الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباق رمضان.. «حاير طاير» بين الأهل والجيران

أطباق رمضان.. «حاير طاير» بين الأهل والجيران
2 يوليو 2016 12:29
هناء الحمادي (أبوظبي) صورة جميلة ومن العادات القديمة التي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا بين الجيران تم رصدها طوال رمضان الكريم، شهر الخير والمحبة شهر التكافل والتراحم، شهر التواصل بين الجيران والأقارب، وهي ظاهرة تبادل الصحون الرمضانية التي كانت في الزمن الماضي أكثر انتشاراً وصارت أقل بكثير الآن، إلا أنها تظل صورة راسخة لدى الكثير من العائلات في رمضان. ومع موعد اقتراب أذان المغرب، يدق الباب ليتبادر في بداية الأمر ضيف أو محتاج وكلا الأمرين من المسائل المحببة للنفس، لكن الجميل في الأمر حين يفاجئك أحد أطفال الجيران حاملًا بعضاً من الصحون وبها ما تشتهيه النفس، في صورة جميلة معبرة عن الألفة بين الجيران، وهي إحدى السمات الرمضانية. منفعة متبادلة وتبين شيخة السويدي (ربة بيت) أن رمضان له عادات لا تتغير على الرغم من تغير الظروف، فتبادل الصحون بين الجيران جزء أساسي من رمضان، خاصة أن من يجاورنا من الأهل والمقربين وبالتالي فان المنفعة متبادلة.. وتقول: «منذ سنوات وما زالت هذه العادة مستمرة بيننا حتى أصبحت بالأيام العادية وخرجت عن نطاق رمضان، فمن الممتع حقا أن ترى الطفل الصغير يحمل الطبق لينقله إلى بيت الجيران وأن كان في ذلك صعوبة عليه، فهو يعتاد فعليا على أعمال الخير، وقد تعمدت أن يعتاد أبناؤها منذ طفولتهم أن يرسلوا الأطباق لعمهم حتى يترسخ هذا في سلوكهم ويتبادلون هذه العادة عندما يكبرون، فالطبق الذي ترسله لا يكلفها شيئا، والمرأة عندما تطبخ يجب أن تزيد من مقدارها المعتاد. ويستمتع الأربعيني حسن إسماعيل، حين يشاهد الأطفال وهم يحملون الأطباق الرمضانية لتوزيعها للجيران، خاصة أن من يرافقهم أحد أفراد العائلة والأكبر سنا سواء الأخ أو الأب، وذلك لتعدد الصحون وثقلها، مؤكداً أنها من العادات الممتعة حقاً، فالجيران والأقارب برغم عدم تقصيرهم في تبادل الصحون وتنوع الأطباق فتبادل الاطباق يظل شعورا جميلا، ووجود من يطرق بابك يكفي أنه يشعرك بأن هنالك من يهتم بك، بالإضافة إلى أنها عادة تربي الصغار على مفهوم حب الجار والتكافل والتعاون. ويضيف «الجيران والأقارب ليسوا بحاجة للطعام بقدر احتياجهم للاهتمام، وهذا الصحن يعكس المودة والاحترام المتبادل بين الجيران، ولقد تعمدت أن يعتاد أبنائي منذ طفولتهم أن يرسلوا الأطباق لعمهم القريب منى حتى يترسخ ذلك في سلوكهم، ويحافظون على هذه العادة عندما يكبرون، خاصة أن الطبق الذي نرسله لا يكلفنا شيئا».&rlm علامات الصحون&rlm ولفتت أماني سعيد محمد «أم أربعة أبناء» إلى أنها تأخذ إجازتها السنوية في رمضان إلى ما بعد العيد للتفرغ لرمضان وللاهتمام أكثر بالعائلة وإعداد أصناف مختلفة وشهية من الطعام خاصة إن العزائم والولائم تزداد في الشهر الفضيل، وتبادل الصحون وتنوع الأطباق يزداد بين الجيران والأهل، موضحة أن هذه العادة القديمة مستمرة بينها وبين أقاربها، خاصة إن والدتها كانت توزع الكثير من الأطباق على الجيران وكانت تضع علامة معينة أسفل الصحون وبلون معين من الأصباغ لمعرفتها ومن ثم إرجاعها بعد أن تملأ بصنف أو أكلات شعبية مثل الهريس واللقيمات والساقو، لأنه كان يُعتبر من المعيب جداً إرجاع هذه الصحون خالية. وتضيف أماني «لسنا نحن فقط من نتبادل الأطباق، بل كل جيراننا يتلقون أطباقنا، وهم يرسلون لنا بالمثل ما أعدوا من طعام، ونحن نتذوق كذلك الأصناف التي يرسلونها، إن هذه العادة وإن اختلف نمطها، إلا أنها تبقى جميلة».&rlm «المذاق الخاص» تربت فاطمة حميد، ربة بيت، على عادة تبادل الصحون منذ الصغر، إذ كانت ترى والدتها تفعل ذلك، وهي تشرح الأمر: «رمضان شهر الكرم والمودة والمحبة والتواصل، وقد عودتنا الوالدة، على هذه العادة ونشأت على ذلك، حتى بعد أن تزوجت وأنجبت الأبناء الذين ساروا على النهج نفسه، ففي كل رمضان أطلب من أبنائي توزيع الأكل على الجيران قبل وقت الإفطار ساخناً. وتتذكر فاطمة تلك الأيام الرمضانية «عند توزيع تلك الأطباق لا بد أن تخرج بمظهر لائق، لأنها تعكس ما يجسده أصحاب المنزل من نظافة وترتيب، و«المذاق الخاص» في الطبخ، حيث لكل ربة بيت طرق خاصة بها لإعداد هذه الأطباق وتحضيرها، ولابد أن تشتمل على الحلويات، ذلك أن كل بيت يشتهر بطبق مميز، يُعرف به، ويستلذ به الجيران والأصدقاء».&rlm
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©