عواصم (وكالات) - نفت إسرائيل أمس تعهدها لتركيا برفع الحصار عن قطاع غزة في سياق صفقة تطبيع علاقاتهما بوساطة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنها ستساعد في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقال مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور للإذاعة الإسرائيلية «لا نعتزم التخلي عن حقنا في الرد على ما يحدث في غزة بسبب الاتفاق مع الأتراك. إذا كان هناك هدوء فان عملية تحسين حياة سكان غزة ستستمر وإذا كانت هناك نيران صواريخ كاتيوشا فسيجري الإبطاء من هذه الخطوات وربما حتى إيقافها إذا لزم الأمر». كما نفى إجبار أوباما إسرائيل على الاعتذار لتركيا عن مقتل 9 ناشطين أتراك برصاص جنود إسرائيليين على متن السفينة التركية «مافي مرمرة» خلال إحباط رحلة «أسطول الحرية» الإنساني الدولي إلى غزة عام 2010. وقال «لم تكن هناك أي ضغوط على الإطلاق ولا حتى تلميح بضغوط. الرئيس (أوباما) سألنا ذلك ورأى أن الأمر أيضا يمثل مصلحة أميركية في أن يسوي حليفان للولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلافاتهما». وأضاف أن المصالحة تحمل منافع لإسرائيل مثل مساعدتها في التعامل مع أي امتداد للصراع في سوريا ومتابعة مصالح إقليمية أخرى بما في ذلك التعاون مع حلف شمال الأطلسي الذي سعت تركيا إلى إيقافه. وصرح نتنياهو مساء أمس الأول بأن الأزمة سوريا هي المحرك الأساسي للخطوة. وقال«إن سوريا تنهار ونظامها يتداعى وترسانتها الهائلة من الأسلحة المتطورة بدأت تسقط في أيدي عناصر مختلفة وأكبر ما نخشاه هو أن تضع الجماعات الإرهابية يدها على الأسلحة الكيماوية». وأضاف «بعد ثلاثة أعوام من انقطاع العلاقات الإسرائيلية-التركية، قررت أن الوقت حان لاستعادتها، فالواقع المتغير من حولنا يتطلب أن نقوم بصورة مستمرة بإعادة تقييم علاقاتنا مع دول المنطقة». وتابع «من المهم أن تكون تركيا وإسرائيل، اللتان يجمعهما وجود حدود مشتركة مع سوريا، قادرتين على التواصل مع بعضهما وهذا الأمر يتعلق بالتحديات الإقليمية. كما أن زيارة الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري وفرت فرصة لإنهاء الأزمة، وهذا هو سبب أني اتخذت قرار الاتصال برئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان) لحل الأزمة وإصلاح العلاقات بين بلدينا».
في المقابل، قال أردوغان في كلمة ألقاها بمدينة أسكيشهر”، وسط تركيا إنه لا يمكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل من دون اتخاذها خطوات عملية ملموسة لتطبيق الصفقة. وأضاف أنه يتكلم بشكل «واضح للغاية» ولا يريد إثارة حفيظة أحد.
من جانب آخر، قال كيري في بيان أصدره بهذا الشأن «إن المصالحة بين اسرائيل وتركيا هي تطور مهم جدا سيساعد في دفع السلام والاستقرار في المنطقة، ونتنياهو وأردوغان يستحقان التقدير الكبير لجعلهما هذا الامر ممكنا». وأضاف«نحن نتطلع الى التنفيذ السريع للاتفاق والتطبيع الكامل للعلاقات بحيث تتمكن اسرائيل وتركيا من تعزيز مصالحهما المشتركة».
عدد اليوم
