الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنغام أسكتلندية تشجع الصغار على الاندماج وتجعلهم أكثر جرأة

أنغام أسكتلندية تشجع الصغار على الاندماج وتجعلهم أكثر جرأة
25 مارس 2013 19:52
على وقع أنغام الأوبرا الأسكتلندية سينسوري تجمع عدد من الأطفال لمتابعة الفرقة التي كانت تتحرك على مسرح مفتوح وترتدي ملابس منزلية تدل على أن أصحابها نهضوا لتوهم من النوم، ويضعون أيديهم على أعينهم دلالة على الاستعداد للاستيقاظ، وكانت تصدر عنهم أصوات تحاكي بعض الطيور المألوفة التي تُربى عادة في حظائر بعض البيوت. كان هذا المشهد في روضة فانفانز في أبوظبي ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2013، بهدف دعم الأطفال وإثراء مخيلتهم على الصعيد الترفيهي والتعليمي. ثلاثون طفلاً جلسوا على وسائد صغيرة أعدت خصيصاً لهم في فناء روضة فانفانز، ومن خلفهم أمهاتهم اللواتي جئن لمشاركة صغارهن في هذا العرض، حيث انبعث في أرجاء المكان أصوات مختلفة لتضفي أجواء من السعادة والمرح. ومن اللافت أن أعمار هؤلاء الأطفال تبدأ من ثمانية عشر شهراً إلى ثلاث سنوات ونصف تقريباً، وعلى الرغم من أن العرض بدأ بتداخل الأصوات التي تعبر عن حيوانات وطيور كان يؤديها أعضاء فريق الأوبرا الإسكتلندية- سينسوري بأفواههم إلا أن الانسجام بدا واضحاً على هذه الفئة العمرية التي هي مثار احتفاء من الجميـع لأنها أعــز ما يمـلك كل أب وأم. مهارات بسيطة وعن هذه التجربة المثيرة التي أدهشت الحضور تقول مديرة روضة فانفانز زينة صدقة: من خلال تعاون إدارة الروضة مع مهرجان أبوظبي في دورته الحالية تم الاتفاق على تنفيذ هذه الفعالية، إذ أن إدارة المهرجان شاركتنا في احتفالية سابقة في العام الماضي، ونحن سعداء بهذا التعاون الذي يصب في مصلحة هذه الفئة العمرية التي يسعى المجتمع بمؤسساته كافة إلى رعايتها والاهتمام بها، ومن ثم تنمية قدراتها العقلية وإكسابها بعض المهارات البسيطة عبر التفاعل بأساليب الحركة، وكذلك تنشيط الإدراك السمعي والبصري واللغوي، وكذلك تقوية حاسة الشم من خلال الروائح العطرية الجميلة. واشتمل العرض على أداء أوبرالي صعب للغاية كان في غاية الروعة، لكن نتائجه الإيجابية ظهرت سريعاً على الأطفال الذين تجاوبوا معه بشفافية عالية، ما يدل على أن الطفل بطبعه يتأثر بالموسيقى ويتفاعل معها، وهي بذلك قادرة على أن تحدث بداخله حالة من اعتدال المزاج، وتبـعث فيه نوعاً من الحركة، وتحفزه على النشاط وتدفعه للحركة بحيوية. كما أن الحركات التي أداها أعضاء الفريق كانت مثيرة للغاية، فقد كانوا يتوددون للأطفال بتلقائية، ويضعون بين أيديهم لوحات صغيرة مرسوم عليها صوراً لإشكال هندسية وطيور وحيوانات. وكان الأطفال يضعون أيديهم على هذه الرسوم تفاعلاً مع الهدف التعليمي المراد من ذلك، والذي يتمثل في تنمية حاسة اللمس لديهم، وهذا بعد تعليمي ممزوج بجانب ترفيهي، وتوضح مديرة روضة فانفانز أن الطفل منذ الميلاد يتعلق بالأصوات التي تحدث حوله بشكل تلقائي، وأغلب الأسر تحاول أن تركز على الجانب الموسيقي في حياة الطفل أما لتهدئته عند البكاء أو لتنمية ذوقه وكلا الأمرين على درجة كبيرة من الأهمية في صقل مهارته وإطلاق قدراته المحدودة في هذه المرحلة المبكرة من العمر، ونحن في الروضة نعتمد على إسماع الأطفال الموسيقى بشكل يومي وقد لاحظنا أنهم يندمجون معها، فهي تساعدنا بشكل مباشر على التعامل معهم بمنتهى السلاسة. مع استمرار الأداء التمثيلي الممتع لفريق الأوبرا الإسكتلندية - سينسوري تعالت ضحكات الأطفال خصوصاً عندما اصطف عدد من أعضائها وتحركوا على هيئة قطار، وقلدوا بمهارة صفارته التي تشير إلى لحظة انطلاقه، لكن طفلاً واحداً هو الذي شعر بالانزعاج واضطرت أمه إلى الابتعاد به عن مكان العرض، ولم يؤثر ذلك على حالة السعادة التي غمرت باقي الأطفال