الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختلاف التأثيرات الجانبية للدواء بين الصيف والشتاء

اختلاف التأثيرات الجانبية للدواء بين الصيف والشتاء
21 مايو 2010 20:50
إبان التقدم العلمي الذي يشهده العالم لاحظ كبار الأطباء وخبراء الكيمياء وصناع الدواء أن (بعض) الأدوية تختلف تأثيراتها الجانبية حسب الفصول وأحياناً المناطق الجغرافية. فانتشرت الأبحاث وتلتها التوصيات التي تهيب بنقابات الصيدلة حول العالم الإيعاز للصيادلة وكذلك الأطباء كي ينوهوا وينبهوا المرضى إلى هذه الاختلافات في التأثيرات الجانبية للدواء بين الصيف والشتاء. يتناول جميع المرضى أدوية تعالج أمراضهم من خلال وصفة طبية إثر استشارة الطبيب المختص، والذي غالباً ما ينصح مرضاه التنبه إلى التأثيرات الجانبية للأدوية، تماماً كما يفعل الصيادلة أثناء بيعهم الأدوية، إذ تتصف معظمها بآثار جانبية قد تزعج المريض وتعطّل علاجه أحياناً. دواء لعلاج الدواء! يعرف الأطباء دائماً معظم التأثيرات الجانبية للأدوية التي يصفونها لمرضاهم ويبذلون جهداً لاختيار أدوية لا تسبب تأثيرات جانبية للمرضى، خاصة وأن لكل مريض ملفا طبيا يعرف الطبيب من خلاله وضع مريضه الصحي من كافة الجوانب ويحرص على إعطائه الدواء المناسب. في ذلك تقول الصيدلانية ماجدة الحمصي: «إن لمعظم الأدوية تأثيرات جانبية على المرضى تتمثل في حالة الأمراض البسيطة، في: الوهن، آلام المعدة، القيء، الإسهال، جفاف الحلق، الصداع، آلام الرأس، الطفح الجلدي. أما الأدوية ذات التركيب المركز لعلاج أمراض مزمنة ومستعصية، فمنها ما تتمثل تأثيراته الجانبية في: ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، خلل في نسبة السكر، تسمم دوائي، ضيق التنفس، الارتعاش. لذا يحرص الأطباء على إعطاء وصفات تخلو قدر الإمكان من التأثيرات المزعجة، خاصة أن هناك تأثيرات جانبية تحتاج بدورها إلى معالجة، وبذا يحتاج المريض دواءً لعلاج الدواء!». تأثيرات مختلفة الجديد في موضوع التأثيرات الجانبية هو ظهور أمرين باتت الأوساط الطبية والصيدلانية تتناولهما وتنوه إلى جدية التعاطي معهما، يشير إليهما الدكتور الزائر- جميل العساف- صيدلاني، ويقول: «يسعى الطب عبر الدواء إلى أن يحقق للمريض أعلى درجات الاستفادة من العلاج الدوائي الذي يتلقاه. على الرغم من أن معظم الأدوية تتصف بتأثيرات جانبية على المرضى، لكن ما تهم معرفته هو: - تختلف التأثيرات الجانبية ذاتها بين مريض وآخر! وليس بالضرورة أن يصاب كافة المرضى الذين يتعاطون ذات الدواء بالتأثيرات الجانبية ذاتها. إذ تختلف تلك التأثيرات الجانبية بحسب نوع الدواء من جهة، وبحسب فيزيولوجية المريض وقوة مناعته وبنائه الجسماني وتحمله الدوائي. - تختلف التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية بين الصيف والشتاء، وبين قارة وأخرى كأوروبا- أفريقيا». سيبيريا وسيراليون يؤكد بدوره د. نزار الهندي- اختصاصي أمراض باطنية، اختلاف التأثيرات الجانبية فيزيولوجيا وجغرافيا، ويقول: «غالباً نُخضع مرضانا لفحوصات وتحاليل لنتأكد من مقدار المناعة ومدى تحمل المعدة والجهاز الهضمي، وخلو أعضاء الجسم من إصابات أو