الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما الإماراتية في الصدارة.. والعربية بيــــن النقد والإشادة

الدراما الإماراتية في الصدارة.. والعربية بيــــن النقد والإشادة
3 يوليو 2016 02:30
تامر عبد الحميد، أحمد النجار (أبوظبي، دبي) قبل إسدال الستار على الموسم الدرامي الأشهر، «الماراثون الرمضاني» لعام 2016، الذي عرض فيه أكثر من 80 عملاً درامياً بين الإماراتي والخليجي والعربي، والتي تنوعت بين الجريمة والتشويق والغموض والرومانسية والكوميدية، إلى جانب تناول عدد كبير منها لقضايا مجتمعية لامست هموم الناس في الشارع العربي بشكل عام، والتي أبدع مؤلفوها في كتابتها ونال أغلبها إشادات الناس منذ عرض أولى حلقاتها.. رصدت «الاتحاد» بعض آراء صناع الدراما والفن عموماً عن الأعمال التي اختاروها لتكون هي الأفضل في السباق الرمضاني، وجاءت أغلبية الآراء على أن الدراما الإماراتية احتلت الصدارة هذا العام. في الصدارة وشهدت الأعمال الدرامية تنافسية كبيرة في جذب المعلنين وحصد أكبر شريحة من المشاهدين، لكن يبقى رهانها على مدى قدرتها في البقاء حتى النهاية، لاسيما أن هناك الكثير من المسلسلات التي سقطت من عين الجمهور منذ عرض أولى حلقاتها، وبعضها لاتزال أحداثها على مرمى اهتمام المشاهد، والبعض الآخر استطاع الانتصار بجدارة في شد الجمهور حتى آخر حلقة. من بين هذه الأعمال مسلسل «خيانة وطن» الذي يعرض على شاشة «أبوظبي»، وحقق نجاحاً ورواجاً وانتشاراً كبيراً منذ عرض أولى حلقاته رغم الزخم الدرامي الرمضاني، ونال إشادات وعبارات الثناء من أغلب صناع الدراما في الإمارات والخليج والعالم العربي أيضاً، لاسيما أنه أول عمل درامي محلي يناقش قضية حساسة متعلقة بالتنظيم السري والإخوان. جاء «خيانة وطن» ليجعل الدراما الإماراتية تحتل الصدراة في رمضان بين الأعمال الدرامية الأخرى التي عرضت معه، خصوصاً بعدما احتل أعلى نسب مشاهدة على «يوتيوب» وحصد الوسم الخاص به على «تويتر» أعلى نسب مشاهدة وتداول بحسب «ترند الإمارات». سقف الجرأة وقالت الفنانة سميرة أحمد إنها تتابع مسلسل «خيانة وطن» باهتمام كبير، وقالت: لقد شعرت أمام هذا العمل بفخر واعتزاز بنجاحه، وتحقيقه أعلى نسبة مشاهدات وتعليقات إيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه يناقش قضية اجتماعية وحساسة تمس كل مواطن إماراتي. وأكدت أن هذا العمل الدرامي من شأنه أن يغير تاريخ الدراما الإماراتية، مشيدة بأداء الفنانين واتقانهم لأدوارهم، وهو إشارة على أن الممثل الإماراتي لا يقل شأناً عن أي ممثل خليجي أو عربي، لاسيما عندما يلقى الدعم والثقة من قبل شركات الإنتاج أو الجهات المعنية برعاية الفنون والثقافة، موضحة أن الدراما الإماراتية استطاعت أن تتميز وتحتل الصدارة من خلال هذا العمل بنوعية الطرح وسقف الجرأة، واستطاعت أيضاً أن تكون منافسة وبكل قوة للدراما المصرية والسورية. ولفتت إلى أن الدراما الإماراتية تميزت أيضاً هذا العام بدعم المواهب الشابة، خصوصاً العنصر النسائي منها، حيث برزت عدد من الفنانات من الوجوه الصاعدة التي حجزت مكاناً لها في ذاكرة الجمهور في أكثر من مسلسل من بينها، «غمز البارود» و«مكان في القلب» و«خيانة وطن»، منهن الفنانة رانيا آل علي وريم الفيصل وغيرهن كثيرات. سميرة أحمد بطلة