الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطوعون صغار على درب الكبار

متطوعون صغار على درب الكبار
2 يوليو 2016 20:36
لكبيرة التونسي (أبوظبي) يستغل بعض الأهالي روح الشهر الكريم، طول أيامه التي أوشكت على الانتهاء، لحث أولادهم على التطوع وتشجيعهم على الإقبال على هذه القيمة الإيجابية التي تحدث أثراً طيباً في الفرد والمجتمع، ولتصبح جزءاً من الممارسات اليومية في حياة الأطفال، وتزيد من لحمة التماسك والارتباط ببلادهم. كما تعمل بعض الجهات على استقطاب العديد من الأطفال لإشراكهم في الأعمال التطوعية الخيرية، مستغلة روح الشهر الكريم في إطار منظم وفي أجواء تربوية وأسرية لإعداد جيل يتحلى بالتعاون ولتنشئة جيل متضامن يحس بحاجات الفقراء والمحتاجين، ويعلي لديهم مسؤولية خدمة المجتمع، من خلال العمليات التطوعية التي تزرع في نفوس الأطفال منذ مرحلة الطفولة، وتحفزهم على العمل التطوعي، ولأن التطوع يعد دلالة على حيوية الجماهير وفرصة لإبراز الصورة الإنسانية للمجتمع، فإن الكثير من الأطفال والمؤسسات ترى في رمضان فرصة للانخراط في العمليات التطوعية، وهذا ما يظهر جلياً في المجتمع الإماراتي، بحيث تقبل جميع فئات المجتمع على التطوع ومنهم هذه الفئات الأطفال. تربية الأطفال وتقول شيخة محمد حميد الوالي النقبي، مديرة مؤسسة بصمات الأجداد، إنها تقوم بالعديد من العمليات التطوعية في جميع إمارات الدولة خلال الشهر الكريم، وذلك بشكل منظم، مشيرة إلى أنها تسعى جادة إلى تربية الأطفال وإعدادهم وجذبهم للعمل الخيري وتنشئتهم لرفد المجتمع بسواعدهم في المستقبل، موضحة أن شهر رمضان الكريم يعد فرصة كبيرة لتعزيز هذه القيمة في نفوس الصغار، وذلك لإغناء ساحة المجتمع ورفده بعناصر تطوعية مدربة ومتمكنة من آليات التطوع وكيفية التدخل في الوقت المناسب في أكثر من جانب. وتضيف «نقوم بالعديد من خلال إشراكه في العديد الأنشطة التطوعية طوال السنة، ونكثف ذلك خلال الشهر الكريم، خاصة أن الإقبال على التطوع يزيد من لحمة المجتمع، وإذ نؤمن أن التطوع أسلوب من أساليب التربية، نقوم بغرس مبادئ وقيم العمل الاجتماعي في نفوس الجيل الصغير من الطفولة». وتوضح أن التطوع يعتبر من السلوكيات والقيم الإيجابية التي حث عليها الشرع الحنيف وأكد عليها، مصداقاً لقوله تعالى: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ)، «سورة البقرة: الآية 184»، ذلك لما يترتب على العمل التطوعي من نفع الإنسانية، مشيرة إلى أنها بدأت التطوع منذ سنة 2007، ومن ذلك الحين تعمل على إشراك الأطفال في هذا العمل الجليل الذي ينفع المتطوع نفسه ويثري معارفه، وتضيف: «أحاول أن أقدم للأطفال ما تعلمته واستفادته خلال عدة سنوات من التطوع، فأنشأت هذه المؤسسة، وذلك لنقوم بالعمل التطوعي بشكل منظم، ونضمن أيضاً استمرارية تواصل الأطفال وذويهم». شيخة النقبي التي تستقطب متطوعين أطفالاً من 16 منطقة بالفجيرة، توضح أنها تحاول أن تشرك العديد من الأطفال بشكل منظم لاستثمار أوقاتهم في الأعمال الخيرية والتطوعية، مؤكدة أنها قامت مع الأطفال بالعديد من المبادرات الخيرية