الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الإماراتية تتجاوز المعدل العالمي في التكيّف مع التغيرات المناخية

الشركات الإماراتية تتجاوز المعدل العالمي في التكيّف مع التغيرات المناخية
28 مارس 2011 21:27
تخطت الشركات والمؤسسات العاملة في الإمارات المعدل العالمي في التكيف مع التغيرات المناخية البالغ 31%، مسجلة نسبة 39%، وفقاً لتقرير صادر أمس عن الوكالة البريطانية للتجارة والاستثمار بالتعاون مع “ايكونوميست انتيليجنس”. وأكد التقرير الذي تم استعراض نتائجه في دبي أمس أن الشركات والمؤسسات الإماراتية باتت تحتل موقعاً ريادياً على مستوى التكيف مع التغيرات المناخية وخلق فرص الأعمال التجارية، مشيراً إلى أن 39% منها ملتزمة على نحوٍ جاد للتكيف مع التغيرات المناخية، وهو مستوى يفوق المعدل العالمي الذي بلغ نسبة 31%. وأكد مشاركون في الندوة الخاصة بإطلاق التقرير أن الإمارات تسير بشكل جيد بهذا الاتجاه، ما يعكس الأهمية التي توليها الحكومة والجهات القيادية للشركات فيما يتعلق بالتكيف وفق حقائق التغيرات المناخية، مشيدين بمشروع “مدينة مصدر” الذي يرسخ التنمية المستدامة الأكثر طموحاً على مستوى العالم، حيث ستكون أول مدينة في العالم خالية تماماً من انبعاثات الكربون والنفايات الناتجة عن احتراق الوقود، وتعتمد بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة. وأشار التقرير إلى أن 29% من هذه الشركات تتطلع إلى اغتنام الفرص التجارية المتاحة من خلال تكييف أعمالها أو المنتجات والخدمات الجديدة التي تقوم بطرحها ليتم تصميمها على النحو الذي يُمكن من التغلب على تأثيرات التغيرات المناخية. وأظهر التقرير أن 53% من الشركات الإماراتية أعلنت عن زيادة في التأثيرات على أعمالها بسبب التغير المناخي، الأمر الذي فتح المجال أمام التركيز على توسيع أعمال هذه الشركات على أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بالفرص التجارية المتاحة في هذا المجال. وأشار التقرير إلى أن هناك إمكانات واسعة أمام الشركات للاستثمار في تأثيرات التغير المناخي مع زيادة الوعي بهذه القضية في مختلف أسواق العالم وتبني العديد من المبادرات الهادفة لحماية البيئة والتي تفتح فرصاً جديدة أمام قطاعات الأعمال في مجالات عدة، وهي الخدمات المالية والبنية التحتية والبناء والتشييد والخدمات المهنية، إضافة الاستشارات والزراعة وعلوم الحياة. وقال المسح الذي استطلع آراء أكثر من 705 شركات في العالم خلال الفترة من يناير وحتى فبراير من العام الجاري حول توجهاتها للاستثمار في تأثيرات التغير المناخي ان هذا التوجه الجديد للاستثمار يفتح المزيد من الأسواق الواعدة التي تتمتع بأعلى معدل نمو، كما يدعو التقرير أيضاً تبني مبادرات فعلية للتكيف مع التغيرات المناخية. وشمل التقرير شركات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية وغرب أوروبا وآسيا الهادئ وأميركا الشمالية وأفريقيا، علماً بأن 41% من هذه الشركات لا تقل عائداتها عن 500 مليون دولار سنوياً و44% عائداتها مليار دولار. وأشار المسح إلى أن 46% من الشركات تركز اهتمامها بالقطاعات السابقة مع احتمال تزايد تأثيرات التغير المناخي خلال العقد المقبل خصوصاً أن الأشهر القليلة الماضية أعطت صورة واضحة عن حجم الخسائر والتأثيرات الكبيرة التي طالت كلا من أستراليا وجنوب أفريقيا وسريلانكا والبرازيل وباكستان. ويوضح التقرير نقلاً عن هيئات ومنظمات الأمم المتحدة أن العالم سيحتاج لعشرات المليارات من الدولارات سنوياً خلال العقود المقبلة لمساعدة الكثير من دول العالم على