هناء الحمادي (أبوظبي)
من الشخصيات المؤثرة على «سناب شات»، وذلك لأعماله الخيرية، له كثير من المشاركات في المبادرات الخيرية التي اكتسبها من مساهماته فيها، والتي يشارك بها متابعيه من خلال المواقع الاجتماعية الإلكترونية، وقدم مفهوماً جديداً لاستخدام التواصل الاجتماعي من خلال توثيق ونشر مقاطع فيديو لأعماله الإنسانية الخيرية، التي يقدمها لجميع شرائح المجتمع، برغم أنه مذيع رياضي مشهور على نطاق أكبر من نطاق معرفته كموظف في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، لكنه نموذج شبابي في العطاء الإيجابي، مع الشهرة والخبرة الإعلامية، اتخذ شعار المسؤولية عملاً له منذ بدايات تعامله مع هذه الوسيلة الحديثة.
«هالله هالله».. هذه المقولة الأكثر تداولًا وشهرة التي من خلالها استطاع الوصول لقلوب الكثيرين من مستخدمي موقع «سناب شات» لدعمه لمبادراته وأعمال الخيرية، مدركاً قيمة ذلك العمل الخيري في حياة الناس الذي كان لهم اليد الحنونة والداعمة لمعاناتهم وآلامهم من خلال تقديمه نماذج إنسانية تحتاج إلى التعاون والتعاضد الإنساني دعماً وسنداً لمعاناتهم، من هنا انطلقت تقاريره «السنابية» الخيرية من خبرته الإعلامية ووطنيته العالية، مؤكداً أن هناك سواعد تساعد وتساهم في دعم الخير.
قرية قادري
من المبادرات الخيرية التي فأجأ بها المزكي الجميع.. عامل كان يعمل لديه طباخاً منذ 16عاماً، حيث قام بزيارته في قريه بانجلور في الهند لحضور حفل زفاف ابنته مع17 من الشباب الإماراتي، ولم تكن تلك الزيارة مفروشة على طريق من الورود، بل تخللها التعب والإرهاق، ولم يكن يعلم هذا العامل البسيط أن منذر سيحضر حفل زفاف ابنته مع رفاقه، إلا قبل الزفاف بيوم.
ويقول المزكي: «منذ وصولنا إلى منطقة قرية قادري التي تبعد مسافة عشر ساعات بالسيارة من مدينة بانجلور عبر طريق شاق ووعر للغاية، كان برفقتي عدد من الإعلاميين والشباب الإماراتيين لحضور عرس ابنة الطباخ يوسف، مثل مؤسس مجلة أسفار إبراهيم الذهلي الخبير في مجال السياحة والسفر، والإعلامي أحمد جوكه، والإعلامي خلفان النقبي وآخرين، وبمجرد وضع أقدامنا في القرية التي سمعت الخبر لم يصدق الجميع أن نحضر هذا الحفل لهذا العامل، حتى أن الطباخ يوسف نفسه لم يصدق تلك المفاجأة التي أدخلت السرور إلى قلبه مع أفراد أسرته لنبادله التحية، مهنئين بهذا الزفاف ولتعم الفرحة في هذه اللحظة الجميع، حتى أفراد القرية بات قدومنا إلى حفل الزفاف هو الحديث الشاغل الذي يدور بينهم. وأكد المزكي للجميع من خلال هذه الزيارة الإنسانية أن الغاية منها هي إدخال البهجة في حياة هذا العامل ومدى أهميته بالنسبة لنا، وأن هذه الزيارة تحمل في طياتها أجمل معاني الإنسانية والوفاء وروح التسامح والتواصل التي يتمتع بها أهل الإمارات مع الهند.
ويضيف «فرحة الجميع كانت واضحة على وجوه الجميع صغاراً وكباراً، حتى عمدة القرية استقبلنا ونظم لنا احتفالاً شعبياً، تقديراً لزيارتنا لهذه القرية النائية.