منها إفطار الصائمين بخمية بمنطقة دفتا الواقعة بالقرب من الفجيرة، والتي تستقبل مستعملي الطريق وعابري السبيل والفقراء والمحتاجين، كما شارك الأطفال المتطوعون مع جمعية الإحسان في حملة «رمضان أمان» بالفجيرة، وقاموا بالعديد من العمليات الأخرى في جميع إمارات الأخرى، مشيرة إلى أن المؤسسة نجحت بذلك في زرع حب التطوع والتنافس عليه في نفوس الأطفال الصغار، بل أصبحوا متحمسين بشكل أكبر ويرغبون في تنفيذ المزيد من العمليات التطوعية، «ونستغل ذلك لإنماء الحس الخيري لدى الطفل ويبقى شعار التطوع ماثلاً في ثقافته مدى الحياة». الإحساس بالآخرين وعن قيمة التطوع وما تحدثه من أثر في نفوس الأطفال، ترى أنه قيمة أصيلة في مجتمعاتنا الإسلامية، ويجب أن يصبح جزءاً من الممارسات اليومية للأفراد، كما أنه يبرز الصورة الإنسانية لأي مجتمع، ولذلك يجب أن نهتم بغرس مبادئ وقيم العمل الاجتماعي في نفوس الجيل الصغير من الطفولة، كما يجب الانتباه لهذه القيمة التي تغني المجتمع وترفده بطاقات شابة في المستقبل تعنى بالآخر وبالمجتمع، كما أن هذه القيمة تشرك الطفل في الأنشطة الاجتماعية التي تؤسس الصغار على قيم المساعدة والإعانة للآخر، وتشبع ظمأهم الاجتماعي، وتكشف مواهبهم وطاقاتهم الكامنة، كما تشعر الطفل بوجوده في المجتمع، وتعزز ثقته بنفسه، وتعلي تقديره لذاته». وتضيف: «كما أن التطوع سلوك اجتماعي يقوي صلة الفرد بربه ومجتمعه، ويزيد من إحساس الفرد بالآخرين». قيمة إنسانية يتنافس الكثير من الأطفال ويتسابق إلى المساجد والمؤسسات في الإمارات، وذلك للانخراط في العمليات التطوعية التي تنظم طوال السنة وتزيد خلال الشهر الكريم، ويبقى العمل التطوعي المنظم والمخطط له من أقوى وأنجح العمليات التي تأتي أهدافها بشكل جيد وتحدث أثراً طيباً في المجتمع، وينعكس على شخصية الطفل نفسه سواء على سلوكه الشخصي، أو يظهر كتصرف في بيته أو كنتيجة في المدرسة، وهذا ما تؤكده سلمى محمد الحفيتي أم «ميثاء»، من منطقة مسافي، مشيرة إلى أن انخراط ابنتيها ميثة وميرة سعيد على الحفيتي في العمل التطوعي طور مهاراتهما وزاد من إحساسهما بالمسؤولية نحو المجتمع، كما رفع من تقديرهما للنعم «مؤكدة أن التطوع أصبح مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كل المجالات، وخاصة في مجالات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تسيطر على الأطفال سيطرة كاملة. وتوضح «أم ميثاء» أن ابنتيها ميثاء 10 سنوات وميرة 9 سنوات تغيرتا للأفضل، وانعكس ذلك على سلوكهما ومردوديتهما في المدرسة. وتوضح أنهما قامتا بالعديد من العمليات التطوعية في رمضان، ومنها المشاركة في حملة «رمضان أمان» التي تنظمها جميعة الإحسان للسنة الخامسة على التوالي، وذلك عن طريق «مؤسسة بصمات الأجداد» التي تؤطر الأطفال وتوفر لهم عمليات تطوعية منظمة في جميع أنحاء الدولة، بمنطقة الفجيرة بمعية مجموعة من الأطفال، بالإضافة للتطوع بخيمة دفتا بمنطقة الفجيرة والتي توفر وجبات الإفطار لمستعملي الطريق ولعابري السبيل ولكل محتاج وفقير». وعن أهمية التطوع تقول «أم ميثاء»: إن ذلك انعكس على شخصية