الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: الثورة السورية... إلى أين؟

غدا في وجهات نظر: الثورة السورية... إلى أين؟
25 مارس 2013 19:06
القمة وفرصة المعارضة السورية يقول أحمد المنصوري يجتمع في الدوحة غدا قادة وزعماء الدول العربية أو ممثلوهم، لانعقاد أعمال القمة العربية الرابعة والعشرين، في ظل التحديات ‏والظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب توحيد المواقف والجهود لحماية المصالح العربية. وأبرز ما في القمة هو انعقادها في الوقت الذي وصلت فيه الثورة السورية إلى مرحلة حرجة، بعد تمكنها خلال الأيام الماضية من تحقيق انتصارات ميدانية والسيطرة على مناطق شاسعة وتحريرها من قوات النظام. وعلى رغم الانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش الحر والفصائل المسلحة الأخرى، إلا أن الائتلاف السوري المعارض يعاني على المستوى السياسي من انقسامات خطيرة وانشقاق في الصف، خاصة بعد تقديم أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استقالته قبل يومين، وفي نفس الوقت الذي تلقى فيه ائتلاف المعارضة السورية دعوة للمشاركة في القمة العربية. وتكشف استقالة الخطيب للعيان الأزمة الجلية التي تعانيها المعارضة السورية من تشرذم وعدم قدرة على الوصول إلى اتفاق ونبذ الخلافات حول شكل سوريا ما بعد الأسد. فجميع أطياف المعارضة السورية تكاد تتفق فقط على ضرورة تنحي النظام، وعدا ذلك يبدو أن حال الانقسام والخلاف خرج من غرف الاجتماعات المغلقة وظهر إلى العلن ليبلغ ذروته عند تقديم الخطيب لاستقالته. إما البلادة... وإما الوحشية يرى عبدالوهاب بدرخان أن في العراق أزمة سياسية تتعامل معها الحكومة بالتجاهل. وفي مصر أزمة يعتبر الحكم أنه كان يتوقعها، وأن الوقت و«التطنيش» كفيلان بحلها. وفي ليبيا، أزمة يواجهها الفرقاء بالتمترس وراء انتماءاتهم القبلية والجهوية. وفي تونس، أزمة أمكن تنفيسها مؤقتاً من دون أي تغيير جوهري. وفي اليمن، أزمة بدأ «الحوار الوطني» رحلة الألف ميل لمعالجتها، وفي سوريا أزمة اختار النظام أن يقابلها بأقصى الشدِّة والوحشية مبدداً احتمالات انتصاره ليحبط فرص انتصار المعارضة. يعرف نوري المالكي جيداً خريطة الطريق إلى إنهاء انتفاضة المحافظات السُنية ضدّه، لكنه ببساطة لا يريد حل الأزمة، مقدّراً أنه سيخرج منها أقل قدرة على التلاعب بالسلطة والتلاعب بالقوانين والإساءة المتعمدة في استخدام القضاء والأمن والجيش. ويعرف الرئيس المصري جيداً ما عليه أن يفعل لنزع فتيل الفتنة المقيمة في شوارع القاهرة، غير أن «مكتب الإرشاد» يستبعد كلياً أي تنازل إلا إذا توافر ما يمكن كسبه في المقابل بما يخدم «خطة التمكين». التحالف الأبدي خلُص د.أحمد يوسف أحمد إلى أنه ثار الحديث قبل الزيارة عن خطط جديدة لدفع التسوية يحملها أوباما، وقد شجع على الاعتقاد بصحة هذا الحديث أن الرجل الآن في مدة ولايته الثانية، أي لم يعد يطمع في تأييد مطلق من يهود أميركا يحمله إلى مقعد الرئاسة أو يحافظ له عليه لمدة ثانية، كما شجع عليه أيضاً ما كنا نتابعه بين حين وآخر من توتر بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الملف النووي الإيراني ومن موقف معارض من قبل أوباما للتوسع السرطاني في عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبار هذا الاستيطان عقبة في سبيل السلام. ولكن الذين داعبهم الأمل في صحة هذا الحديث نسوا عقوداً طويلة من العلاقات الأميركية- الإسرائيلية لم تشذ يوماً عن مسار الانحياز الأميركى لإسرائيل اللهم إلا في واقعة وحيدة في أكثر من ستين عاماً حينما أصر الرئيس الأميركي الجمهوري أيزنهاور على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة في أول مارس عام 1957 (في أعقاب مشاركة إسرائيل كلاً من فرنسا وبريطانيا العدوان على مصر في نهاية أكتوبر عام 1956). أساطير حول «القرصنة» الصينية يقول جيمس أندرو لويس: إذا كنت تعمل في واشنطن، أو بإحدى ضواحيها، حيث تنتشر الشركات الكبيرة والمراكز البحثية فلا بد أنك تعرضت للقرصنة، ولا بد أيضاً أن أحد مصادر القرصنة تلك جاءت من الصين، فاختراق شبكات الكمبيوتر الأميركية من قبل قراصنة صينيين كانت جارية على قدم وساق منذ أكثر من ثلاثة عقود، ومن المهم أنها تحظى اليوم بالاهتمام وتُسلط عليها الأضواء الكاشفة. لكن مع هذه الأضواء، جاءت المبالغات أيضاً والأساطير التي تحتاج إلى التفنيد، بحيث يمكن الإشارة في هذا السياق إلى خمسة أساطير أساسية يتعين تفكيك مبالغاتها، أولها ما يروج في وسائل الإعلام