حالات طفولية
منابع الخير في حياة المزكي لم تتوقف عند هذا الحد، فهو يمد يديه للصغير والكبير، يتفاعل وينشر حالات إنسانية بحاجة إلى الدعم النفسي والمادي، وهذا ما بدا واضحاً وجلياً من خلال قصة الطفلة «صابرينا» وهي طفلة باكستانية في ربيعها الثالث، ابتلاها الله بعدم وجود أطراف في يدها ورجلها، هذه الطفلة كانت هدف إحدى المبادرات الخيرية التي سعى لها المزكي لنشرها عبر حسابه في «سناب شات»، حيث عرض تفاصيل دقيقة لحالتها الإنسانية، والتي هي بحاجة إلى الكثير من العطاء والدعم النفسي قبل المادي، فعائلتها فقيرة جداً ليس لديها قوت يومهم، أو دخل مالي يُعيشهم في حالة جيده، ووفي الوقت ذاته لم يغفل المزكي في عرض المستوي المعيشي التي تعانيه عائلة صابرينا، فقلة المال وعدم وجود أوراق ثبوتية لعلاجها كان أحد الأسباب التي لم يتم بسببها علاجها من قبل والدها. ويقول: زيارتنا لصابرينا أنا وزميلي إبراهيم الذهلي وتسليط الضوء عليها لمساعدتها كان هو الهدف الذي سعيت من أجله، وبالفعل بمجرد الانتهاء من تقديم التقرير الإنساني تلقى «الذهلي» اتصالاً من وزارة شؤون الرئاسة أكد تولي مهمه متابعة حالة الطفلة صابرينا بالعلاج من الألف إلى الياء، من خلال إجراء عدد من العمليات الجراحية في أحد مستشفيات الدولة ومتابعتها إلى أن تكبر، مبيناً أن الرسالة الإنسانية التي سعى لتحقيقها من خلال عرض هذه الحالة الإنسانية تحققت على أرض الواقع بعلاجها ومتابعة حالتها مع أفراد أسرتها، ويكفي أنه تم أخذها في سيارة خاصة لمقابلة الطبيب لتشخيص حالتها ومتابعتها.
الطفل ملهم
صابرينا لم تكن الحالة الأولى التي سلط الضوء المزكي على حالتها، بل هناك الكثير من المبادرات الخيرية التي قام بها، وهي حالة الطفل السوداني «مُلهم» الذي يعاني التهاب في الغدة الدرقية وورم في العنق ويحتاج لإجراء عملية جراحية والتي تصل قيمتها إلى مبلغ 35 ألف درهم.
ويقول: «عدم توافر هذا المبلغ لدى أسرة الطفل ملهم حال دون القيام بإجراء عملية له، فوالدته لا تستطيع توفير المبلغ، لكن من خلال متابعتي حالة الطفل ملهم وكشف تفاصيل معاناته ونشرها عبر حسابي في السناب شات، تسارعت القلوب الداعمة بتوفير المبلغ، ولم يخب ظني في أبناء الإمارات السباقين لعمل الخير، وبالفعل خلال ساعات وصل المبلغ إلى 170 ألف درهم والمطلوبة هو 35 ألفاً، ليتم استرجاع باقي المبلغ لأصحابها ولتتم الإجراءات بسرعة البرق للقيام بإجراء العملية الجراحية للطفل ملهم.
مرضى الثلاسيميا
واجب المسلم أن يشارك أخاه المسلم أفراحه وأحزانه ليحقق معنى الأخوة، وليؤكد الشعور الواحد الذي يجمع بين المسلمين الذين قال عنهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. هذا ما سعى له المزكي حين شارك أعضاء مبادرة «بسمة شفاء» بزيارة إلى عدد من المرضى من أبناء الإمارات في مستشفيات كوريا الجنوبية لتخفيف آلامهم ورسم البسمة على شفاههم. يقول في هذا السياق: استهدفت هذه المبادرة 20 طفلاً إماراتياً يتلقون العلاج في مستشفى سانت ميري لمرضى الثلاسيميا في العاصمة الكورية سيؤول، وكانت بحضور عدد من الإعلاميين، وتهدف المبادرة لإضفاء روح المرح على هذه الفئة ومحاولة تخفيف معاناتهم ورسم البسمة وإعادة الأمل لهم. كما تم تقديم الهدايا والورود لهم وسط أجواء احتفالية نالت إعجابهم.