التكيف مع المتغيرات المناخية وبالمقابل فإن هذه التوقعات تفتح فرصا تجارية ضخمة أمام الشركات للعمل والاستثمار فيها رغم ما تنطوي عليه من مخاطر في بعض الأحيان. ويتوقع أن تلعب قطاعات مثل الخدمات المالية والبنية التحتية والبناء والتشييد والاستشارات والخدمات المهنية دوراً حيوياً في هذا المجال، كما أن 9 من بين 10 شركات عانت من التغيرات المناخية، إلا أن ردود الفعل ما زالت قليلة للتكيف مع هذا التحدي، حيث تبين أن 3 من بين 10 شركات نشطت لتخطيط وتكييف أعمالها مع هذه المتغيرات وشركة واحدة ما زالت تفكر. وأشار التقرير إلى أن 55% من الشركات التي شاركت في الاستطلاع إلى تزايد التأثير المناخي على أعمالها و9% أشار إلى أنها لم تتأثر بعد، فيما تنوعت التأثيرات من بسيطة إلى أضرار كبيرة في سلسلة التوزيع إلى تراجع العائدات أو تلف المرافق والأجهزة. الأسواق الواعدة وتوقع جيمس واتسون المحرر المشارك في “أيكونومست انتلجنس يونت” ضخ استثمارات ضخمة خلال العقد المقبل في مجال التكيف مع المناخ خصوصاً في الأسواق الناشئة مع زيادة وعي الشركات والأفراد بهذه القضية وتأثيراتها المتسارعة على الأعمال وعلاقة ذلك بالمخاطر المناخية، الأمر الذي يتطلب من الشركات سرعة التكيف مع هذه الأوضاع وبالوقت نفسه اسشراف الفرص التجارية الجديدة التي تجد طريقها نتيجةً لذلك. منتجات جديدة وأضاف أنه رغم هذه التأثير، إلا أن نسبة قليلة، لكنها متزايدة من الشركات تتجه إلى الاستثمار في القطاعات الجديدة وطرح منتجات تلائم الواقع الجديد ومنها مثلاً إحدى شركات التأمين التابعة لمجموعة “اتش اس بي سي” التي طرحت منتجاً خاصاً للأفراد يمنحهم تغطية تأمينية لترميم وتنظيف منازلهم وإصلاح سياراتهم التي تتأثر بأحوال الطقس ويشمل ذلك أيضاً رسائل تحذير من هذه المخاطر وتزويدهم بالمعلومات الضرورية. وتؤكد الشركة أن المنتج الجديد يحمل مقومات نمو كبيرة مع تزايد مخاطر الفيضانات، كما تطرح شركات أيضاً منتجات ابتداءً من البذور المقاومة للجفاف وخدمات تأمين المناخ وانتهاءً بتشكيلة متنوعة من الخدمات الاستشارية والقانونية والهندسية. وتتوقع دراسة أجرتها الأمم المتحدة بأنه ستكون هناك حاجة لمبلغ يتراوح بين 49 إلى 171 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030 للتعامل مع مشاكل التكيف مع المناخ. وتخطط 33% من شركات أوروبا للاستثمار في الفرص الجديدة بينما كانت نسبة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية 31% وأميركا الشمالية 25% مع العلم بأن القارة الآسيوية تأتي على رأس القائمة بنسبة 37%، وهو الأمر الذي يعكس حقيقة أنها تتعرض بشكل أكبر للمخاطر التي ترتبط بالمناخ. وتعد الشركات الأسترالية أكثر فعالية في هذا الاتجاه بنسبة 45%، بينما تقول نسبة 22% من الشركات في الولايات المتحدة بأنها تعمل في هذا الاتجاه. ومن جانبه، قال جيف ويلسون مدير الوكالة البريطانية للتجارة والاستثمار في دبي أن الشركات حول العالم باتت مستعدة بشكل واضح لاستثمار الفرص التي تتيحها تغيرات المناخ، مشيراً إلى أن نسبة 90% ممن تم استطلاع آرائهم يقولون إنها تأثرت بشكل مباشر بتغيرات المناخ خلال السنوات الثلاثة الماضية، كما حصلت بالفعل حوالي شركة واحدة من خمس شركات على عائدات فعلية من استثمار تلك الفرص. وأضاف في ندوة على هامش إطلاق التقرير أن الإمارات تسير بشكل ممتاز بهذا الاتجاه هو الأمر الذي يعكس الأهمية التي توليها الحكومات والجهات القيادية للشركات فيما يتعلق بالتكيف وفق حقائق التغيرات المناخية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©