البَرَدي فارع ولونه رائع

تجد بعض النباتات بيئة مناسبة لنموها في أراضي الدولة، على اختلاف مواطنها الأصلية، كنبات البَرَدي، وهو غير ''البُردى الفرعوني'' ويختلف عنه في الشكل والخصائص· عن موطنه ووصفه تقول أخصائية البيئة فاطمة الأحمد: ''ينتشر نبات البردي على شواطئ البحار في بعض مناطق الدولة وكذلك الكويت والعراق وإيران، وبعض دول أوروبا وآسيا خاصة المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط· وهو من نباتات المياه المعمرة ذات الفصيلة البوصية، تنبت مع دخول الصيف في مواقع المياه كشجرة الموز بساق وأوراق عريضة· وتظهر الثمار طويلة الساق بلون أحمر رائع مائل إلى البني، على شكل أسطواني يشبه السنبلة، يصل إلى 50 سنتيمتراً، مملوءة بالبذور''· أما استخداماته وفق ما تقول الأحمد فكثيرة، وعلى سبيل المثال ''يتم خرط الثمار فيسقط منها ما يشبه الطحين، يجمع بقماش قطني ويغلى في قدر مغطى لمدة ساعة، ويضاف إليه خلالها السكر، ويترك مدة من الزمن ليجف ويصبح صلباً، ويؤكل بعد ذلك فهو مرغوب كحلويات شعبية قديمة خاصة بالأطفال· كما أن في أصل ''البردي'' لب أبيض يخرج من أسفل الجذور يسمى ''شحمة البردي'' يؤكل كجمارة النخلة· في حين يستخدم ساق البردي في الهند لصناعة الحبال، أما الأوراق فتغطى بها أسقف المنازل الخشبية''· ورد ذكر ''البردي'' في الكتب العربية القديمة، ككتاب ''المخصص'' لابن سيده، حيث قال ابن السكيت: ''البردي هو الأخضر منه ما دام في منبته، أصله الأبيض الرّطْب الذي يؤكل، ويسمى أيضاً بالسقيّة لنباته في الماء أو قريباً منه''· كما قال أبو حنيفة في الكتاب ذاته: ''البَرديّ واحدته بردية، في الماء هو أبيض وما فوقها أخضر، ونباته كنبات النّخلة إلا أنها لا تطول ولها شحمة بيضاء تتمصّخ فتؤكل، يقال لها خُراط· وإذا طال البرديّ فهو القِنصِف، وما تكسّر وتراكم منه يظل كالعيدان الرّطبة، أجمل ما فيه ثمرته الطويلة التي تلتف على ساقه ويستخرج منها ما يشبه جمارة النخل''· وقد ذكره الشاعر الأَعشى في إحدى قصائده، إذ قال: كبَرْدِيّة الغيل وسط الغريف ساق الرّصاف إِليه غديرا