الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

براءة على ورق

براءة على ورق
13 يوليو 2008 00:30
''فن بيكاسو'' عنوان عريض يلفت النظر ضمن فعاليات مختلفة يتميز بها مهرجان ''صيِّف في أبوظبي''، الذي يقام في دورته الأولى داخل مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويستمر حتى 18 أغسطس المقبل· وهو واحد من مجموعة موضوعات ترفيهية وتثقيفية متوفرة للزوار عموما والأطفال منهم خصوصاً، داخل ''جزيرة الابداع'' التي تتربع وسط مناطق العروض· المتجول في جزر المهرجان السبع، تستوقفه ''منطقة الفنون والحرف اليدوية''، هذا الركن المفعم بالحياة، والمزين بلافتات اعلانية تروي أخبارا عن الفن بكل أركانه وأبعاده، كأنها بذلك تفتح المجال واسعا أمام الجيل الصاعد لتعزيز مواهبه متمثلا بالكبار· ومن أكثر من الفنان العالمي بيكاسو ليكون رمزا ودافعا يحتذى به؟ تجربة حية هناك في المهرجان، يتعرف الصغار إلى بيكاسو من خلال كتابات جاء فيها: ''إن هذا الفنان العالمي استحق شهرته كونه مهد الطريق أمام ولادة الفن الحديث''، وكونه ''عرف شهرة واسعة بعدما ساهم في ابتكار المدرسة التكعيبية'' في الفن· قاعة واسعة وزعت فيها أقسام عدة للرسم والتلوين والحياكة والنقش على الأواني وصناعة الحلي· تستقبل الصغار من مختلف الأعمار ليقوموا بتجارب حية يصنعونها بأيديهم ويأخذونها معهم لعلها تلهمهم فيما بعد للمتابعة والمثابرة· وهناك أيضا قسم تعليم العروض الفلوكلورية، حيث تتاح للأطفال فرصة المشاركة وعرض مهاراتهم وأدائهم أمام الجمهور· طاولات وكراس تغص ببراعم يكتشفون من قرب مهارات ربما يجيدونها أو ربما يكتشفونها للمرة الأولى· وعلى مرأى من أعينهم الواعدة علقت لافتات تقول واحدة منها: ''إن الفن هو عمل وإنتاج من الفنون البصرية كالرسم والنحت والتصوير والفوتوغرافيا والسينما، بالاضافة الى فنون الأداء كالغناء والموسيقى والرقص والتمثيل والكتابة''· كلها اختصاصات جديرة بالتقدير وهي نواة تبدأ بالموهبة وتتعزز بالدراسة والتجربة وتلمع مع تراكم الخبرات· وفي قراءة للافتة أخرى نلمس الرسالة التوجيهية من وراء مركز الفنون هذا· وفيها: ''الفن الحديث هو تعبير يستخدم للدلالة على الأعمال الفنية التي انطلقت بداية القرن 19 واستمرت حتى يومنا هذا، على الرغم من أن بعض الإنتاجات الفنية في عصرنا الحالي تسمى بفن ما بعد الحداثة''· أحلام مرسومة من بين الصغار المنتشرين كل على مقعده يؤدي وظيفة فنية ما، تحدثنا الى محمد أنور ابن الخمسة أعوام والذي كان منهمكا في حياكة قبعة الملك باللونين النيلي والأصفر· سألناه ما اذا كان سيأخذها معه فأجاب ضاحكا: ''بالطبع، فهي لي وقد تعبت في إنجازها لذا أريد أن أرتديها لتقيني من الشمس''· ومع أن القماش الذي صنعت منه القبعة شتوية ولا تناسب الحر أبدا، الا أن لبراءة الأطفال فنونا من نوع آخر· الى جانبه تجلس لمى سعيد، طفلة في السابعة من عمرها، تمعن في رسم لوحة من خيالها هي أقرب إلى حديقة ألوان يطغى عليها الأخضر الذي أخبرتها أمها عنه أنه لون الحياة· تقول: ''أحب الرسم والتلوين وأتمنى أن أصبح رسامة عندما أكبر، ولكنني أريد كذلك أن أكون طبيبة أطفال''· موهبة أخرى اكتشفناها وسط المشغل المنوع، وهو الطفل ناصر يوسف وعمره ستة أعوام· كان يحاول أن ينتقي فكرة ليرسمها حين اقتربنا منه وسألناه ما إذا كان يعرف شيئا عن بيكاسو فأجاب: ''لا، ولكن إذا كان مشهورا فأنا سأصبح مثله لأنني أحب أن أرسم وجوه أصدقائي· وهكذا أفعل في المدرسة''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©