الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش يفرض سيطرته على وسط بانكوك المدمر

الجيش يفرض سيطرته على وسط بانكوك المدمر
21 مايو 2010 01:11
فرضت السلطات التايلاندية سيطرتها الكاملة على العاصمة بانكوك أمس. لكن السلام يبدو هشا بعد أعمال العنف التي جرت أمس الأول وأودت بحياة 15 من المتظاهرين الذين أجبروا على إخلاء موقع الاحتجاج في وسط العاصمة أمس الأول بعد أن احتلوه لستة أسابيع. لكن الإجراءات الصارمة بما رافقها من إراقة الدماء أثارت المخاوف من زيادة الغضب بين فقراء تايلاند التي لم تشهد في تاريخها الحديث مثل هذه الفترة الطويلة من العنف وأعمال الشعب الدموية والاشتباكات والدمار الشاسع، ولم تقترب بهذا القدر من الانزلاق إلى صراع مدني شامل. وحذرت صحيفة “ذي نيشن” من أن “الاستسلام لا يعني انتهاء النزاع”. وقال الأمين العام لمجلس الأمن الوطني ثاويل بليينسري “نحن نشهد مرحلة هي الأصعب في التاريخ التايلاندي”، داعيا الحكومة إلى تفادي المظاهر الاحتفالية. وشهدت المراكز التجارية المحترقة والشوارع المقفرة على ضراوة أعمال الشغب التي تلت الهجوم الدامي على “القمصان الحمر”. وتراجعت حدة التوتر بشكل ملحوظ في العاصمة بانكوك حيث لم تسجل أمس أية مواجهة حقيقية. ومددت الحكومة قرار حظر التجول الذي أتاح كما قالت وقف أعمال العنف والحرائق التي أضرمها مثيرو الشغب من حي إلى آخر ثلاث ليال. وأكد المتحدث باسم الجيش سونسيرن كايوكومنرد “لا يزال هناك ناشطون مسلحون يختبئون في بنايات” بضواحي “المنطقة الحمراء” التي أخليت أمس الأول. وتحد سلسلة من الحواجز العسكرية من امكانية الوصول الى مكان المواجهات في وسط “المنطقة الحمراء”. وقتل ما مجموعه 15 شخصا من بينهم مصور ايطالي واصيب 91 آخرون بجروح خلال الهجوم العسكري الذي انهى شهرين من التظاهرات، بحسب حصيلة رسمية. وقتل معظم الضحايا مساء أمس الأول بالرصاص حول معبد بوذي تحول الى ملجأ خلال أعمال العنف، للآلاف من متظاهري “القمصان الحمر”. ووضعت أمس حافلات وقطارات بتصرفهم لنقلهم الى منازلهم. وتتحدر غالبية المتظاهرين من مناطق زراعية فقيرة في شمال وشمال شرق البلاد، حيث أعلنت كذلك حالة الطوارئ وفرض حظر للتجول بعد إضرام حرائق في مبان رسمية. ودعا رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا الذي كان “الحمر” يطالبون باستقالته، السكان إلى الثقة به لإعادة الهدوء. واكد مساء أمس الأربعاء “سنعيد السلام ونعيد بناء ما تهدم”. بدورهم، دعا قادة القمصان الحمر إلى الاعتدال ونبذ العنف. وأعلن أحد قادتهم ويدعى فيرا موسيكابونغ الذي استسلم أمس أن “الديموقراطية لا تبنى على الثأر”. وبذل رجال الإطفاء جهودا جبارة لإخماد الحرائق في البورصة واحدى محطات التلفزيون ومصارف وبضعة مراكز تجارية. واجتاح أسوأ هذه الحرائق “سنترال وورلد”، الأكبر في المملكة ، الذي كان على وشك الانهيار أمس، وبات شبه كومة من الدمار جراء تفحم قسم كبير منه وتصاعد سحب الدخان. وبات هذا المركز الذي يمثل شعار “تايلاند الجديدة” المزدهرة والمنفتحة على الخارج، رمزا لعاصمة تشتعل فيها النيران