مسلسل «غمز البارود» الذي يعرض على شاشة «الإمارات»، أشارت إلى أنها لم تفوت متابعة مسلسل «ساق البامبو» وتقول: استمتعت كثيراً بأداء سيدة الشاشة الخليجية الفنانة سعاد عبدالله، فهي أكاديمية في الأداء ومدرسة للفن الراقي، مشيرة إلى أنها تابعت أيضاً مسلسل عادل إمام «مأمون وشركاه»، لاسيما أن الزعيم تستهويها أعماله الدرامية كثيراً، وتتابعه بشكل متقطع في رمضان، وكامل بعد الشهر الفضيل على «يوتيوب». تحويل روايات درامياً وترى المخرجة نهلة الفهد، أن الدراما الإماراتية هذا العام، استطاعت أن تثبت نفسها وبجدارة من خلال بعض الأعمال المتميزة التي عرضت على شاشات الدولة، وأهمها مسلسل «خيانة وطن» الذي كان بمثابة طفرة في تاريخ الدراما الإماراتية، وذلك لتخطيه سقف الجرأة وخروجه إلى أبعد الحدود. وقالت «خيانة وطن» مسلسل مختلف عن بقية المسلسلات التي عرضت في الشهر الكريم، حيث تفرد العمل بالغوص في تفاصيل قضية هزت الرأي العام الإماراتي، وهي قضية التنظيم السري والإخوان، فاستطاع أن يحظى بمتابعة كبيرة لما قدمه من حقائق، لمن تلطخت يداه بـ «خيانة الوطن». وتلفت الفهد إلى أن أهم ما يميز دراما رمضان 2016، من وجهة نظرها، هو اتجاه بعض المنتجين والمخرجين لتحويل روايات حققت صدى كبيراً في الساحة الثقافية وتحويلها إلى أعمال درامية لاقت استحساناً من قبل المشاهدين في رمضان وقالت: جميع الروايات التي تم تحويلها إلى مسلسلات في الماراثون الرمضاني هي الأفضل من بين المسلسلات الأخرى، وهي «أفراح القبة» لنجيب محفوظ و«خيانة وطن» لحمد الحمادي و«ساق البامبو» لسعود السنعوسي، مؤكدة أنها تتابع «أفراح القبة» في رمضان بشكل مستمر، لاسيما أنه عمل متكامل العناصر، من حيث التمثيل والإخراج والديكوارت والحقبة الزمنية. «الأسطورة» و«الخانكة» وأشارت الفنانة هدى صلاح إلى أن دراما رمضان هذا العام تميزت عن الأعوام الماضية، بتقديمها عددا من المسلسلات المتنوعة في الطرح، وقالت: أثار مسلسل الأسطورة بطولة محمد رمضان ضجة كبيرة، ورغم تعرضه لانتقادات حادة إلا أنها ترى أن المسلسل خاض السباق الرمضاني، ونافس بقوة أعمالاً درامية كثيرة. وأضافت: تابعت أيضا في رمضان مسلسل «الخانكة» لغادة عبد الرازق الذي يتناول قصة معلمة تربية رياضية تعرضت للتحرش من قبل أحد طلابها، وبدلاً من أخذ حقها، تتحول من مجني عليها إلى جانية، وقد أعجبتني كثيراً قصة المسلسل والأداء التمثيلي لكل من غادة عبد الرازق وماجد المصري، لافتة إلى أنها تابعت أيضاً مسلسل «نص يوم» وأدهشها أداء البطلين نادين نجيم وتيم حسن فضلاً عن القصة الرائعة وأحداثه الغامضة والمشوقة. انتعاش الدراما وامتنع الفنان جابر نغموش بطل مسلسل «مكان في القلب» عن إبداء رأيه في الأعمال الدرامية مكتفياً فقط بمتابعة ما يمكن أن يحقق له متعة واستفادة فنية، مشيراً إلى أنه يتابع مسلسلين خلال شهر رمضان هما «مكان في القلب» الذي يشارك ببطولته، ويتابعه كمشاهد عادي ليستمتع بأجوائه، ويستقبل ردود أفعال المقربين من حوله، ويستقبل وجهات نظرهم وانتقاداتهم بصدر رحب، كما يتابع مسلسل «شعبية الكارتون» ويعتبره عملاً كوميدياً بامتياز كونه يستحوذ على إعجاب الصغار والكبار معاً، وأعرب نغموش عن أمله في انتعاش الدراما الخليجية وخصوصاً الإماراتية من حيث تضاعف عدد كتاب السيناريو