السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طل الورد ع الشباك».. وداع مؤثر

«طل الورد ع الشباك».. وداع مؤثر
19 ابريل 2018 19:57
القاهرة (الاتحاد) «دقيت.. طل الورد ع الشباك، وينها؟.. تلبك ما عاد يحكي، ماتت؟ لشو تخبّر؟ أنا واياك، وحدنا يا ورد رح نبكي» مقدمة واحدة من أرق أغنيات فيروز التي حملت الكثير من مكامن الإبداع، وتمثل ومضة إبداعية في نصها ولحنها وأدائها، وهي أوجزت رغم جمالها أوجاع الحياة، وكتب كلماتها الشاعر سعيد عقل ووضع ألحانها الأخوان رحباني، وقدمتها فيروز في سياق مسرحية «ناس من ورق» عام 1972، وتميز نصها بعمق في التعبير، وبكثافة في التصوير لرواية «ماريا» للروائي الكولومبي جورج إيساك، مع إسقاطات مستقبلية لها. وقال الباحث والمؤرخ الدكتور سعدالله آغا القلعة إن هذه الأغنية تؤسس لمدرسة في نقل تلحين الحوارات المسرحية إلى الأغاني التي تؤدى من قبل صوت واحد، قادر على تلوين تعبيره، ليعبر عن أكثر من شخصية، وإن سعيد عقل أبدع في النص في تكثيف اللحظة العابرة والمديدة، وفي تضمين نصه أسئلة وإجاباتها خفية، كما أبدع الأخوان رحباني، في نقل الأسلوب التعبيري، عن الحوار المسرحي بين شخوص مختلفة، إلى ألحان الأغاني المقدمة بصوت واحد، معتمدين على قدرات فيروز التعبيرية الفريدة، وكذلك في الانتقال بين الأجواء اللحنية المختلفة، في سرعة لافتة على مستوى الكلمة الواحدة، وأبدعت فيروز في إحاطتها بالنص وصياغته بأسلوب حوّله بعد انتهائه إلى عطر يبقى في الكون، وعبرت ضربات بيانو زياد الرحباني على طول الأغنية، عن دقات الباب أولاً، ثم عن نبضات القلب، قبيل تلقي الخبر المشؤوم بوفاة الحبيبة، ثم عن عودة الخبر المشؤوم إلى الذهن، كلما غيبته صور الذكريات الجميلة. وبدأت المقدمة الموسيقية على مقام النهاوند، بتمهيد من البيانو، يعبر عن دقات الباب ونبضات القلب، وكذلك عن المفاجأة المغلفة لجو الأغنية في وفاة الحبيبة، فكأن ضرباته صدى يذكر دوماً بالخبر الحزين، ويتأكد هذا في استمرار ضربات البيانو على طول الأغنية، في لحن متكرر آسر، ويبدأ الغناء المرسل عند كلمة «دقيت»، ممتداً في تصويره لانتظار قدوم من يفتح الباب، ثم يتخافض في تصويره لإطلالة الورد، والتخافض هنا ضروري لأنه ينقل معلومة للورد ع الشباك، ليتصاعد اللحن ويتخافض مجدداً لإيصال معلومة «تلبك ما عاد يحكي»، ثم صيحة استنكار وألم «ماتت»، مع تطوير إيقاع اللحن الداخلي عند «وحدنا يا ورد رح نبكي» وأشار إلى أن ختام الأغنية جاء مبدعاً في تصاعد اللحن وامتداده عند كلمة «الكون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©