الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد السويدي.. يحارب إعاقته البصرية بنور المعرفة

سعيد السويدي.. يحارب إعاقته البصرية بنور المعرفة
21 مايو 2010 21:09
في ريعان الشباب وفي مقتبل العقد الثالث من عمره، بدأت عوارض فقدان البصر لدى سعيد محمد خليفة السويدي، وخلال هذه الفترة نضجت روح التحدي في قلبه لاستكمال مشوار الحياة والتعايش مع من حوله، واستطاع أن يثبت ذاته على الرغم من فقدانه لبصره، وفي إطار حرص حكومة دبي على تفعيل دور المعاقين بصرياً، كان سعيد من أوائل الموظفين الأربعة الذين تم تعيينهم في شرطة دبي، فعمل في الشرطة كمأمور للبدالة، وقد كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز لتفانيه وإخلاصه تجاه عمله عام 2006م، كما تم تكريمه من قبل اللواء ضاحي خلفان تميم لما قدمه من تطوير لبيئة العمل في شرطة دبي، وتم تكريمه أيضاً لنجاحه في (البطولة الثالثة بكرة الهدف للمكفوفين) لدول مجلس التعاون الخليجي، ودورة الألعاب الأمنية. بمناسبة التحضير لمشروع تخرجه الذي أقام حوله مؤخراً معرضاً خاصاً في قاعة البيروني بمبنى كلية الهندسة في جامعة الشارقة، كانت لنا هذه الوقفة مع سعيد السويدي. يقول سعيد السويدي عن إعاقته: “بدأت إعاقتي في سن الرابعة وتطورت في سن السادسة عشرة إلى عمى كامل، ودرست بعدها دراسة متقطعة قبل أن ألتحق بمركز دبي لتأهيل المعاقين لمدة ثلاث سنوات، وتم تدريبي للعمل كموظف بدالة، وفي عام 1997م التحقت بالقيادة العامة لشرطة دبي. ويضيف السويدي: “بعد أن تزوجت في العام 2000 أكملت دراستي الثانوية وتخرجت في العام 2003م، ثم التحقت بالجامعة في كلية القانون لمدة سنتين ولكنني لم أوفق، فقمت بتحويل تخصصي إلى كلية الإعلام بقسم العلاقات العامة. حول بداية كفاحه يقول السويدي: “في بداية إعاقتي البصرية أصبت بشيء من الإحباط، ولكن بفضل دعم عائلتي ووالديَّ، تجاوزت هذه المحنة، وبدأت أحاول عيش حياتي بشكل طبيعي قدر الإمكان، فكانت البداية بالدراسة، ثمَّ التدريب العملي على استخدام بعض الأجهزة والبرامج، مثل قارئ الجوال وقارئ شاشة الكومبيوتر، ثم تدربت على المشي باستخدام العصا البيضاء، وهي عصا تساعد الكفيف على الاستقلالية والاعتماد على نفسه”. وعن مشروع تخرجه قال السويدي: المشروع يتضمن نبذة عني كمقدم للمشروع، كما تناولت أسباب العمى من الناحية الصحية، وتناولت أيضا مشاكل ومتاعب المعاقين بصريا في العمل والدراسة وكافة الأماكن العامة، كما تطرقت كذلك إلى الأجهزة التي يستخدمها المعاقون بصريا مثل أجهزة “برايل” وقارئات الشاشة، وأخيرا قدمت نماذج لخمسة أشخاص معاقين بصريا ساهموا في إثراء حياة المعاق بصريا بشكل عملي فضربوا مثالا للنجاح لمن يأتي بعدهم، ممن يحملون الإعاقة البصرية، فالإعاقة لا توقف الإنسان عند حد معين، خاصة أن تعامل المجتمع والناس أصبح اليوم تعاملا ايجابيا مع ذوي التحديات الخاصة، فنظرة الناس المتعلمين تغيرت، وتطور تعاملهم مع المعاقين بصرياً على وجه الخصوص”. كما كانت لنا وقفة مع محمد رياض رمضان، مدير قسم الفني بشركة “الناطق للتكنولوجيا” بالشارقة، ومنسق أجهزة معرض مشروع تخرج محمد السويدي، حيث أوضح رمضان: “إن الشركة متخصصة بتقنيات وبرامج دعم أصحاب التحديات البصرية من ضعاف بصر ومكفوفين، كما تقوم الشركة بتعريب البرامج والتقنيات وتوفر الدعم الفني للكفيف، إلى جانب تدريب المسؤولين عن أصحاب التحديات البصرية سواء في المراكز أو المدارس أو الجامعات”. ويضيف رمضان: “حتى الآن قامت الشركة بإعداد برامج هامة مثل برنامج (توكس) وهو قارئ لشاشة الهاتف المتحرك يستخدمه كل كفيف عربي، وهناك برنامج (الهال) وهو قارئ لشاشة الحاسوب بشكل كامل فهو يجعل الكفيف قادرا على استخدام البريد الالكتروني، ومعالجة النصوص وبرامج المحادثة، ومساعدته على التواصل مع العالم الخارجي، فالفكرة الأساسية لهذه البرامج هي توفير الخصوصية والاستقلالية للكفيف، ومؤخرا بدأت الكفاءات العالية من خلال هذه التقنيات في مجال العمل والدراسة، وأكبر مثال عليها، نموذج الطالب سعيد السويدي الذي سوف يتخرج من العلاقات العامة بجامعة الشارقة بمساعدة هذه التقنيات”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©