والمخرجين والمنتجين أيضاً. تشتت درامي واعتبرت الإعلامية أميرة الفضل، أن الأعمال الخليجية وخصوصاً الإماراتية تفوقت على نفسها في رمضان هذا العام، بتقديم باقة من الأعمال الدرامية المتميزة التي شدت أنظار المشاهد لمتابعتها في رمضان، موضحة أن الدراما المصرية لاتزال تسير على المستوى نفسه، بتقديم مسلسلات متنوعة الأفكار والموضوعات التي تهم المجتمع العربي ككل، معاتبة في الوقت نفسه على كم الزخم الدرامي الذي يصيب المشاهد بحالة من التشتت الدرامي، حيث لا يستطع المشاهد متابعة كل هذه الأعمال، وبالتالي لا يمكنه الحكم بشكل سليم على الأعمال المعروضة، لافتة إلى أن هناك بعض المسلسلات التي أثارت الجدل منذ عرض أولى حلقاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب»، الأمر الذي حفزها لمتابعة حلقاتها في الشهر الفضيل مثل «خيانة وطن» لحبيب غلوم وهيفاء حسين و«ساق البامبو» لسعاد عبد الله و«سمرقند» لعابد فهد وميساء مغربي و«سيلفي 2» لناصر القصبي. شهادة مجروحة شهادتي في الأعمال الدرامية الإماراتية مجروحة.. هذا ما أكده المنتج الإماراتي سلطان النيادي، الذي أوضح أنه على الرغم من الإنتاج الضعيف للمسلسلات الإماراتية التي لا تتعدى 3 مسلسلات فقط لهذا العام، إلا أنه يرى أنها الأبرز في السباق الرمضاني 2016، وقال: الدراما الإماراتية أظهرت تفوقاً كبيراً هذا العام، من خلال الطرح والموضوعات الجديدة التي قدمت عبر مسلسلاتها، مثل مسلسل «خيانة وطن» الذي عرض قضية سياسية مهمة، و«مكان في القلب» الذي توليت إنتاجه وهو عمل يمزج بين الكوميديا والقضايا المجتمعية، و«غمز البارود» الذي عرض العديد من القضايا التي تهم كل أسرة مواطنة. وأشار النيادي إلى أن الدراما الإماراتية تفوقت على غيرها من الدراما الأخرى بسيرها على نهج «الكيف أهم من الكم»، وقال: كم هائل من الأعمال الدرامية العربية التي قدمت هذا العام عبر شاشات التلفزيون، لكنها ومع الأسف أغلبها مكررة ومستهلكة، لذلك الدراما العربية اعتمدت هذا العام على الكم، ولم يهتم صناعها بتقديم الموضوعات والقضايا التي تهم الناس وتلامس واقعهم، كاشفاً أنه تابع بعض الأعمال العربية بشكل غير منتظم التي وجد أنها تميزت في الطرح والقصة وأداء الممثلين مثل مسلسل «مالك بن الريب»، و«فوق مستوى الشبهات» للفنانة يسرا، لافتاً إلى أنه تابع أيضاً بعض الأعمال الخليجية التي أثارت جدلاً واسعاً مثل مسلسل «ساق البامبو» لسعاد عبد الله. أسطورتا الخليج وشهدت الفنانة الشابة شيخة البدر التي شاركت في مسلسل «خيانة وطن» متابعة عملين إلى جانب عملها هما «بياعة النخي» و«ساق البامبو»، وتقول: سحرني فيهما أداء اسطورتي الخليج الفنانتين حياة الفهد وسعاد عبدالله، كما شاهدت العمل الرائع «جود» حيث شدتني عبقرية الفنانة هدى حسين في تجسيد دورها، كما برع المخرج فيها بصياغة لمسات مشوقة في أحداث العمل، وربطها بأسلوب فني رائع، ويعتبر الفنان الشاب عبدالله الحريبي أن المسلسلات المصرية هي الرائدة في الدراما العربية، وقال: وقع اختياري على مسلسل «الخانكة» لغادة عبد الرازق وهو من أهم الأعمال الدرامية التي احتلت اهتمام الجمهور. وأضاف: أحببت هذا المسلسل فقد شدتني قصته وحبكته، وأحرص يومياً على متابعة حلقاته على «يوتيوب» لعدم تفرغي لمشاهدته في وقت بثه، لافتاً