الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحوار يصقل الشخصية والتدخل في كل صغيرة وكبيرة يمسخها

الحوار يصقل الشخصية والتدخل في كل صغيرة وكبيرة يمسخها
13 يوليو 2008 00:47
أمر إيجابي أن تصبح المشاكل التربوية والسلوكية موضوعاً حيوياً لحوار الشباب في ساحات الحوار ومنتدياته على المواقع الإلكترونية، وإيجابي أيضاً أن يتلمس المتابع جدية الطرح ورصانته· وقد استوقفنا الحوار الدائر في غير منتدى وموقع بين الشباب حول التربية في الأسرة، وقلق الوالدين في ظل المتغيرات والثقافات المتعددة· يطرح أحمد، من القاهرة في موقع ''إسلام أون لاين'' موضوع ارتباط التربية في الأسرة بالسلبيات الموجودة في المجتمع، مثل الفساد وانهيار الأخلاق، وأصدقاء السوء، ووسائل الإعلام الهابطة، وقصور أداء الأفراد والمؤسسات القائمة على التنشئة الدينية في ظل الانفجار السكاني· فتعقب سحر، من الرياض، معتبرة ''أن هذا الطرح يمثل فكراً ناضجاً لنموذج من الشباب، لاسيما المقبل على الزواج قبل أن يفاجأ بأنه بات والداً مسؤولاً، ولا يجيد فن التعامل مع هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه· فبعد الزواج والإنجاب ينشغل الوالدان بتلبية الحاجات المادية للصغار، ولا تشغلهما التربية، وينشغلان بإطعام الصغار وإلباسهم وتحصيل أعلى الدرجات الأكاديمية في ظل نظام تعليمي قاصر· ويبذلان في سبيل هذه الغاية الغالي والنفيس، ولا مانع من سلوك أي سبيل لتحقيق غايتهما، ويصرخان في وجوه الصغار ليل نهار، يكبلانهم بالأوامر والنواهي''· هنا، يتدخل أبو نجم، في منتدى ''مودة''، فيقول: ''غالبا ما يتدخل الوالدان في كل صغيرة وكبيرة من حياة الأبناء، بدءا من اختيار الملابس والأصدقاء وقصَّة الشعر ومجال الدراسة والعمل وشريك الحياة، ولا يدركان أنهما بهذا يدمران شخصيات الأبناء وينتجان مسخا لشخص لا يستطيع أن يعتمد على ذاته وغير قادر على اتخاذ القرار· ولا يدركان أنهما بسيطرتهما هذه يضاعفان كل يوم الهوة بينهما وبين فلذات أكبادهما· وعلى النقيض من هؤلاء نرى آخرين يدللون الأبناء''· مشاري، من منتدى ''غلاي''، يرى أن ''عملية التربية مسؤولية مشتركة بين الأب والأم· وعلى الأب أن يخطط مع الأم ويضع السياسات الحاكمة لهذه العملية التربوية، بحيث يكون هناك دوما سياسة واضحة للتعامل مع الأبناء· أما مواجهة الفساد المستشري في مجتمعاتنا فلا تكون بتربية الأبناء داخل محضن معقم يعزلهم عن هذا الفساد· والأولى أن تدور حول هذه المعاني حوارات مع الوالدين، وأن يتسم الحوار بالتوازن بين التدليل والحزم، وتعويد الأبناء على تحمل مسؤولياتهم وعلى اتخاذ القرار''· يتقاطع الرأي السابق مع كلام مي، من منتدى ''مزيونة''، التي تذهب إلى أن ''هناك صنفاً آخر منشغلاً عن صغاره، وهمه منصب على جمع المال وإشباع الرغبات الشخصية· ومع هؤلاء وبينهم تضيع قيمة التربية''· وتسأل: ''من منا يعي أن التربية تشمل استكشاف المهارات وتنميتها عبر وسائل متعددة؟ ومن منا يدرك أن التربية تعنى بالتعرف إلى العيوب الشخصية ووضع مناهج لتقويمها؟ من منا يحرص على تنمية شخصية الأبناء ودعم اعتمادهم على أنفسهم؟ وتطوير الحوار مع الأبناء كوسيلة مهمة وضرورية لإزالة الفجوة الناشئة بين الآباء والأبناء؟ ومن منا يدرك قيمة أن يربي أبناءه بالتشجيع والتقدير بدلاً من اللوم والتقريع والاستخفاف؟''· أما خلود، من منتدى ''بنات كول''، فتؤمن ''بأن عملية التربية ديناميكية تبدأ منذ يصير الطفل نطفة في بطن أمه، وحتى يوصله الوالدان إلى بر الأمان إنساناً سوياً، ليسلماه إلى المجتمع لبنة صالحة قوية ومنتجة، يسلمانه إلى المجتمع إنسانا مسؤولا بكل ما تعنيه الكلمة، فمن منا يعي هذا ويدركه؟''· تضيف: ''إن نظم تنشئة أطفالنا تجعلنا ندرك أننا نسير بعشوائية، وأننا نتبع نظام اللانظام؟''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©