وتابع: فرحة الأطفال المرضي بقدومنا وتخفيف الألم عنهم والتقاط الصور معهم وتوزيع الهدايا وسعادة أهالي المرضى كانت كفيلة بتحقيق التلاحم ونشر روح العمل الإنساني الذي حرصنا على زرعه منذ البداية لهذه الزيارة، كما أن وجودنا معهم خفف من معاناتهم وتشجيعهم على تحمل ومقاومة المرض.
سفير الشباب
حينما يكون العطاء الإنساني شاملاً، يصبح أمراً عظيماً، وحينما لا يعرف حدوداً يعد مصدراً للفخر والعزة، وحينما يأتي هذا العطاء بلا منّ أو أذى فإنه يكتسب قيمة مضافة، وحينما ينبع كل ذلك من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف فإن الأمر يكون جديراً بالاحترام والتقدير، هذه هي أهداف منذر المزكي في أعماله الخيرية التي يقدمها للآخرين، لتكون ثمرة هذه المبادرات الخيرية حصوله على لقب «سفير الشباب» من مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب بحضور السيدة كلير وودكرافت – سكوت، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وسعادة العميد عبدالله خميس الحديدي، نائب قائد عام شرطة رأس الخيمة.
ويقول:«اعتبر هذا اللقب هو تكليف لي من خلال تمثيل عدد من البرامج والفعاليات والأنشطة الشبابية القادمة ضمن الدورة المستقبلية للمؤسسة، ويحملني مسؤولية لخدمة الشباب والوقوف بجانبهم للوصول بهم إلى أعلى مراتب النجاح والتميز والابتكار، متمنياً أن تتحقق الأهداف التي تسعى لها المؤسسة في دعم الشباب بتقديم ما هو مميز لهم.
النوايا الحسنة
الحصول على لقبين في العام نفسه لم يأت من فراغ، بل حب المزكي للعمل الخيري ساهم في حصوله هذا العام على لقب آخر، حيث اختارت مؤسسة تحقيق أمنية منذر المزكي الشامسي سفيراً للنوايا الحسنة للمؤسسة.
ويقول: حصولي على هذا اللقب يعد مسؤولية كبيرة في نشر ثقافة التوعية بالأعمال الخيرية الإنسانية، وتحقيق أمنيات عدد من الأطفال داخل الدولة وخارجها بالتنسيق مع المؤسسة، متمنياً خلال الفترة المقبلة السعي إلى استثمار ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتسخير خبراتي ومهاراتي في رسم الفرحة والسعادة لهؤلاء الأطفال وتمثيل المؤسسة بتحقيق الأهداف الإنسانية في الفعاليات والأحداث والبرامج الخاصة بنشاطاتها داخل الدولة وخارجها.
أجواء رمضان
يظل رمضان في حياة منذر المزكي له طابع خاص، فما بين الأجواء الرمضانية التي يعيشها مع أفراد أسرته وتغطياته الإعلامية المختلفة للكثير من الملتقيات الرمضانية والبرامج التلفزيونية لعدد من القنوات إلى زيارة الكثير من مجالس الشباب لتناول أطراف الحديث عن رمضان ومناقشة الكثير من المواضيع التي تتعلق بالشباب ورمضان، إلا أن أعماله الكثيرة لا تتوقف فهو يتابع ويبرز الكثير من مبادراته الخيرية من خلال تغطياته مع الأيتام وحضور عدد كبير من الفعاليات الخيرية الرمضانية التي تقام طوال الشهر الفضيل في إمارات الدولة.
عدد اليوم
