تسوس أسنان الأطفال النظافة هي الحل

يستمتع الطفل بطعم السكاكر والحلويات والمشروبات الغازية، ويهمل أحياناً تنظيف أسنانه وإزالة الترسبات البكتيرية التي تتجمع في الفم بشكل طبيعي، وعندها تجد البكتيريا التي تتغذى على السكريات الموجودة في الطعام، مرتعاً خصباً لها، وتأخذ في إفراز أحماض تؤدي إلى تحلل سطح الأسنان وتآكلها، وتتغلغل في الجزء العضوي من السن إلى حد إتلافه أحياناً· وهنا، يظهر تسوس الأسنان على شكل نخر صغير يستمر في التغلغل حتى يصل إلى لب السن ويلتهب العصب، فيبدأ الطفل في الصراخ: ''آه أسناني تؤلمني''، ويبدأ ''نخر من نوع آخر'' في رؤوس الأمهات، مسبباً لهن صداعاً لا ''ينقلع'' إلا بقلع السن التي يؤلم الطفل في غالب الأوقات· تلاحظ الدكتورة لبنى زهير بسيم، طب وجراحة الفم والأسنان، أن ''هذه الظاهرة في انتشار مستمر''، وتستدرك: ''لكن، يمكن تلافي معاناة تسوس الأسنان من خلال زيارة طبيب الأسنان في وقت مبكر، خلال السنوات الأولى من عمر الطفل''· وتضيف: ''في البداية، يظهر التسوس على شكل حفرة صغيرة تستمر في النمو حتى تأتي على السن كلها، وعند وصول هذه الجراثيم إلى لب السن يحصل التهاب العصب وترافقه آلآم حادة تستدعي زيارة الطبيب، وفي بعض الحالات يموت لب السن ويتعفن دون حدوث أي ألم، وبعدها يظهر خراج سني على شكل انتفاخ في اللثة مملوء بالصديد يستدعي العلاج وربما قلع السن''· وتنبه د· بسيم إلى أن ''أخطر أنواع التسوس هو تسوس أسنان الطفل الرضيع الذي تلجأ أمه إلى إرضاعه بواسطة الزجاجة، ويكون الخطر على أشده حين تضع الأم طفلها في سريره لينام أثناء الليل أو النهار مع بقاء الزجاجة في فمه، أو عند إضافة السكر إلى الحليب''· أشكال التسوس تؤكد د· بسيم أنه ''غالباً ما يبدأ التسوس من الأعمار المبكرة (2-4 سنة) وبأشكال متعددة تبدأ من وجود ثقوب صغيرة في الأسنان مع تغير لونها من الأبيض إلى الأصفر فالبني وينتهي بالأسود، مع زيادة حجم الثقوب التي تؤدي إلى تآكل الأسنان تماماً، وتكون الأسنان الأمامية العليا هي أولى الأسنان التي تصاب بالنخر، تتبعها الأسنان الخلفية العليا والسفلى بالإصابة''· تصحب مراحل النخر المختلفة، بحسب د· بسيم ''أعراض مختلفة، تبدأ بالألم ثم الالتهاب المصحوب بالحرارة وعدم الراحة، وأما النهاية فهي التهاب بشكل نهائي ووجود خراج في نهاية جذر السن، مما يؤدي إلى ورم في الفم· لذلك، يجب خلع السن اللبنية· وهنا تكون الخسارة كبيرة وهي ما لا يقدره الأهل إلا حينما تتم التضحية بهذه الأسنان، مما يؤثر في شكل الطفل وقابليته على المضغ والنطق السليم واعوجاج الأسنان الدائمة عند ظهورها''·