إلى أن نصه مكتوب بحرفية عالية، وأحداثه شائقة وإخراجه متميز، فضلاً عن أداء الفنانة غادة عبدالرازق التي أبدعت في دورها بعفويتها وبساطتها ما جذبتني لأدائها ودورها وأضافت نكهة للعمل. دراما مظلومة وبالحديث عن الدراما السورية التي اعتادت خوض غمار المنافسة بقوة، بتقديم أعمال ملحمية سواء درامية أو تاريخية أو كوميدية، فإنها هذا العام مظلومة بسبب الأزمة السورية وتداعياتها على الفنانين وأعمالهم التي لم تلق حظوظاً وافرة في إنتاجها، هكذا تقول الفنانة السورية ديما بياعة مشيرةً إلى أن الأعمال الدرامية السورية لا تلقى رواجاً في المحطات العربية حيث تجد تهميشاً واضحاً، فضلاً عن اعتماد تلك المحطات العربية على أعمال من إنتاجها أو خضوعها لاحتكار شركات إنتاج، باستثناء تلفزيون أبوظبي الذي تعتبره واحداً من أبرز المحطات الذي تمتلك معايير فنية في تقييم الأعمال الدرامية وإجازتها، وقد دعم الكثير من الأعمال السورية وعرضها على شاشته. وتشير إلى أن حضور الأعمال السورية ضعيف جداً لاسيما مع زحمة الأعمال الدرامية التي تتسابق بعرضها محطات مهمة، مفيدة أنها تابعت أعمالا درامية أبرزها مسلسل «الندم» وتعتبره من أقوى الأعمال نصاً وتمثيلاً وإخراجاً، وتصف العمل بالمتكامل، وتقول: لو أتيح لهذا العمل فرصة العرض في محطة مرموقة لكان حظي بأكبر نسبة مشاهدة، وحقق نجاحاً مبهراً، معترفة بأن لديها قائمة أعمال درامية تعتزم مشاهدتها بعد رمضان بعيداً عن مقص الإعلانات وضمان متابعة حلقاته دفعة واحدة مثل «ساق البامبو» و«ياريت» و«أفراح القبة». غياب النص وتؤكد رهف شقير فنانة سورية أن الدراما السورية رغم ما تمر به من أزمة ومقاطعة، فإنها استطاعت أن تنافس إلى حد ما الدراما الخليجية والمصرية، من خلال أعمال عديدة من أبرزها مسلسل «الندم» وهو عمل راقٍ يتناول موضوعات خالصة من نسيج المجتمع السوري، بعكس أعمال سورية أخرى تلامس قضايا اجتماعية عربية، وتقول شقير، إن الدراما الخليجية نافست بقوة الدراما العربية واستطاعت أن تتجاوز إشكالية غياب النص الذي يقود العمل للنجاح، ومكنت من فرض حضورها من خلال العمل الضخم «خيانة وطن» بما يحتويه من جرعة زائدة من الجرأة وسقف الطرح وقوة الفكرة ورسالته الهادفة. مسلسلات مؤجلة إلى 2017 هناك بعض الأعمال الدرامية التي لم تحل ضيفة على المشاهد في رمضان 2016، حيث أعلن انسحابها قبل بداية السباق، وتم تأجيلها إلى رمضان 2017، منها مسلسل «واحة الغروب» بطولة منة شلبي، والجزء الثاني من مسلسل «حدائق الشيطان» بطولة سمية الخشاب وجمال سليمان، ومسلسل «الشهرة» لعمرو دياب الذي يرصد قصة حياته، ومسلسل «قطر الندى» لإلهام شاهين، ومسلسل «العلم والإيمان» بطولة خالد النبوي الذي يبدأ تصويره بعد إجازة عيد الفطر 2016. الأيام الأخيرة رغم أنه لم يبق سوى أيام قليلة، ويسدل الستار على «الماراثون الرمضاني»، إلا أن هناك عدداً من المسلسلات التي لايزال صناعها يصورون آخر مشاهدها حتى الآن، من بينها «القيصر» ليوسف الشريف و«أزمة نسب» لزينة و«فوق مستوى الشبهات» ليسرا و«شهادة ميلاد» لطارق لطفي، و«أفراح القبة» لمنى زكي وجمال سليمان و«جراند أوتيل» لعمرو يوسف، و«ليالي الحلمية» لإلهام شاهين وصفية العمري، و«وعد» لمي عز الدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©