الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دل بوسكي يعتزل.. وداعاً صائد البطولات ورجل السلام !

دل بوسكي يعتزل.. وداعاً صائد البطولات ورجل السلام !
1 يوليو 2016 22:40
محمد حامد (دبي) لا يوجد مدرب في تاريخ كرة القدم حصل على دوري أبطال أوروبا وكأس العالم وبطولة أمم أوروبا سوى الإسباني فيثينتي دل بوسكي، مما يجعل من قرار اعتزاله التدريب حدثاً مهماً ليس في إسبانيا وحدها، بل في عالم الساحرة بشكل عام، فقد قرر دل بوسكي وضع حد لمسيرته التدريبية مع منتخب إسبانيا، واعتزال التدريب، حيث انتهى عقده في 30 يونيو. المؤشرات القادمة من مدريد تؤكد أنه لن يتراجع عن قرار الاعتزال الذي اتخذه منذ أكثر من عام، على الرغم من محاولات الاتحاد الإسباني لكرة القدم إقناعه بالبقاء حتى نهاية مونديال روسيا 2018، إلا أن الإخفاق الإسباني في «يورو 2016» دفع دل بوسكي للرحيل، على الرغم من أنه ينفي أن يكون للبطولة القارية علاقة بتوقيت اعتزاله. الكاتب الإسباني ألفريدو ريلانو وصف في مقال له بصحيفة «آس» المدريدية دل بوسكي بأنه يكاد يكون الرجل الوحيد في تاريخ الساحرة الذي يجمع بين تواضع العظماء وإنجازات العباقرة، فهو على حد قوله لم يدخل في ملاسنات مع أي طرف من أطراف اللعبة، ولم يختلف مع الإعلام، بل نجح في توحيد القلوب بين مدريد وكتالونيا، وهي المهمة الأصعب، وحقق إنجازات تدريبية لا مثيل لها. ويحسب للمدرب الإسباني نجاحه في إخماد ما كان يطلق عليه «فتنة مورينيو»، والتي كانت على أشدها في موسم المدرب البرتغالي الأول مع الريال، حيث تصاعدت حدة الخلافات بين نجوم البارسا والريال، وهو ما كان ينذر بانقسام حاد في صفوف المنتخب، ولكن دل بوسكي بالتعاون مع إيكر كاسياس وتشافي هيرنانديز نجحوا في إنهاء هذه الفتنة لتستمر إنجازات وانتصارات منتخب «لافوريا روخا» الإسباني. نجم الريال لم يكن دل بوسكي المولود عام 1950 لاعباً عادياً، فقد تألق في صفوف الريال كلاعب وسط مدافع بين عامي 1968 و1984، وخاض مع الفريق ما يقرب من 500 مباراة، ولديه سجل إنجازات كبير على مستوى البطولات، فقد حصل على لقب «الليجا» 5 مرات بين عامي 1974 و1980، كما شارك في حصول الريال على لقب كأس الملك 4 مرات. وعلى مستوى المنتخب الإسباني خاض 18 مباراة دولية بين عامي 1975 و1980، وشارك في نهائيات «يورو 1980»، وهي الفترة التي شهدت تراجعاً في أداء ونتائج الإسبان، فقد ودعوا البطولة من الدور الأول، ويبدو أن القدر كان يخبئ له ما هو أفضل في البطولة القارية، وهو ما تحقق على يديه، حينما أصبح مديراً فنياً ليحصل مع إسبانيا على اللقب القاري عام 2012. الخروج الغامض منذ رحيله عن تدريب الريال، لا يزال عشاق النادي الملكي وغيرهم يشعرون بالدهشة، نظراً لعدم معرفتهم بأسباب هذا الرحيل، فقد كان دل بوسكي المدرب الأفضل في تاريخ الريال قياساً بالفترة الزمنية التي تولى خلالها تدريب الفريق الملكي، حيث قاده تدريباً بين عامي 1999 و2003، ليحصل على دوري الأبطال عامي 2000 و2002، وبطولة الدوري عامي 2001 و2003، فضلاً عن السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية «الإنتركونتننتال». وجاء قرار الاستغناء عن خدماته بقرار مثير للجدل اتخذه فلورنتينو بيريز، الذي اكتفى بتعليق غامض، حينما قرر إقالته بعد يوم واحد من حصوله على لقب «الليجا»، حيث قال: دل بوسكي ليس رجل المرحلة المقبلة، وعلى الرغم من كل ما حدث إلا أن دل بوسكي ظل وفياً للريال وجماهيره، ولم يطلق أي تصريحات تحمل أي إساءة للنادي، وقرر فيما بعد الرحيل إلى تركيا، حيث خاض تجربة قصيرة مع بيشكتاش التركي. أمجاد «لاروخا» صحيح أن المدرب الراحل لويس أراجونيس هو الذي بدأ رحلة المجد مع المنتخب الإسباني بالحصول على «يورو 2008»، وهو الذي نجح في بناء منتخب «التيكي تاكا» اعتماداً على تشكيلة تضم عدداً كبيراً من نجوم البارسا، ومن خلفهم كاسياس وراموس، إلا أن دل بوسكي نجح هو الآخر في إكمال المسيرة، ويكفي أنه منح إسبانيا أول لقب مونديال في تاريخها، وتحديداً عام 2010. وواصل دل بوسكي رحل التوهج مع «لاروخا» في «يورو 2012»، وحصل على اللقب مع الجيل الأفضل في تاريخ الكرة الإسبانية، ولكنه لم يتمكن التعامل بصورة جيدة مع مرحلة تجديد الدماء، فكان الإخفاق في نهائيات مونديال البرازيل 2014، وهي الفترة التي كان يتوجب عليه أن يرحل خلالها. وفي يورو 2016 اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن المنتخب الإسباني لن يعود قريباً إلى منصات التتويج القارية أو المونديالية، فقد انتهى الجيل الأفضل في تاريخ «لاروخا» ليقرر دل بوسكي الرحيل، بعد أن قاد إسبانيا في 114 مباراة، محققاً الفوز في 87 مواجهة والتعادل في 10 والخسارة في 17 مباراة، وسجل الإسبان تحت قيادته 254 هدفاً ودخل مرماهم 79 هدفاً، وبلغت نسبة نجاحه في تحقيق الفوز ما يقرب من 77 %.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©