«ديزني» تستحوذ على «مارفيل انترتينمينت»

فيما يعتبر مؤشراً على بداية موجة جديدة من عمليات الاستحواذ والاندماج في صناعة التسلية والترفيه العالمية أعلنت شركة والت ديزني مؤخراً أنها أصبحت في الطريق للاستحواذ على مؤسسة مارفيل انترتينمينت لاستديوهات الأفلام ونشر الكتب والمجلات الكوميدية مقابل 4 مليارات دولار في شكل أسهم وسيولة نقدية. ومما لا شك فيه فإن الصفقة تمثل إضافة كبيرة لمجموعة كبار اللاعبين من شخصيات ديزني في امبراطوريتها الخاصة بالرسوم المتحركة بمقدار 5 آلاف شخصية جديدة بقيادة الرجل الحديدي (ايرون مان) والرجل العنكبوت (سبايدر مان) و (واكس مين) و (ثور) و (كابتن أميركا). ولكن الصفقة تؤرخ أيضاً الى أحد أكبر عمليات الاستحواذ في حياة شركة ديزني، كما تعتبر أول صفقة إعلامية كبرى منذ أن بدأت الشركات في الاحتفاظ بالسيولة النقدية في الخريف الماضي جراء اشتداد حدة الأزمة المالية العالمية. وكانت ديزني قد دخلت في آخر عملية كبرى للشراء في عام 2006 عندما استحوذت على مؤسسة بيكسار لاستديوهات الرسوم المتحركة المالكة لبرنامج «توي ستوري» مقابل 7.4 مليار دولار في شكل أسهم. والآن فإن الصفقة الجديدة التي من المقرر أن يتم إنجازها بالكامل بحلول نهاية عام 2009 إنما تعكس الضغوط المتنامية التي ترزح تحتها استديوهات هوليوود من أجل إيجاد سبل فعالة جديدة لتحقيق الأرباح بعد تواضع وضعف مبيعات اسطوانات (الدي في دي) وبشكل أصبح يغذي الأعمال التجارية الأخرى في الصناعة مثل حدائق الألعاب ولعب الأطفال. وظل روبرت ايجر الرئيس التنفيذي لشركة ديزني يشير منذ سنوات عديدة الى أن مبيعات أشطرة (دي في دي) أصبحت في تراجع لا يكف عن التوقف، ولكنه ذكر أن الصورة القوية لماركة مارفيل من شأنها أن توفر قدراً لا يستهان به من الجاذبية المفقودة. ومما لا شك فيه فإن الخطوة تتناسب تماماً مع استراتيجية شركة ديزني الهادفة لدفع عجلة الإيرادات من المحتويات المفضلة في أوساط العامة بمرور الوقت وعبر منصات متعددة. ومن المقرر أيضاً أن تمنح الشركة دفعة كبيرة في أوساط الشباب وصغار المشاهدين، حيث تحظى شخصيات مارفيل بشعبية جارفة على وجه الخصوص. وكانت ديزني قد برهنت أيضاً على قوة في استقطاب قطاع الإناث من برامج تمتلكها مثل برنامج «حنا مونتانا» الواسع الانتشار. وبموجب الصفقة فإن ملاك الأسهم في شركة مارفيل سوف يحصلون على 30 دولاراً نقداً مقابل السهم الواحد بالإضافة إلى حصة بحوالى 0.75 في المائة من سهم ديزني مقابل كل سهم لشركة مارفيل. وعلى أساس سعر الإغلاق يوم الجمعة الماضي فقد بلغت قيمة الصفقة 50 دولاراً لكل سهم لشركة مارفيل. ويعتقد ميلر تاباك المحلل في شركة ديفيد جويسي أن ديزني دفعت قيمة كبيرة مقابل شركة مارفيل ولكنه يعتقد أن الصفقة «تعتبر خطوة استراتيجية جيدة على المدى الطويل» بالنسبة لشركة ديزني. ومضى يقول «إن الصفقة تعتبر دلالة أخرى على عودة الثقة الى سوق برامج التسلية والترفيه». وبمجرد توقيع الاتفاقية قفز سعر سهم شركة مارفيل بمعدل 25 في المائة أو بمقدار 9.80 دولار الى مستوى 48.45 دولار للسهم في تعاملات بورصة نيويورك، بينما انخفض سعر سهم شركة ديزني بمقدار 75 سنتاً أو بنسبة 2.8 في المائة الى مستوى 26.09 دولار للسهم. ويشار أيضاً الى أن شركة مارفيل لديها صفقات أخرى على الطريق في مجال الإنتاج والتوزيع مع شركات منافسة لشركة ديزني من بينها مؤسسة سوني وشركة فوكس القرن العشرين لإنتاج الأفلام التابعة لمؤسسة نيوز كورب. وعلى أية حال فإن الأمر سوف يستغرق سنوات عديدة قبل أن تتمكن شركة ديزني من الحصول على أي شيء أكثر من رسوم الترخيص الخاصة ببعض أهم الشخصيات الكرتونية الخاصة لشركة مارفيل. ولكن توم ستاجز كبير المراقبين الماليين في شركة ديزني ذكر من جانبه أن هذه الإيرادات على قلتها لا تزال جاذبة، كما أن الشركة سوف تتمتع بخيار إنتاج وتوزيع محتويات شركة مارفيل بالكامل في وقت لاحق عند انتهاء صلاحية الصفقات الحالية التي أبرمتها شركة مارفيل في السابق. عن «وول ستريت جورنال