محمد حامد (دبي)
في الوقت الذي يحظى الألماني ماريو جوتزه بدعم مطلق من إدارة بروسيا دورتموند للعودة من جديد للتألق، هناك مؤشرات تقول إن عودته ليست بالأمر السهل، فقد تم اكتشاف إصابته بمرض نادر يصيب 2% فقط من سكان العالم، بل إنه أكثر ندرة في أوروبا، وهو مرض «الاضطراب في التمثيل الغذائي»، مما يجعله لا يحرق الدهون، كما يؤثر على قوته العضلية «اعتلال عضلي»، وسرعته ولياقته البدنية بصورة واضحة.
جوتزه بدأ العلاج منذ بداية مارس الماضي، وسط تقارير تشير إلى حدوث بعض التحسن في حالته، فقد عاد لركوب الدراجة والركض الخفيف، وفقد 5 كيلوجرامات من وزنه، وهو مؤشر جيد، إلا أن الأمور لا تبدو مبشرة بدرجة كبيرة للعودة القوية إلى الملاعب قريباً، وهو ما يجعل عشاق الكرة العالمية يشعرون بالتعاطف معه، فهو أحد أهم مواهب الجيل الحالي.
وبعيداً عن أنه صاحب الهدف الحاسم في نهائي مونديال 2014 في مرمى الأرجنتين، ودون النظر إلى أنه اللاعب الذي قال له يواكيم لوف: «أنت لست أقل مهارة أو تأثيراً من ميسي، وستصنع الفارق في نهائي المونديال»، فإن جوتزه لم يتجاوز الـ24 حتى الآن، وكان اسماً واعداً بقوة مع مواهب الجيل الحالي على المستوى العالمي، إلا أن «المرض النادر» عرقل مسيرة «اللاعب النادر».
جوتزه، الذي تجاوز عدد مبارياته 45 في كل موسم من أعوام 2013 و2014 و2015، تراجع كثيراً بسبب المرض في الموسمين الأخيرين، ولم يتجاوز عدد مبارياته فيهما معاً 35 مباراة، وهو لم يشارك إلا في 11 مباراة في البوندسليجا الموسم الحالي مع فريق بروسيا دورتموند، وخاض مباراة واحدة في العام 2016 مع المنتخب الألماني، وهو الذي كان يحظى بثقة لا حدود لها من لوف فيما سبق. النجم الألماني أصبح أمام مفترق طرق، فقد يعود إلى التدريبات الاعتيادية عقب نهاية الموسم الجاري، في فترة الصيف وقبل دخول فريقه مرحلة الإعداد للموسم الجديد، وإن ظل ذلك مرهوناً بحدوث تطور حقيقي وتحسن ملموس في حالته الصحية، أما السيناريو الآخر الذي لا يتمناه عشاق الكرة الجميلة والتي يعد جوتزه أحد وجوهها، فهو أن تستمر معاناته، ومن ثم يدخل دائرة النسيان.
عدد اليوم