الذين فرحوا كثيراً بالبالونات التي انتثرت على أرض فناء الروضة، وراحوا يتلمسوها ببراءة وعفوية، ولم يفوت أعضاء الفريق هذه الحالة البديعة التي استقرت في نفوس هؤلاء الصغار فجذبوهم برفق ليشاركوهم اللعب في شكل دائري، بحيث يتحركون في إطاره، وفي الوقت نفسه نزلت الأمهات إلى ساحة العرض ليشجعن أطفالهن على الاندماج وسط هذه الدائرة، وفي هذه اللحظة لم تفارق وجوه الأطفال الابتسامة، خصوصاً وأن أعضاء الفريق لم يتوقفوا عن العزف وإصدار الأصوات النغمية من أفواههم في حركات راقصة خفيفة جعلت من هذه الفعالية رحلة ترفيهية مسلية أمدت هؤلاء الأطفال بالنشاط الذهني والحركي. رسالة نبيلة ومن بين الأمهات اللاتي حضرن هذه الفعالية منال حامد التي ظلت طوال العرض تحمل طفلها عمر يوسف، الذي يبلغ من العمر العام ونصف العام، وأوضحت أن الأوبرا الإسكتلندية كانت مسلية للغاية خصوصاً وأن مهرجان أبوظبي يحرص دائماً على تقديم الفعاليات التي تعبر عن مضمون حقيقي للمجتمع وتحمل رسالة نبيلة لكل فئاته، وعن الذي لفت نظرها في هذا العرض الشائق تقول: هناك مجهود جبار بذله أعضاء هذا الفريق، ويبدو أنهم على درجة عالية من الوعي بإحساسات الطفل ومن الواضح أنهم مدربون بشكل جيد على تقليد أصوات الحيوانات والطيور بشكل مميز، وهذا ما جعل هؤلاء الأطفال الذين أعمارهم تقل عن أربع سنوات يتفاعلون معهم بشكل سريع، كما أن جانب المتعة كان متوافراً بصورة كبيرة، حتى الملابس التي ارتداها الممثلون كانت بسيطة بحيث تعطي انطباعاً مباشراً للأطفال على أنهم لم ينفصلوا عن بيئتهم الأصيلة فهم أغلب أوقاتهم داخل البيت، ويرون الأهل بملابس منزلية، لذا كان هذا الجانب مهماً للغاية، وتشير منال حامد إلى أن مثل هذه العروض تشجع الطفل على الاندماج مع الآخرين وتقلل مخاوفه من الغرباء، وتجعله أكثر جرأة، كما أن الصغار يحتاجون إلى تنمية مهارات أساسية تتعلق بحاستي اللمس والسمع، وأتمنى أن نجد فرقاً عربية تؤدي مثل هذه الأدوار حتى نستطيع أن نجعل حياة أطفالنا مستقرة ومشبعة من جميع الجوانب. أساليب تربوية تشير المعلمة في روضة فانفانز نتاليا روكرز إلى أن تتداخل الموسيقى وتغير نغماتها يساعد الأطفال على التمييز مستقبلاً بين الأصوات وبعضها بعضاً، خصوصاً وأن الطفل ينتبه إلى الصوت ويتبعه بإذنه وبحركة عينيه، ونحن في الروضة نستخدم أساليب تربوية عديدة من أجل إثارة انتباه الأطفال حتى نستطيع أن نتعامل معهم ونروضهم ونجذبهم نحو تعلم الأساسات المهمة في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم، وترى نتاليا أن عرض اليوم حقق الهدف المنشود منه فقد أخرج الأطفال من حجرات الدراسة والمقاعد الخشبية إلى فناء الروضة، ومن ثم جلسوا بتلقائية على وسائد مريحة، وشاهدناهم وهم لا يتحركون من أماكنهم ولا يتململون وكان هذا دليلاً واضحاً على أنهم عاشوا لحظات سعيدة واندمجوا بشكل طبيعي مع الحركات المسرحية التي أداها أعضاء الأوبرا الإسكتلندية، وكذلك تفاعلوا مع الأصوات الهادئة المألوفة للطيور والحيوانات، كما أن وجود الأمهات خلال العرض أسهم في استقرار هؤلاء الصغار وحفزهم على الإنصات إلى كل ما كان يصدر عن أعضاء هذا الفريق المدرب على مستوى عال، والذي قدم عرضاً ممتعاً أدهش هذه الفئة، وفي الوقت نفسه ساعدهم على تطوير بعض المهارات السمعية واللغوية. إضاءة الأوبرا الإسكتلندية سينسوري واحدة من فرق الأوبرا الرائدة في المملكة المتحدة في مجال العمل مع الأطفال والصغار تقدم عروض «sensory O» في إمتاع الأطفال والصغار من الفئة العمرية بين 18 شهراً لغاية 3 سنوات بهدف تطوير المهارات السمعية واللغوية لديهم وتقوية حواس الشم والسمع عبر تحفيز الشعور بالروائح والإنصات للإيقاع والصوت الموسيقي وإعمال المخيلة في تشكيل المرئيات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©