الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان والصغار: شهر التحدي والصبر... والعطش

رمضان والصغار: شهر التحدي والصبر... والعطش
12 سبتمبر 2009 00:21
طفل يقبّل رأس أمه، وآخر يحتفل بقبلات على يد والده، وثالث قام إلى إخوته يهنئهم بقدوم شهر رمضان، ورابع راح مسرعاً يبحث عن فوانيس رمضان، وخامس غادر منزله متجهاً إلى جيرانه ليبارك لهم فرحتهم، وآخرون هناك على جنبات الطريق يحتفلون ببعضهم في لقاء هذا الشهر الحبيب، الصغار يهرولون في شوارع حيهم، هم كذلك يعبّرون عن فرحهم بقدوم الشهر الفضيل الذي ينتظرونه بفارغ الصبر. رمضان في عيون الصغار يختلف عنه عند الكبار، ففي هذا الشهر يتعلم «الصائم الصغير» الصبر والتحمل، والمعاني السامية من تعاون وتآخ، وحضور حلقات التحفيظ في الجامع، والمشاركة في تفطير الصائمين بالحي.. كل هذه الأعمال تساعد على تكوين الشخصية الإسلامية الإيجابية المبكرة عند هؤلاء الأطفال. الصيام.. متعة في هذا الإطار يكشف أحمد سعيد، البالغ من العمر تسع سنوات، أنَّه بدأ صيامه في اليوم الأول من شهر رمضان الحالي، مشيراً إلى أنَّه مصر على صيام كل أيام هذا الشهر الفضيل. ويتحدث عن تجربته قائلاً: «بتشجيع من والدي، وإصراري على صوم اليوم كاملاً، تمكنت من أن أتخطى مصاعب الصيام. في بداية الأمر شعرت بالتعب والعطش، لكن بعد أن خلدت للنوم شعرت بالراحة والطمأنينة، وقبل الإفطار قرأت سورة صغيرة من «القرآن الكريم» التي أشعرتني بالراحة والطمأنينة، وأنا صائم منذ بداية رمضان إلى الآن». ويشاركه الرأي أخوه سالم سعيد، موضحاً أن رغبته في الصيام كانت بدون «ضغط ولا ترغيب»، من طرف الوالدين اللذين يشجعانه على خطواته هذه، وهي ستجعل منه رجلاً يتحمل الصبر، لأنَّ الصيام هو أحد أهم الوسائل لتدريب النفس على مثل هذه الأمور. يبتسم محدثنا قبل أن يضيف: «هذه سنة أولى صيام، وهي تجربة جميلة بالنسبة لي أتمنى أن تتكرر كل عام، فالصيام فرصة لأتعلم من خلاله الصبر وتحمل العطش، والذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح مع والدي، بجانب التنافس الشريف بيني وبين أخي حول من يصوم أكثر». رفع التحدي بدوره محمد عبدالله البالغ من العمر 9 سنوات كان كثير الحماس لصيامه، وهو يعبر عن شعوره بصورة عفوية، قائلاً بكل ثقة: «أنا وايد فرحان، لأنني استطعت صيام رمضان حتى اليوم، وأنوي رفع مستوى التحدي بصيامي الشهر الفضيل كاملاً لهذه السنة». يبتسم محمد، ويضيف: «أقضي وقت صيامي في رمضان ما بين قراءة القرآن الكريم والصلاة، أو الحديث مع والدي عن أمور الصيام التي تتعلق بنا نحن الصغار، أما في منتصف الليل، فأحب اللعب مع أصدقائي كرة القدم في«الفريج»، في رمضان يكون اللعب مختلفاً وممتعاً في آن واحد». تعب وعطش من جهتها، تتحدث سارة أنس البالغة من العمر (10سنوات)، عن تجربة صيامها قائلة: «منذ بداية رمضان وأنا أصوم يوماً وأترك يوماً، وهذه تجربتي الأولى مع هذا الشهر الفضيل». تصمت سارة لبرهة قبل أن تعاود الحديث قائلة: «في الأيام الأولى من رمضان تعبت جداً، وعطشت كثيراً، لم أواصل الصوم بل فطرت وقت العصر، ولكن الحال لم يستمر في اليوم الثاني، بل واصلت صيامي لأشعر بطعم الصيام، والفضل يرجع إلى والدتي التي شجعتني كثيراً على مواصلة الصيام، وقضاء الوقت بالتعبد، وقراءة القصص الدينية عن الرسل والأنبياء، بجانب تلاوة القرآن الكريم، ورمضان هذا العام فرصة لي لمواصلته، حيث لا توجد مدارس». إلى ذلك، يعلق محمد سعيد على صيامه قائلاً: «في العام الماضي تمكنت من صيام (18يوماً)، وهذا العام أنا مستمر الصيام حتى هذا الوقت، وأنوي إكمال الشهر بطوله». يقول محمد، وهو يقبل على قراءة القرآن: «الصيام واجب ديني، وأنا من واجبي صيام رمضان مع بقية أفراد أسرتي، فالصيام معهم له طعم خاص وأجواء روحانية جميلة». الجانب التربوي عن الجانب التربوي لصيام الأطفال، يوضح مدرس التربية الإسلامية عبد الرحمن قادر قائلاً: «لا شك أنَّ الصيام مدرسة، والمدرسة مصدر للتربية والتعليم، وتعويد الطفل على الصيام، وغيره من شعائر الإسلام. فيه تربية له على الكثير من المعاني السامية التي تنطوي عليها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وفيه دفع له على تعلم هذه المعاني والتعود عليها». حول موضوع الصوم يقسم قادر الأطفال إلى ثلاثة أقسام: الأول هو من يصبر على الصيام، بالرغم من معاناته من مرض يضر معه الصوم، مثل مرضى الحساسية في الصدر أو السكر أو الضعف العام، أو غير ذلك، وهذا يحسن إقناعه بلطف بعدم الصوم. أما النوع الثاني، وهو من يصر على الصيام وهو لا يعاني من أمراض، لكن الأهل يشفقون عليه من التعب، فهذا الأولى تشجيعه ومساعدته على إتمام الصيام كما كان يفعل الصحابة. بينما النوع الثالث، هو من يرى الأهل أنه يستطيع الصيام لكنه لا يصوم، وهذا يمكن أخذه بالرفق واللين والتشجيع وتقديم الهدايا، وضرب الأمثلة بأقرانه الصائمين، لأن الصوم لا يجب على الطفل إلا عند البلوغ، لذا لا ينبغي استخدام أسلوب الشدة معه حتى لا يؤدي ذلك إلى نتائج سلوكية غير مرغوبة. فقد يدعي أمامهم أنه صائم، ويتناول الأكل بعيداً عن أعينهم، وفي هذا تعويد على الكذب والخديعة. كما يشير قادر إلى أهمية تعليم الأطفال العادات والعبادات، وحث الآباء والأمهات على مديح صنع أولادهم وعزمهم على الصيام، بجانب تنبيه الطفل على أنه إذا كان الصيام يشق عليه، أو يضره فهو غير ملزم به
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©