الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مركز حور واحة المراهِقات للسكينة والتعلم

مركز حور واحة المراهِقات للسكينة والتعلم
13 يوليو 2008 00:46
تجذبك، عند باب ''مركز فتيات حور''، تلك الألوان التي يتألف منها شعار المركز: الأزرق الباعث على الهدوء والسكينة إلى الزهري رمز النعومة والأنوثة، والبرتقالي الذي يزيد شعلة النشاط ويستنهض الهمة نحو مزيد من العمل والمثابرة، والأخضر الذي يرمز إلى الأخلاق والقيم، فمن هذه الألوان تنطلق الفتاة إلى أركان المركز، الذي وجد لاحتوائها والأخذ بيدها نحو آفاق علمية وفنية وأخلاقية، تحقق لها التوازن النفسي والانسجام مع المحيط الاجتماعي الذي نشأت فيه· تقول هالة الأبلم مشرف عام مركز حور وعضو مجلس الإدارة، عن أسباب إنشاء المركز: ''هدف المركز تحويل ما يخالج الفتاة من أفكار وأحاسيس، وما يتجلى في ذهنها من صور إلى أدوات فعلية تساهم في الارتقاء بتفكيرها، من خلال استثمار الأفكار الإيجابية وإبعاد كل ما يشوه ويؤثر في سلوك الفتاة· فالفتاة في مرحلة المرهقة تمر بطفرة نمو تفوق سرعة تطورها النفسي والعقلي، لذا تحاول أن تثبت هويتها الخاصة في الميادين المختلفة، وفي أي أسلوب، سواء أكان صحيحاً يتقبله المجتمع أم خاطئاً ومنافياً لسلوكيات المجتمع· ولمعرفة أسباب عدم الاستقرار النفسي لمراهق أو مراهقة لابد من معرفة بناء الشخصية من الناحية النفسية، وما يعنينا في هذا الإطار هو علاقة الأهل بالمراهقين، بحيث نجد حالات يغفل فيها الوالدان عن أحوال أبنائهم، فلا يولونهم الاهتمام المطلوب، ويبررون ذلك تحت عناوين مختلفة كصعوبة الحياة وظروف العمل وغيرها من الأمور''· كان حلماً بالنسبة إلى الأبلم، كان المركز حلماً في ذهنها، لكنه بات حقيقة، وهو ''يعتبر أول مركز متخصص للفتيات في الدولة، يُعنى ببناء شخصية متوازنة نفسياً، ومتكاملة ومتوافقة مع محيطها، وقادرة على التكيف ومواجهة مشكلات الحياة اليومية، بالإضافة إلى إثراء مخزون الفتاة المعرفي والعمل على تنمية مهاراتها وصقلها· وقد تعرفت إلى تجارب بعض دول الخليج، التي أولت اهتماماً بفئة المراهقات من خلال إيجاد بعض المراكز التي توفر برامج ترفيهية وعلمية وتربوية وفنية''· تلفت الأبلم إلى أنها لمست من خلال حالات عرضت عليها باعتبارها اختصاصية نفسية، ''أن هناك مجموعة كبيرة من المراهقات يمررن بمشكلات جمة، ويعانين من أزمات نفسية ومن اضطرابات سلوكية، ويحتجنَ إلى مكان يحتضنهن ويستفدن منه· فمركز حور بمثابة البيت الثاني للفتاة تستطيع أن تنشئ صداقات مع أخريات، وأن تكون نسيجاً علمياً معرفياً لتبني شخصيتها، ونحاول بقدر الإمكان أن نجذب المراهقات اللاتي نجدهن يتسكعن دون هدف في مراكز التسوق''· وإذ تؤكد الأبلم أنها تعرف الفتيات كافة اللواتي دخلن المركز، تتذكر بعض الحالات التي عرضت عليها، ومنها ''فتاة انطوائية لا تتحدث مطلقاً، تفتقد لغة الحوار، واستطعت أن أدمجها في بعض الأركان، من خلال توظيفها في مهارة معينة، بينما كنت أراقب سلوكها عن كثب ومدى استجابتها للعلاج والتغير الذي يطرأ عليها بين الفينة والأخرى، فكانت النتيجة إيجابية، فالفتاة كسرت قيود الانطوائية وأصبحت تتحدث بطلاقة وتشارك في النقاشات، وكوَّنت