الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من فمهم ندينهم

من فمهم ندينهم
20 مايو 2017 22:56
تمر علينا في هذه الأيام ذكرى نكسة حرب حزيران/‏يونيو 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية بعد الحرب غير المتكافئة آنذاك بينها وبين مصر والأردن وسورية. ونتيجة لتلك الحرب، ولأسباب يعرفها القاصي قبل الداني، ضمت إسرائيل القدس الشرقية المحتلة وهضبة الجولان إليها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. واليوم، وبعد خمسين عاماً على هذه النكبة، ما زالت إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية، وتفرض حصاراً برياً وبحرياً جوياً على قطاع غزة، تضطهد الفلسطينيين وتذيقهم أنواع القتل والتنكيل أمام العالم أجمع متحدية المجتمع الدولي وضاربة عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة وأوروبا وحتى حليفتها التقليدية أميركا. بالأمس القريب رفعت إسرائيل السرية عن آلاف من الوثائق الرسمية من حرب حزيران/‏يونيو 1967، تتعلق خاصة بمحادثات أجراها المسؤولون الإسرائيليون عن مستقبل الضفة الغربية المحتلة منذ خمسين عاماً، حيث نشر الأرشيف الوطني الإسرائيلي ما مجموعه 150 ألف صفحة من الوثائق والتسجيلات والشهادات من أيام الحرب العربية-الإسرائيلية في الفترة بين 5 -10 حزيران/‏يونيو 1967، والأسابيع التي سبقتها والأيام التي تلتها. وتتضمن الوثائق التي تنشر للمرة الأولى، معلومات لم تعرف من قبل عن سير الحرب بهدف البحث والكتابة التاريخية. أنقل هنا بعض ما جاءت به هذه الوثائق من اعترافات صريحة بأن ما جرى ويجري اليوم هو اغتصاب تام لشعب لا ذنب له سوى أنه يسكن أرضه منذ بدء الخليقة، وينحدر من أعرق السلالات العربية الكنعانية. فهنالك اعتراف صريح بأن الأراضي الفلسطينية «محتلة». وأن «الشعب الإسرائيلي يتمتع بكامل الحقوق المدنية الكاملة» والشعب الفلسطيني «حرم من هذه الحقوق». كما أن هنالك تأكيدا تاما أن «العالم سيقف بجانب حركة التحرر لمليون ونصف فلسطيني تحت الاحتلال». وأن الفلسطينيين هم «سكان هذه الأرض المحتلة». معترفين بأن أرض فلسطين ليست أرضهم، ولكنهم «قالوا إنها من حقهم» وإليكم الدليل من فم ساسة الاحتلال الإسرائيلي في حينه: بعد خمسة أيام من انتهاء الحرب، وتحديداً يوم 15 من حزيران/‏يونيو 1967، بحث وزراء المجلس الأمني المصغر للكيان الصهيوني خيارات مختلفة للأراضي المحتلة. وأكد مسؤول الأرشيف لدى الكيان الصهيوني، ياكوف لازوفيك في بيان له، أنه «للمرة الأولى منذ 50 عاماً، فإنه من الممكن متابعة دينامية الحكومة فيما يتعلق بحرب الأيام الستة، وكيف كانت مواقف الوزراء الأولية فيما يتعلق بمستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة». واللافت للنظر أن وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه ابا ايبان كان حذر حينها من «برميل بارود» موضحاً مخاطر الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. وقال ايبان في مقتطفات من الحديث نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية «يوجد أمامنا هنا شعبان، أحدهما يتمتع بكامل الحقوق المدنية الكاملة وآخر حرم من هذه الحقوق». وأضاف «هذا جدول لطبقتين من السكان صعب الدفاع عنه حتى في إطار التاريخ اليهودي. العالم سيقف بجانب حركة التحرر لمليون ونصف فلسطيني تحت الاحتلال». وخلال الاجتماع أيضاً، طرحت فكرة نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى، ورأى رئيس الوزراء في حينه ليفي اشكول أنه «لو كان الأمر متعلقاً بنا، سنقوم بإرسال العرب إلى البرازيل». وهذا الأمر اعترض عليه وزير العدل ياكورف شمشون شابيرا قائلاً: «هم سكان تلك الأرض واليوم أنتم تسيطرون عليها. لا يوجد سبب لطرد العرب ونقلهم إلى العراق». ولم يقتنع ليفي اشكول بذلك وأجابه «لم نتسلل إلى هنا، قلنا إن أرض إسرائيل هي حقنا». نصـّار وديع نصـّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©