ابنتيها، بحيث أصبح لديهما اهتمام بالمجتمع، وزادت رغبتهما في الانخراط في العمليات التطوعية، مؤكدة أن شهر رمضان يشكل فرصة لتنشئة الأطفال وتعلميهم مثل هاته القيم الخيرية التي تنفعهم وتنفع مجتمعهم، خاصة أن الأجواء الروحانية للشهر الفضيل تزيد وتعلي القيم الإيجابية وتعززها». سفراء التطوع الصغار موزة العبوني «أم حور» من الأمهات اللواتي يشجعن أولادهن على الانخراط في التطوع وبذل المزيد من الجهد، خاصة خلال شهر رمضان للقيام بمثل هذه المبادرات الخيرية، بحيث توضح أن ابنتها حور سعيد راشد اليماحي البالغة من العمر 10 سنوات، إلى جانب أخيها عبيد سعيد راشد اليماحي 9 سنوات، قد تغير سلوكهما للأفضل وأصبحا يشعران بالمسؤولية، موضحة: «لاحظت أن ولدي استفادا كثيراً منذ أن انخرطا في مؤسسة بصمات الأجداد التي توفر لأطفال المنطقة فرصاً ذهبية للتطوع، وذلك في إطار منظم، بحيث يخضعون لتدريب ويتعلمون إيتكيت التطوع، وكيف يلبسون ويظهرون الوجه الحقيقي للطفل الإماراتي المتطوع، فهم يعتبرون سفراء التطوع المنظم». وتشير أم حور إلى أن ولديها قاما بالعديد من العمليات التطوعية والخيرية في جميع المناسبات وكثفا ذلك خلال شهر رمضان، بحيث يقومان إلى جانب الأطفال الآخرين بتنفيذ العديد من المبادرات والمشاركة في بعض العمليات التطوعية، ومنها زيارة الأيتام والمعاقين ومشاركتهم يومهم، موضحة أن ولديها اكتسبا صفات وسلوكيات إيجابية انعكست على حياتهما بشكل عام. وتضيف: «كما شارك أولادنا بالمؤسسة في «حملة رمضان أمان» بالفجيرة، وهذا يزيد من مسؤوليتهم تجاه المجتمع، ولعل انعكاسات هذه العمليات التطوعية سيظهر في المستقبل ويعطي أكله بشكل إيجابي»، وتشدد «أم حور» على أهمية دعم الأهالي لأبنائهم وتوجيههم نحو ممارسة التطوع لإغناء المجتمع بطاقات نافعة لها حس المسؤولية والشعور بالآخر. كليثم المزروعي: العمل التطوعي رمز تقدم الأمم وازدهارها ترى كليثم حميد المزروعي معلمة روضة الضحى بمنطقة الفجيرة التعليمية أن العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه يعد رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة لتجنيب الأطفال تحديات التقدم السريع الذي تعرفه المجتمعات، وتشير كليثم المزروعي أن ابنتها مثايل سيف عبد الله المزروعي 10 سنوات والفائزة بجائزة حمدان بن راشد للطالب المتميز أفادها كثيراً انخراطها في العمل التطوع. وتشير إلى أن شخصيتها أصبحت ناضجة أكثر، وعلى الرغم من صغر سنها، فإنها أصبحت مستقلة بنفسها، وتقدر ذاتها من خلال الأعمال الخيرية التي تقوم بها، مشيرة إلى أن ابنتها مثايل إلى جانب أخيها غيث سيف المزروعي 9 سنوات الفائز أيضاً بجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعلمي المتميز فئة الطالب المتميز يقومان بالعديد من العمليات التطوعية طوال السنة، منها المشاركة في اليوم الوطني لدولة الإمارات، والأيام التراثية المنظمة بالشارقة، ومهرجان قصر الحصن، وغيرها من المجالات التي غذت أبناءها وثقفتهما ورفعت إلى حد كبير من ثقتهما بنفسيهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©