صداقات جيدة''· وتكشف الأبلم أن المركز في صدد إصدار مجلة تحمل عنوان ''فتاة حور''، تهتم بشؤون الفتاة وتطرح قضايا معينة تعني الفتاة بشكل خاص، وتتمنى ''أن يكون مركز حور لكل الإمارات، لاسيما أنني وجدت رغبة لدى بعض الأسر، المقيمة في مناطق بعيدة، في إيجاد مراكز خاصة للفتيات''· موروث الجدات تعرض المشرفة فاطمة بخيت لهذه التجربة التي تعد، بحسب تعبيرها، ''أول مشاركة لنا في مركز حور، من خلال ورش فنية لمنتسبات المركز، والعمل على تنمية مهاراتهن، وإكسابهن مهارات أخرى تمكن الفتاة من استثمار أوقات فراغها في نشاط مفيد يعود عليها بالنفع· وبهذا، تقدم ولو جزءاً بسيطاً من عملها في خدمة المجتمع، وسد حاجاتها· من هنا، ركزت مشاركتنا على تعليمهن موروث الجدات من الحرف القديمة كالتلي، وعمل ''العرايس'' والدمى وبعض الأشغال اليدوية، والطبخ الشعبي''· تقوِّم غزالة جلال، في الصف التاسع، مشاركتها في المركز، فتصفها بـ''القيمة والفريدة''، لكونها قد ''أكسبتنا بعض المهارات التي تجعلنا كفتيات نجد باباً لاستثمار أوقاتنا في أمر مفيد''· وتنصح غزالة ''كل فتاة ترغب في أن تحدد مكانها في هذا المجتمع، أن تتواصل مع المركز والمؤسسات الاجتماعية لبناء أسس وثوابت علمية''· تعرب مريم، في ''ركن ذواقة'' وهي تمارس هوايتها في تزيين الأكواب، عن فرحتها: ''لا يمكن أن تتصوري مدى الفائدة التي جنيتها من خلال وجودي في مركز حور، فعدا عن المهارة الفنية التي اكتسبتها أتيحت لي الفرصة لبناء صداقات مما جعلني أنظر إلى الحياة من منظور أكثر إيجابية· وهذا انعكس على سلوكي وشخصيتي التي باتت أكثر هدوءاً بعد أن كنت أتوتر من أبسط موقف قد يصادفني، لقد ساهم المركز في احتوائنا وتذليل المعوقات التي كانت تعرقل خطواتنا نحو الأمام''· أركان المركز تقع تحت مظلة مركز حور، سبعة أركان أساسية، منها: ''ركن ''ذواقة'' الذي يضم الفنون الإبداعية والأشغال اليدوية التي تصقل موهبة الفتاة، و''سوالف حور''، عبارة عن مجلس عربي مجهز بشاشة بلازما، تعرض برامج اجتماعية وتربوية تهدف إلى إعادة برمجة شخصية الفتاة من خلال طرح مواضيع تهمها، وإتاحة الفرصة للمراهقات لتكوين صحبة صالحة، والعمل على تعزيز القيم والأخلاق السامية من خلال مخالطة نخبة من الفتيات· أما الركن الثالث ''حور نت''، ففيه تقتحم الفتاة عالم الإنترنت وتتعرف إلى ما يفيدها، وتكتسب مهارات علمية فنية، فالركن ينظم دورات في عدد من الاختصاصات الفنية، وتخرج الفتاة منه بدبلوم في الإخراج أو تصميم ''الجرافيكس'' والمونتاج التلفزيوني والمؤثرات البصرية، بالتعاون مع ''معهد التكنولوجيا والتدريب''· ويقدم ''حاورينا'' بعض ورش العمل· في حين ينقل ركن ''التحدي'' الفتاة إلى الترفيه واللهو والمهارات الذهنية والألعاب الرياضية (تنس الطاولة، بيلياردو، شطرنج)، وفي ''واحة التنفيس'' تتعرف الفتاة إلى ذاتها عبر الحوار والإحياء الذاتي والعلاج السلوكي، لتصل الفتاة إلى معرفة ذاتها، وماذا تريد، وكيف يمكن أن تحدد أهدافها وأن تشق طريقها نحوها، ونأخذ بيدها من خلال تقديم الحلول لمشاكلها، أما ''ريحانة حور'' فهو مكان لتلقي الدروس الدينية وتحفيظ القرآن الكريم''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©