقبل، أو إعاقة اتجاه «بروستاجلاندين PGD2» إليه لمنع حدوث الصلع. وتلك ستكون لا شك خطوة الباحثين التالية لتجريب علاجات فوقية يمكنها منع ترقق سماكة الشعر لدى النساء. ويجدُر التذكير بأن مرض الصلع الوراثي يُصيب 80% من الرجال الذين تبلغ أعمارهم أقل من 70 سنةً، ويتسبب في ترقق الشعر وخفته في مناطق من الرأس دون أخرى. ولا يوجد في الوقت الحالي إلا دواءان اثنان معتمدان لعلاج مرض الصلع الوراثي في الولايات المتحدة، وهما «مونوكسيديل» الذي يُسوق باسم «روجايين»، و»فيناستيريد» الذي يُسوق باسم «بروبيسيا» أو «بروسكار». وعلى الرغم من أن مثل هذه العقارات توقف تساقط الشعر أو تبطئ من وتيرة ترقق سماكة الشعر، فإن الصلع يبقى مشكلة مرضية تغزو رؤوس الكثير من الرجال، وبعض النساء أيضاً. ومع أن الباحثين اقتربوا من فك رموز لغز الصلع عبر اكتشاف هذا المركب البروتيني “بروستاجلاندين PGD2”، فإنهم لا يزالون يعتقدون بمسؤولية زيادة هرمونات التستوسترون التي يفرزها الجسم في جعل إصابة جذور الشعر بحساسية مفرطة لمادة الإندروجين (DHT) التي تنتقل في الجينات الوراثية من الآباء إلى الأبناء، ويُدركون بالبحث والملاحظة العلمية أن احتمال فقدان الشعر أو الصلع لدى الأشخاص يزيد كلما تقدموا في العمر. وكانت بعض الدراسات قد أشارت إلى أن 4 من كل 10 رجال يعانون من الصلع عند بلوغهم 35 سنةً، مع تفاوت نسبي تبعاً للعرق والنمط الغذائي والظروف المناخية، وباختلاف الجينات. وهناك نوع آخر من تساقط الشعر يصيب مرضى السرطان بسبب تعرضهم للإشعاعات أثناء العلاج الكيميائي، وهذا النوع يختلف تماماً عن الصلع الوراثي. وبالإضافة إلى زيادة هرمونات الذكورة والعوامل الوراثية، هناك مسببات أخرى للصلع مثل الإصابة ببعض الأمراض كالثعلبة والملاريا، والتوتر والضغط العصبي، وسوء التغذية، والعدوى الفطرية وبكتيريا فروة الرأس، وزيادة ملوحة المياه التي يستحم بها الإنسان، والجفاف الزائد للجو. عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©