من أن الولايات المتحدة تخوض حرباً باردة مع الصين ساحتها الفضاء الإلكتروني. والحقيقة أننا لسنا في حرب إطلاقاً، لا باردة، ولا غيرها، فلا توجد هناك بين البلدين الاتهامات المتبادلة ولا الإدانات المشتركة التي تميز الحرب الباردة، ولا وجود أيضاً لصراعات بالوكالة التي تميز عادة الحروب الباردة، بل يبدو أن الإدارة الأميركية تفادت الإشارة إلى الجيش الصيني في خطابات المسؤولين الرسمية باعتباره مصدر الهجمات الإلكترونية. الدبلوماسية العامة: قوة ناعمة أشار سالم سالمين النعيمي إلى أنه على مدى العقد الماضي، كانت هناك موجة من الاهتمام في جميع أنحاء العالم بالدبلوماسية العامة وباستخدام الدبلوماسية العامة كأحد أسلحة القوى الناعمة الأكثر تأثيراً واستدامة، فقررت الحكومات تخصيص إدارات بل تعيين مساعدي وزراء على مستوى وزارات الخارجية للقيام بوضع استراتيجيات الاستخدام الأمثل والأكثر فعالية لتلك الممارسة الدبلوماسية. وقد أصبح المصطلح ثورة في عالم الدبلوماسية المعاصرة بجانب الدبلوماسية الشعبية والثقافية والافتراضية ودبلوماسية القمة والأزمات والتحالفات...الخ ومع أن ممارسة ذلك النمط من الدبلوماسية لم يكن جديداً، ولكن تمت إعادة إحيائه بطريقة ملائمة للعصر بعيداً عن الطريقة، التي كان يمارس بها في الحضارة الصينية واليونانية القديمة، وفي الحضارة الهندية، وحضارات الجزيرة العربية قبل الإسلام. وفي صدر الإسلام، فإن مصطلح الدبلوماسية العامة يقصد به بالمعنى العام، مجمل التدابير التي تتعهد حكومة أو منظمة غير حكومية به لتحسين صورتها بين العامة، ولا سيما في الخارج، ويتم ذلك من خلال توفير المعلومات للأفراد وللمؤسسات العامة والخاصة، والصحافة وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام التي تربط سياسات وأهداف وأنشطة الحكومات بصورة إيجابية تؤثر على المواقف العامة، وعلى تشكيل وتنفيذ السياسات الخارجية للدول، وهو يشمل أبعاد العلاقات الدولية خارج الدبلوماسية التقليدية وتوجيه الرأي العام في بلدان أخرى، والتفاعل من المجموعات الخاصة والمصالح لدولة ما في دولة أخرى وتعزيز عمليات الاتصال الفعال بين الثقافات، فهي دبلوماسية غير مركزية تتسم بالمرونة والمقدرة على التشكل بصور مختلفة، حسب ما تقتضيه المصلحة العامة، والدبلوماسية العامة الناجحة تقوم بالاتصالات في اتجاهين رئيسين، وهما حل النزاعات وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الحكومة والجمهور. الثورة السورية... إلى أين؟ استنتج د.طيب تيزيني أن ثمة ملاحظة منهجية عامة تقوم على أن الثورة المجتمعية، عموماً وخصوصاً، تمثل حالة مركبة أولاً، ومعقدةً ثانياً؛ كما قد تجسد خزاناً مفتوحاً لكم هائل من الصعوبات والإشكاليات والأخطاء، بقدر ما قد تحتمل أن تكون قادرة على مواجهة ذلك بكثير من الحكمة والدراية والعقلانية الحصيفة. يتحدر ذلك من عدة مسببات. أما هذه الأخيرة فتتحدر من التاريخ الذي انتهى إليها، ومن الحوامل السياسية والاجتماعية والثقافية التي تلتصق بها وتقودها، ومن القوى المجتمعية التي تناصرها والتي تناهضها، داخلاً وخارجاً؛ وكذلك وبكيفية خاصة من البنية المجتمعية التاريخية التي تمثل حاضنتها، ممثلة بكل المنظومات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية القيمية، وغيرها. «الجمهوريون»... والابتعاد عن الأميركيين يرى آندرو كوهت أنه خلال العقود التي قضاها في إجراء استطلاعات الرأي، يتذكر لحظة واحدة فقط أزيح فيها حزب من الوسط بالقدر نفسه الذي أزيح به الحزب «الجمهوري» عن الوسط اليوم. ذلك أن التأثير الهائل للعناصر المتشددة في قاعدة الحزب يفعل بالحزب «الجمهوري» ما فعله أنصار «جين ماكارثي» و«جورج ماكجفرن» بالحزب «الديمقراطي» في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات: التسبب في جعل صورته متطرفة والوقوف في طريق إعادة الحيوية إليه. في تلك السنوات، أصبح يطلق على الحزب «الديمقراطي»، حزب «الحامض والإجهاض والعفو». وبسبب جنوح قيم «الديمقراطيين» كثيراً إلى يسار الأغلبية الصامتة، مُني «ماكجفرن» بخسارة نكراء في الانتخابات أمام «ريتشارد نيكسون» في عام 1972. وإذا كانت لا توجد عبارات جذابة بالنسبة لـ«جمهوريي» 2013، فإن مشاكل صورتهم تبدو جلية وواضحة في استطلاعات الرأي الوطنية، حيث أصبح يُنظر إلى الحزب «الجمهوري» باعتباره الحزب الأكثر تطرفاً، والجانب غير الراغب في التوافق أو التفاوض بشكل جدي لمعالجة الاضطرابات الاقتصادية،
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©