حالات صحية تحول دون تناول المريض للدواء. مثلاً: يتناول مريضان كل منهما مصاب بآلام العمود الفقري أقراص «فولتارين»، يشعر الأول كأنها سكاكر، فيما تتسبب بقرحة في معدة الثاني». يضيف: «ثمة أدوية يمكن التعاطي معها بمرونة في فصل الصيف كما مع مرض «الزحار»، يختلف التعاطي معها شتاءً! لأن التركيب الدوائي لها تختلف تفاعلاته في جسم المريض بين الصيف والشتاء! وثمة أدوية يختلف تفاعلها بحسب درجة حرارة الإنسان، وكذلك حرارة الجو، فيكون تأثير كثافتها أو الجرعة حين تناولها مثلاً: في سيبيريا مختلفاً عنه حين تناولها في سيراليون!». الشمس والرطوبة يتفق أطباء العيون وكذلك الجلدية حول تأثير الشمس وأشعتها على الجلد، وكذلك تأثير رطوبة الجو على العينين والرؤية، تقول في ذلك د. صبحية يعقوب- اختصاصية أمراض جلدية: «تنتشر أشعة الشمس في نسيج أو خلايا الجلد، وقد تتسبب بحالات صحية أو أمراض جلدية لا يمكن معها تعاطي مراهم وكبسولات معينة لأن التأثيرات الجانبية لبعض المراهم التي تستخدم شتاءً هي ذاتها تسبب بعض التخرشات أو تهيج الجلد إذا ما استخدمت في الصيف أو تحت أشعة الشمس، حيث تتسبب الشمس في تغيير خواصها نسبياً. لذا فإن استخدام الدواء طبقا لإرشادات الطبيب هو أهم ما يُفترض أن يلتزم به المرضى في كل فصل من فصول السنة. كما يفترض بالمريض أن يخبر طبيبه إن كان مسافراً إلى منطقة طقسها مغاير عن موطنه، بهدف مراعاة تنسيق الأدوية وكمياتها ونوعياتها، فالاستسهال والاستخفاف في تناولها له أضرار كثيرة. الصيف والشتاء تنطبق تلك الملاحظات على جميع المرضى باختلاف الجنسية والجنس والعمر، يقول د. محمد وهبي- اختصاصي طب أطفال: «إن المرضى الذين يكثفون ويزيدون جرعة الدواء دون الالتزام بالفوارق الفصلية ما بين الصيف والشتاء، وكذلك مابين الصباح والمساء يتسببون لأطفالهم بانتكاسات صحية، وحالات مرضية خطيرة. مثلاً هناك إحدى الأمهات تمتلك وصفة طبية منذ فصل الشتاء حينما أصيب وليدها بالزكام، فتشتري له صيفاً ذات الشراب حين أصيب مجدداً بالزكام. لكن بسبب اختلاف الفصل وحرارة الطقس لم ينصرف الدواء في الدم، فكثفت الجرعة لأنه لم يستجب! فانقلبت جرعة الدواء المكثفة من علاج لعضو الجسم المصاب إلى إضعاف ذلك العضو وإبقائه معطلاً، ففقد الطفل مقاومته الدفاعية فضلاً عن إطالة مدة الإصابة بالمرض، وبالتالي اتساع رقعة انتشاره في محيط الإصابة». يضيف: «لذلك ننصح المرضى وأهالي الأطفال أن يحرصوا على جلب عبوات دواء جديدة مع كل إصابة مرضية، واعتماد عدد الجرعات التي يصفها الطبيب حتى وإن اختلفت بين الصيف والشتاء». إضاءات - تتوفر في مصانع الأدوية محلياً وعالمياً منشورات توضح كافة التأثيرات الجانبية على مدار العام لكافة الأدوية المصنّعة. - تؤكد هيئة الصحة العالمية «أن بعض الأدوية فقط تختلف تأثيراتها الجانبية ما بين الصيف والشتاء، أو حول القارات، وغالباً هي أدوية الأمراض الجلدية والهضمية والعيون». - تنقلب جرعة الدواء من علاج لعضو الجسم المصاب إلى ما يشبه سماً يعطّل شفاء العضو المصاب، في حالة تناولها دون متابعة تعليمات الطبيب المعالج.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©