الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف نتعامل مع تخيلات الطفل المزعجة؟

كيف نتعامل مع تخيلات الطفل المزعجة؟
19 ابريل 2018 19:55
القاهرة (الاتحاد) يخاف الأطفال من الموت، والوحوش، ومما يسمعونه من قصص مرعبة. وكثيراً ما ينتاب الصغار شعور بالخوف أو الذنب أو القلق، أو خليط من تلك المشاعر بسبب التخيلات التي تدور في أذهانهم، ولا يمكن التحكم فيها. والمشكلة تكمن في أن الصغار يتصورون أنه ربما كان هناك خطأ ما فيهم. أو أن تخيلاتهم يمكن أن تتحول إلى واقع. ويؤكد استشاري الصحة النفسية الدكتور محمود رشاد، أهمية تقبل الآباء تخيلات الصغار، وأن يوضحوا لهم أنها أمر طبيعي، لأن الطفل عادة ما يشعر بالخجل من تخيلاته، ومن ثم يمتنع عن الحديث عنها، ولاسيما إن قوبلت بالسخرية، لافتاً إلى أن الانعكاس السلبي لتخوف الصغار من البوح بها يسبب لهم القلق والتوتر. ويوضح أنه ينبغي أن يتعلم الصغار الفرق بين ما يفكرون فيه، وما يمكنهم عمله. فقد يفكر الطفل في أن يضرب شقيقته الصغرى، وهذا أمر يمكن تقبله، ولكن أن ينفذ ما يفكر فيه فهو أمر ممنوع. ولذا يمكن أن يتعلم الصغير في وقت مبكر، ويشجع على كيفية استعمال مخيلته بشكل إيجابي بلغة بسيطة يستوعبها. ولابد أن يتعلم الفرق بين ما يفكر فيه وما يمكن عمله على أرض الواقع. فإذا فكر أن يطير في الهواء عليه أن يدرك مخاطر ذلك. ويقول رشاد، إن للحوار مع الصغار أهمية كبيرة، إلى جانب طبيعة العلاقة الوالدية الخالية من الترهيب والتخويف، أو الحدة في التعامل. فمن المفيد أن يناقش الوالدان صغارهما فيما يدور بأذهانهما من تخيلات أو مخاوف، مع إعطائهم مساحة كافية للتعبير عما بدواخلهم بحرية وطمأنينة وود وثقة. وأن يدركا أن ما يدور بذهن الطفل له أسبابه. ويتابع «عندما يقدم الوالدان تفسيراً أو توضيحاً للطفل عليهما التحلي بالصبر، وتبسيط ما يقولانه حتى يستوعبه الصغير، شرط أن يظهرا له احترامهما لكل ما يدور بتفكيره، وأنهما يأخذان الأمر بجدية واهتمام، مع الابتعاد عن الإجابات الغامضة التي تزيد الأمر غموضاً وتوتراً». ويقول رشاد إنه يجب على الآباء أن يكونوا مصادر جيدة أمام الصغار لتعلم حل المشكلات، وكيفية طرح السؤال ثم التفكير في الاحتمالات المتعددة للحل. وبزيادة معرفة الأطفال بالعلاقة بين السبب والنتيجة، يمكن أن يتعلموا اختيار الأساليب التي تتمتع بأفضل الحلول لتنفيذها، موضحاً أن القيام بالعمل أفضل من القلق والتوتر، وعدم نجاح أي محاولة أفضل كثيراً من عدم المحاولة أصلًا. لأن الفشل يمكن تحمله عندما يشعر الفرد بأنه قد بذل جهداً، ولكنه لم يوفق، ومن ثم سيتعلم كيف يزداد إصراره على تكرار المحاولة إلى أن ينجح، وبالتالي ستزداد ثقته في نفسه وفي قدراته وتفكيره. كما أن تكرار تعامل الطفل مع التوتر، سيزيده خبرة في تحليل أسباب التوتر نفسه، وتحديد طبيعة المشكلة التي يتعامل معها. ومن ثم التعامل معها. وخلال تلك الأثناء، سيكتسب الطفل قيم الصبر والجلد والهدوء والتفكير المنطقي ومرونة التعامل، وكيفية التوافق مع مختلف المواقف اليومية، والتمييز بينها، وكيفية الاختيار، والقدرة على اتخاذ القرار السليم. خفض التوتر يقول استشاري الصحة النفسية الدكتور محمود رشاد، إنه يمكن للآباء خفض حدة التوتر والقلق المصاحبان للتخيلات المزعجة لدى الصغار بتقليل حدة ردود أفعالهم المصاحبة للمواقف المؤلمة، أو المزعجة أو السيئة في حياتهم العامة، وعدم المبالغة فيها. كما يمكن أن يلفتوا انتباه الصغار إلى أنه من الطبيعي وقوع مشاكل وأحداث غير سارة في أي وقت. وعليهم أن يتعلموا كيفية التعامل معها، مؤكداً أن توقع الأزمات يخفف كثيراً انعكاساتها السلبية. ويشدد رشاد على ضرورة إبعاد الأطفال قدر الإمكان عن المثيرات التي تثير التخيلات المرَضية أو المرعبة خاصة قبيل وقت النوم، سواء في ألعابهم الإلكترونية، أو مشاهداتهم لأجهزة التلفاز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©