غداة اكبر تحرك سياسي منذ عشرين عاما. وخرج سكان الأحياء الأكثر تضررا الذين لازموا منازلهم بفعل حظر التجول، لتقييم الأضرار. واستفاد القسم الأكبر منهم من عطلة تستمر أسبوعا أعلنتها الحكومة فيما بقيت المدارس والإدارات والمصارف والبورصة مقفلة. وقد فتحت في تايلاند حقبة جديدة من عدم الاستقرار على الصعيد السياسي. وحذرت صحيفة “ذي نيشن” من أن “الاستسلام لا يعني انتهاء النزاع”. وكان ابهيسيت اقترح في الثالث من مايو اجراء انتخابات نيابية مبكرة في منتصف نوفمبر، فرحبت الطبقة السياسية بكل مكوناتها بهذه البادرة. لكنه ألغى هذا العرض بعد عشرة ايام بحجة أن “الحمر” لم ينهوا تحركهم. ويخشى ان تؤدي خطورة الأزمة التي اسفرت عن 82 قتيلا على الاقل واكثر من 1800 جريح منذ منتصف مارس، الى زيادة الانقسامات العميقة التي تنخر المجتمع التايلاندي. وتعتبر الجماهير الريفية والشرائح الشعبية المقيمة في ضواحي العاصمة انها محرومة من ثمار الطفرة الاقتصادية ومحتقرة من قبل النخب في بانكوك التي يمثلها ابهيسيت كما تقول. ودعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي المسؤولين التايلانديين إلى إيجاد تسوية سلمية. استسلام 3 من زعماء المتظاهرين بانكوك (د ب أ)- استسلم ثلاثة آخرين من كبار زعماء حزب الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية للشرطة في إدارة مكافحة الجريمة أمس. وقالت صحيفة بانكوك بوست إن الزعماء هم فيرا موسيخابونج ووينج توجيراكارن وكوركاو بيكولتونج. وكان خمسة من الزعماء الرئيسيين للمتظاهرين من أصحاب القمصان الحمراء قد استسلموا للشرطة أمس الأول. من جهة أخرى، ذكر مساعد محافظ بنك تايلاند سوراسيت سونتورنكيس أمس أن جميع البنوك في مختلف أنحاء البلاد يمكن أن تفتح أبوابها مجدداً من اليوم الجمعة حتى الأحد. وتابع مساعد المحافظ أنه لتخفيف المشكلات المالية أمام الشعب يمكن إعادة فتح جميع البنوك لاسيما تلك الموجودة في المتاجر الكبرى من اليوم الجمعة حتى الأحد المقبلين دون الحصول على إذن من بنك تايلاند. تمديد حظر التجول ثلاث ليالٍ بانكوك (ا ف ب) - مددت السلطات التايلاندية أمس لثلاث ليال إضافية حظر التجول الذي فرض ليل الأربعاء (الخميس) في بانكوك و23 مقاطعة أخرى. وأعلن متحدث باسم الجيش يدعى ديثابورن ساساميت أن “مركز إدارة الأزمات برئاسة رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا قرر فرض حظر التجول لضمان الأمن ومكافحة نشاطات” مثيري الشغب. وأوضح أن “الشرطة والجيش أبلغا رئيس الوزراء أن حظر التجول سهل مهمتهم” الليلة قبل الماضية في الوقت الذي اندلعت فيه حرائق في بانكوك بعد هجوم القوات المسلحة على الحي الذي تحصن فيه متمردو “القمصان الحمر”. ويشمل حظر التجول علاوة عن العاصمة مقاطعات في شمال وشمال شرق البلاد خصوصاً وهي مناطق زراعية فقيرة يتحدر منها غالبية “القمصان الحمر”. ويواجه أي شخص ينتهك حظر التجول إمكان فرض عقوبة بالسجن سنتين كحد أقصى أو دفع غرامة قدرها 40 ألف بهات (1200 دولار تقريباً).
المصدر: بانكوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©