الهاربون من الازدحام يلتقون مع المتنزهين والفضوليين في أول أيام مترو دبي

أقبلت جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين بمختلف جنسياتهم على مترو دبي في يومه الاول، وشوهدت منذ ساعات الصباح الباكر اعدادا كبيرة من الناس تجوب محطات المترو العشرة، بعد الاعلام عن تدشينه امس الاول. والتقى عند المترو في يومه الاول منذ ساعات الصباح الباكر أولئك الراغبون بالتنزه والهاربون من الازدحام المروري الخانق الذي تشهده شوارع امارة دبي يوميا، فاستقلوا المترو لكي يقضوا مشاغلهم اليومية دون منغصات يسببها الازدحام. ومن بين هؤلاء، الفضوليون فالبعض منهم ومن اجل اشباع فضوله اثر التغيب عن عمله كي لا يفته تسجيل تفاصيل اليوم الاول للمترو حتى يكون بالنسبة له حديثا شهيا مع الاخرين، كذلك اعداد من محبي خوض التجارب فكانوا يتواجدون في الرحلات الاولى لمترو دبي. ولقى مترو دبي في اليوم الاول لانطلاق رحلاته امام الجمهور اقبالا كبيرا من الناس الذين بدت على وجوههم مشاعر البهجة والاثارة والارتياح جلية لحظة تحرك القطار لوجهته من محطة الراشدية باتجاه محطة مول الامارات. واحس العديد منهم انهم يخوضون لحظات تاريخية عليهم تسجيلها بالصورة والصوت، واستمتع الجميع من رجال ونساء مواطنين ووافدين بتلك النكهة الخاصة التي تميزت بها اللحظات الاولى من الرحلة في حين عمد العديد منهم الى التقاط الصور بواسطة الكاميرات والهواتف النقالة لتسجيل هذه اللحظات التي بدت بالنسبة لهم أخاذة. ولم يفت الاطفال المرافقون لذويهم التعبير عن بهجتهم بطريقتهم الخاصة، واضفاء اجواء المرح والسعادة على المكان، وتعالت ضحكاتهم وهم ينظرون من عربات القطار الى الاسفل حيث تكتظ طوابير من الاف السيارات التي تسير ببطء شديد في شارع الشيخ زايد. السعادة التي احس بها الاطفال لحظة مشاهدتهم للسيارات المزدحمة في شارع الشيخ زايد شاطرهم فيها اولئك الذين طالما عانوا من الازدحام المروري وهم في طريقهم الى اماكن عملهم وقالوا انهم كانوا يضطرون للخروج من منازلهم يوميا في الخامسة من فجر كل يوم للحاق باعمالهم ووظائفهم متنقلين هروبا من هذا الشارع المزدحم الى ذاك الشارع. وقالوا وهم يبتسمون انهم في ذلك كانوا تماما كالمستجير بالرمضاء من النار، اما الان فسوف ننام لساعات اطول ونستيقظ باريحية قبل ان نستقل المترو الذي سيوصلنا الى اماكن اعمالنا بكل سلاسة ويسر. وعبر عصام مهنا مصمم غرافيك من الاردن (34 عاما) ركب المترو من محطة «ديرة ستي سنتر» إلى محطة المركز المالي في وسط دبي، عن إعجابه الشديد بالخدمة. وقال كانت تجربة حلوة وقد أحسنت دبي صنعاً بهذه الخدمة، لم أكن أتوقع أن يكون هذا العدد الكبير من الناس موجودين في صباح اليوم الأول من عمل المترو. كما أن القطارات واسعة وفيها خدمة انترنت مجانية، لافتا الى ان المترو سيوفر عليه الكثير من الوقت في رحلته اليومية بما سيتسنى له القيام ببعض الواجبات المنزلية قبل مغادرته مع أن زوجته تقترب من الانجاب وقال انه غير مضطر بعد اليوم للاستيقاظ باكرا. ولم يفت ناديا هي الاخرى مصممة غرافيك وركبت المترو للاستمتاع بالرحلة من التعبير عن سعادتها رغم انها ابدت قليلا من الانزعاج لتاخر صدور التذكرة لها لكنها استدركت بقولها ان المترو يمثل اضافة رائعة لدبي كونه سيساعد على تخفيف المشاكل المرورية في المدينة. وشاطر ناديا عدد اخر قليل من الذين ابدوا انزعاجهم من تأخر حصولهم على التذاكر، فيما تحدث البعض منهم عن صعوبات واجهتهم عند شراء التذاكر، وقال فيصل حمدان ويعمل مديرا لاحدى شركات العطور انه رغم استمتاعه بالرحلة الاولى على مترو دبي الا ان عملية شراء التذكرة كانت مربكة بعض الشيء. وقال علي المصري الذي بدأ رحلته من محطة الاتحاد «كان شراء التذكرة مربكاً بعض الشيء. فأفراد الطاقم كانوا لطيفين ولكنهم كانوا مرتبكين قليلاً كونه أول يوم لهم في العمل». وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي افتتح اول من امس الأربعاء مترو دبي الذي استغرق العمل به اربعة اعوام وسط احتفال رسمي مهيب. ويسير المترو على سكة ممغنطة تمتد على مسافة 75 كيلومترا ليغدو بذلك أكبر نظام قطار ذاتي التشغيل في العالم. ويبلغ طول الخط الأحمر الذي افتتح الخميس 52.1 كيلومتر، أما الخط الأخضر فطوله 17.6 كيلومتر وهو الآن قيد الإنشاء ومن المقرر إكماله خلال فترة عام. ويضم الخط الأحمر 24 محطة مرتفعة وأربع محطات تحت الأرض ومحطة واحدة بمستوى الشارع. ومن المتوقع أن يستخدم المترو في أوقات الذروة 11 الف راكب في الساعة وأن يصل عدد الركاب إلى 75 الف راكب يومياً.