السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابتسامة عبدالغفور تسبق طلباته

ابتسامة عبدالغفور تسبق طلباته
13 يوليو 2008 00:40
عبدالغفور عبدالله شاب هندي في العقد الثالث، لا تفارق الابتسامة وجهه· اقتحم من دون تردد مهنة خدمة توصيل الوجبات إلى الزبائن، حيث يعمل في أحد مطاعم الشارقة· إصرار عبدالغفور على العيش الطبيعي والكريم جعله يقاوم الصعوبات التي يمكن أن تحدثها إعاقته· بل إنه في عمله الذي يحتاج إلى عزم وقدرة على الحركة وتحمل الأعباء قد حقق نجاحاً كبيراً، وبات اليوم محط إعجاب زبائن المطعم، بحسب زملائه ورب عمله· يجاهر عبدالغفور عبدالله، وهو يتحدث عن تجربته الشخصية، بأنه ''سعيد'' في عمله في الإمارات منذ أربع سنوات، ''على الرغم من حدوث بعض المضايقات من بعض المتطفلين الذين لا يتصرفون بلياقة ولباقة''· ويستدرك: ''إلا أن ذلك لا يجعلني أشعر بالحزن أو بنقص بسبب هيأتي· وقدرتي على العطاء تفوق قدرات كثيرين· فأنا مثلاً لا أختلف عن أشقائي الثلاثة الطبيعيين· وقد تزوجت من امرأة طبيعية أنجبت لي فتاتين ورثت الأولى صفات أمها وورثت الثانية صفاتي· هذه مشيئة الله التي لا اعتراض عليها فله حكمته في خلقه· ولهذا صرت في الآونة الأخيرة أتجاهل تعليقات بعض الناس وسلوكهم المريض، مركزاً على متعتي وسلواي في التعامل مع الأطفال الذين يحبونني ويتحلقون من حولي بكل طيبة الدنيا وبراءة القلب الصافية· ولله الحمد ازداد إقبال الزبائن على المطعم الذي أعمل فيه بنسبة سبعين في المائة بعد انضمامي إليه، بشهادة رب عملي الذي يحترمني ويقدرني كثيراً ولا يرفض لي أي طلب''· يعمل عبدالغفور ''16 ساعة يومياً، من العاشرة صباحاً حتى الثانية بعد منتصف الليل، يتخلل ذلك استراحات قصيرة، خاصة في بداية المساء حين تخف حركة الزبائن، لتزداد في ساعات الذروة بين الثامنة مساء والثانية صباحاً، إذ نواجه طابوراً طويلاً من سيارات الزبائن أصحاب الطلبات الخارجية· أما على صعيد السكن، فلا أواجه مشكلات لاسيما أنني أتشارك سكني مع ثلاثة أشخاص طيبين· ووجودي في البيت أصلاً محدود جداً، فمعظم وقتي أمضيه في العمل، إضافة إلى أن عدد ساعات نومي لا يتجاوز الخمس، فأنا نشيط في طبعي ولا أحب الخمول والكسل''· يؤمن عبدالغفور بأن ظاهرة الغلاء عالمية و''لا تخص الإمارات وحدها''، إلا أنه يشكو من ''ظاهرة نار الأسعار''، التي ''تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة إلينا نحن أصحاب الدخول المحدودة وتستنزف معظم مدخراتنا، خصوصاً أن لدي التزامات تجاه أسرة تعتمد علي اعتماداً كلياً، إضافة إلى مساعدتي والديّ في نفقاتهما المعيشية في الهند التي تتسم بصعوبة العيش وانتشار الفقر''· كأن عبدالغفور في انهماكه بالعمل يحاول أن لا يستسلم لشوقه إلى أسرته، يقول: ''أصعب إحساس كان في لحظة وداعي زوجتي وابنتي، خاصة أنها المرة الأولى التي أبتعد فيها عنهم خارج بلدي· فقد تألمت كثيراً نظراً لتعلق طفلتي بي بطريقة لا توصف· ويحزنني ابتعادي عن أهلي ووالديّ· وأجمل اللحظات هي التي أمضيها معهم على الهاتف في نهاية كل أسبوع، حيث تكون المكالمات الدولية مخفضة''· أما اللحظات الأسعد، فهي في إجازتي البالغة ستة أشهر كل ثلاث سنوات، إذ أستمتع بلقاء أهلي وأسعد كثيراً لفرحهم بالهدايا التي أقدمها لهم· أما أحلامي، فهي تأمين عمل خاص في الهند مستقبلاً، بحيث يضمن لي عدم الابتعاد عن أهلي، وأتمنى من الله أن يمد في عمري فأعيش حتى أرى ابنتيّ عروسين ولديهما أطفال أصحاء''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©