الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن القيادة المدرسية» يصوغ سبل نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها

«فن القيادة المدرسية» يصوغ سبل نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها
10 سبتمبر 2009 23:14
عدنا اليوم ثانية مع المدرسة؛ باعتبارها النواة الثانية في المجتمع والمسؤولة عن تنشئة الأفراد وتوجيه سلوكياتهم، وهو ما ينعكس سلبا أو إيجابا على المجتمع ككل تبعا لأداء المدرسة، والذي يستند بدوره على أداء قادتها. وكتابنا اليوم «فن القيادة المدرسية» لمؤلفه توماس ر. هور. يتناول التحديات الماثلة أمام قادة المدارس على اختلاف أشكالها، ويساهم في وضع أطر تيسر سبل نجاح المدرسة في تحقيق مهامها اعتماداً على كفاءة قادتها. محبة وشجاعة يسعى المؤلف إلى تقديم أفكار مفيدة وملموسة حول الوسائل المختلفة لتوسيع المعارف والعلوم المرتبطة بأمور وقضايا مدرسية يتكرر حدوثها ابتداء من المعلمين الذين يحتاجون لتحسين أدائهم إلى القيادة وإلى مشاركة الآباء وأهالي الطلبة، لافتا إلى أن «قائد المدرسة لا يكن الاحترام للمعلمين فحسب، بل هو يحبهم وينبغي عليه التماس طرائق جديدة في التفكير حول الارتقاء بمستوى التعلم الإنساني»، وهذه الأفكار غالبا لا تحتاج إلى تغيير في ميزانيات المدارس، ولكن التغيير الوحيد اللازم هو المحبة والشجاعة لتبني هذه الأفكار، ويعمد إلى تحديد ما يريد قوله عن قيادة المدارس، فيقول: «إن القادة الحقيقيون قادرون على إحداث تغيير في المؤسسات، والقادة العظام يخلقون التغيير في الأفراد، والأفراد هم قلب كل مؤسسة وبخاصة إذا كانت المؤسسة مدرسة، ولا يمكن لمؤسسة ما أن تنمو وتزدهر إلا من خلال تغيير الأفراد». يشير هور إلى مبادئ أربعة يجب أن يتعلمها كل قائد ناجح، وهي: 1- كن محتويا للجميع، بمعنى أن التفكير الجماعي والإنصات للآخرين واحترام آرائهم، سينعكس إيجابا على مسيرة العمل داخل المدرسة. 2- كن واضح البينة، أي عندما يكون هناك قرار.. ينبغي تحديد من هو صاحب القرار؟ أنت؟ أم الآخر؟ أم أنتما معاً؟ 3- كن منصفا لنفسك وللآخرين، أي إعطاء كل ذي حق حقه، ومحاولة معرفة الفرق بين التفوق والكمال. 4- كن شخصا يصنع الفرق، أي القدرة على صناعة الفرق في حياة الأطفال والاتيان بتغيرات ايجابية عليها. ينتقل الكاتب إلى الحديث عن تشجيع روح الزمالة والتعاون وتعزيزها، مؤكدا أنها العامل الأكثر أهمية في تقرير نجاح المدرسة، خاصة أن عالم التعليم لم يكن يوما يحتاج إلى بيئة تشجع وتعزز النمو أكثر من حاجته اليوم، لما يتسم به هذا العالم من ضغوط عالية. ويحدد خمسة مكونات يجب تفعيلها من أجل دعم روح الزمالة والتعاون، وهي: 1- أن يكون هناك حديث بين المعلمين عن الطلبة. 2- على المعلمين أن يتحدثوا عن النجاح، وكل ما يتعلق به. 3- أن يشاهد المعلمون بعضهم بعضا وهم يعلمون. 4- أن يعلم المعلمون بعضهم بعضا عن طريق تبادل الخبرات حول المنهاج وأصول التدريس، وتبادل الحديث حول ما تم تعلمه من حضور الندوات والمؤتمرات. 5- المعلمون والإداريون يتعلمون معا من خلال التحدث حول فلسفة التعليم، التعاون مع القضايا والمشكلات بأسلوب التعاون والزمالة. تحديد الأولويات يعرج كاتبنا إلى تحديد الأهداف قائلا: إن الأهداف المهنية غالبا ما تجد صعوبة في وضعها، وذلك لوجود اتجاهات كثيرة جديرة بالاهتمام وتساؤلات عدة ومنها: كيف نركز طاقتنا؟ هل نركز على تطوير جانب معين من المنهاج، أم هل نبتكر أدوات جديدة للتقييم؟ هل نولي اهتماما خاصا للطلبة الذين لا يظهرون تقدما، أم لأولئك الذين يظهرون تفوقا، أم هل نضع ذلك كله جانبا لنعمل على تكوين شراكات بين البيت والمدرسة؟ يقول الكاتب «كل واحد من هذه الأنشطة مطلوب وضروري، ولكن الواقع يفرض علينا عدم استطاعة فعل كل هذه الأشياء وبنفس الاتقان ومن ثم يتحتم علينا تحديد الأولويات وتركيز الجهود». ويشير إلى عوامل يجب مراعاتها عند تحديد الأهداف لأن القيام بذلك سوف يساعد على تحديدها بسهولة وهذه العوامل منها، احتياجات الطلبة، مستوى المدرسة، اتجاه المدرسة، هل يعمل المعلم بمفرده أم ضمن فريق عمل، فلسفة الإدارة تجاه الأهداف، هل ثمة قضية معينة في المنهاج أو أصول التدريس يجري التعاطي معها؟ عند القيام بوضع الأهداف هناك أمور حيوية خاصة بالمعلم، يجب أخذها في الاعتبار ومنها القاعدة المعرفية للمعلم، المهارات التي يتبعها المعلم، اهتمامات ومشاعر المعلم، مدى انفتاحه على الآراء والاستراتيجيات الجديدة، وأما عن سمات الأهداف التي يضعها القائد، فيحددها الكاتب كالآتي: 1- ينبغي أن تكون ذات معنى مفيد. 2- يجب أن تكون قابلة للقياس. 3- ينبغي أن تكون قابلة للتحقق. 4- أن تتميز بالفردية، أي أن تعكس التواصل والتفاعل بين الإطار التعليمي ومواهب وكفاءات المعلمين. ويوضح هور أن أهداف المعلمين (باعتبارهم محور العمل المدرسي) يجب أن تكون أداة كبيرة الأهمية لتطورهم المهني ولتحقيق التقدم للمدرسة برمتها، فالأهداف تركز على الجهود وتساعد المعلمين على تحقيق التوازن في حياتهم، ويمكن الاستعانة بها في معالجة أي قصور موجود في عمل المعلم وإضافة إلى توسيع قدراته ومكامن قدرته، فضلاً عن امكانية استخدامها في سبيل تسهيل العمل الفريقي وتحقيق أهداف المدرسة. السلطة والنفوذ يدلف بعدها إلى الحديث عن السلطة والنفوذ في الإطار المدرسي، موضحا أن «المدراء لديهم سلطة وإن لم يستخدموها من الطبيعي أن تعم الفوضى بيد أن قطاع التعليم يجذب إليه في الغالب أشخاصا لا يبحثون عن قدر كبير من السلطة، وأشخاصا يحملون في قرارة نفوسهم نظرة المساواة في العالم». يتحدث الكاتب عن الكيفية التي يمكن لقادة المدارس بها أن يصقلوا ويهذبوا السلطة التي لديهم ويلقي الضوء على أنواع السلطة الموجودة بين يديهم محددا إياها بخمسة أنواع وهي: 1- سلطة الثواب والمكافأة، وتعتمد على قدرة الفرد في إعطاء المكافآت للآخرين. 2- السلطة القسرية، وهي عكس سابقتها، وتعني القدرة على فرض العقوبة. 3- السلطة الشرعية، وتلك التي يكتسبها الفرد من موقعه ولقبه، وتأتي إليه فقط بفضل موقعه في التراتبية الهرمية فقط دون غيرها. 4- السلطة المرجعية، وهي التي يملكها الشخص ويتمتع بها لأن الآخرين ينظرون إليه بالإجلال والاحترام ويتمثلون به. 5- سلطة الخبير، وتعتمد على ما لدى المرء من معرفة وخبرات. كما يستعرض المؤلف عملية تقييم النمو عند المعلمين باعتبارها من أكثر المهام التي يقوم بها مدير المدرسة أهمية، لأن ارتقاء المدرسة مرهون بطبيعة الحال بارتقاء مدرسيها. ثم يعمد إلى الحديث عن دور القائد في تسهيل عملية الإبداع والعمل الفريقي داخل المدرسة، لافتا إلى أن ذلك يعتمد على مجموعة من المحددات تتمثل في: 1- إقامة الاحترام، بأن يكون الاحترام أمرا حيويا في العلاقة بين الجميع داخل المدرسة، بما يؤدي في النهاية لأن يشعر كل فرد بأن له قيمة كإنسان في نظر الآخرين، بصرف النظر عن اللقب الذي يسبق اسمه أو دوره أو مسؤولياته. 2- الثقة هي الأساس وهي منبع الاحترام، أي ضرورة وجود ثقة متبادلة بين جميع العاملين في الحقل المدرسي. 3- الإيمان بأن العمل الفريقي لا يأتي بالمصادفة، بل هي عملية تحتاج إلى جهد وعمل. 4- ينبغي على المعلمين أن يسمع بعضهم بعضا، لأن إصغاءهم لما يقولون يعد جزءا مكملا من احترام أحدهم للآخر. 5- جعل الأخطاء فرصة للتعلم، لأن عملية التعلم لا تخلو من الإرباكات وهي قليلة الفاعلية، ويتعين على قادة المدارس أن يعطوا الآخرين الإذن بارتكاب الأخطاء، لأن عدم وجود أخطاء لا يعني أن الأمور تسير حسنا وأن التعلم يحدث بل قد تعني عكس ذلك. كما يشدد الكاتب على ضرورة جعل الاجتماعات المدرسية ذات معنى لأن اجتماعات المعلمين واللجان تمثل عاملا هاما ومحوريا في تحسين جودة المدرسة في التطور المهني للمشاركين في الاجتماعات، وفي سبيل ذلك يعرض الكاتب بعض الاقتراحات التي تجعل الاجتماعات أكثر إنتاجية وممتعة في آن معاً، ومن تلك الاقتراحات: - حسن اختيار المشاركين- استخدام الوقت استخداما فاعلا- البدء في الوقت المحدد- تقرير متى ينبغي إنهاء الاجتماع- تحديد الأطر الزمنية- اشراك جميع الحاضرين- التعلم من ومع الزملاء -تخصيص وقت للتواد والتعاطف- الاهتمام براحة الجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©