الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ست الحسن» تقدم الأزياء التراثية بروح عصرية

«ست الحسن» تقدم الأزياء التراثية بروح عصرية
10 يناير 2012
تجمع تصميمات شيم الجابي بين الأصالة والمعاصرة؛ فهي تستخدم مفردات وجماليات الأزياء التراثية والتقليدية وتدمجها بقطع عملية وعصرية جدا، لتقدم رؤية جديدة للحفاظ على الفنون التراثية، ودفع المرأة العصرية لاستخدامها في جميع المناسبات. واستطاعت الجابي في زمن قياسي أن تلفت الأنظار بأسلوبها المبتكر، وطريقتها الخاصة في وضع موديلات وتصاميم متفردة تربط فيها بين الماضي والحاضر بتقنيات خاصة وموهبة فطرية دعمتها بالدراسات العملية. اهتمام المصممة شيم الجابي بالفنون التراثية قديم، حيث كانت دائما مهتمة باقتناء بعض قطع الحلي والإكسسوارات المختلفة التي تحمل طابعا تراثيا، ثم اكتشفت روعة وجمال الأزياء التقليدية وما تعكسه من حضارة وثقافة تعبر عن ذوق فني متميز للمرأة المصرية في مختلف المحافظات والمناطق، فبدأت تتعلم معاني ورموز وألوان اختارتها المرأة في منطقة معينة لتكون هي الطابع الخاص بها دون غيرها. أفكار متنوعة تقول الجابي "رغم أنني أقدر جمال الأثواب التقليدية بما فيها من قصات وخطوط إلى جانب نوعيات النسيج التقليدي الأصيل وما يعكسه من فنون يدوية؛ فقد شعرت بأن الأثواب التقليدية سواء العباءات أو الجلابيب تصلح لمناسبـات محــدودة فهي ملائمة لأجواء رمضان والسهرات المنزلية والعائلية، وبعضها يمكن أن يكون زيا للسهرات الرسمية، ولكن الحياة العملية والتي تفرض إيقاعا سريعا في الحركة والتنقل ربما لا يسمح بارتداء الجلابيب، ولذلك كان هدفي هو توظيف تلك الفنون اليدوية البديعة وتحويلها إلى قطع يمكن أن تلائم روح العصر وطبيعة الحياة". وتضيف "قررت عمل موديلات لقطع يسهل استخدامها مع أحدث اتجاهات الموضة بحيث تجمع المرأة بين الخطوط العريضة للموضة العالمية والموديلات الحديثة، مع الاحتفاظ بشخصيتها وتفردها من خلال تصاميم جديدة تحمل عبق الحضارة والثقافة التي تعتز بها، ولذلك وظفت البرقع في شكل جيليه مع بنطلون جينز أو بلوز مستوحاة من عباءة بدو سيناء". وعن الصدى الكبير الذي حققته تصاميمها في فترة قصيرة، تقول الجابي "أستغرق الإعداد لأولى مجموعاتي وقتا كبيرا قمت فيه بدراسة جادة وعملية للعديد من الأزياء التقليدية والتراثية، وكذلك فنون الحلي والإكسسوارات وقدمت عرضي الأول قبل نحو عامين وحقق صدى كبيرا لم أتوقعه وبعدها توالت العروض؛ فقدمت ثلاث عروض تضمنت أفكارا متنوعة وتصاميم جديدة جميعها يعتمد على الفنون اليدوية من الشغل بالأيتامين والصدف والملاليم والعملات والرسم بالباتيك إلى جانب توظيف جماليات الخط العربي". وتؤكد أنها تعمل مع فريق من المبدعات تضع لهن الاتجاه العام للمجموعة، وتتلقى منهن اللمسات الفنية المميزة لكل منهن، موضحة أن كل من تتعامل معهم أسماء لها ثقل منها فنانة مميزة بمشغولات الفضة تمدها ببعض الموتيفات الملائمة لكل تصميم وكذلك بالنسبة للأكسسوارات المكملة، لكل موديل فهي من إبداعات مجموعة من الفنانات لكل منهما ثقلها في مجالها ولنا معا خط خاص جدا. حرفة وموهبة اختارت الجابي طرح تلك التصاميم تحت اسم "ست الحسن"، وهو الاسم الذي اقترحه زوجها الذي كان الداعم لطموحها ومقدرا لقيمة عملها. وتقول إن رسالتها هي وفريق العمل تقديم ملابس معاصرة تستطيع أن ترتديها المرأة المصرية والشرقية عموما في حياتها اليومية سواء أثناء العمل أو الدراسة الجامعية أو في المناسبات المختلفة وتعكس تلك الأزياء رسالة، تؤكد بها أنها امرأة مميزة وفخورة بحضارتها وثقافتها. وعن سر التميز الفني في الأعمال اليدوية، تقول الجابي "أتعاون مع عدد كبير من أهالينا في القرى والنجوع من مختلف ربوع مصر فهم يملكون الحرفة والموهبة ويتوارثونها جيلا بعد جيل، ولكنهم لا يجدون الفرصة لعرض هذه الفنون الجميلة، وهم يتفهمون أفكاري، حيث فوجئت بأن نساء العريش المتميزات في شغل الايتامين قدمن لي شغلا يدويا غاية في الروعة يعبر عن تجاوبهن مع ذوقي". وحول نوعية المرأة التي تتوجه لها بتصميماتها، تقول الجابي "أخاطب من خلال أزيائي المرأة من مختلف الأعمار والتي تبحث عن التفرد والقيمة الجمالية في ملابسها، وهي امرأة تعتز بذاتها ولديها ثقة عالية وتعتني بأن ترتدي أزياء مريحة وعملية وتعبر عنها". وتضيف "كنت أتوقع في البداية أن يكون الإقبال على الموديلات والتصاميم التي أقدمها من جانب المرأة الناضجة المثقفة باعتبارها تدرك قيمة تلك الفنون التراثية، وما تحمله من قيم حضارية وإنسانية لكني وجدت أن الجيل الجديد من الشابات يقبل على اقتناء تلك الموديلات، ويهتم بالتعرف على الموتيفات والأشكال التراثية مثل الكشميرة الصعيدي والوردة الفلاحي والخط العربي بكل جمالياته". وعن طموحاتها لتطوير الأزياء التراثية، تقول الجابي "أتمنى أن تغزو تصاميمي جميع أنحاء العالم وترتديها النساء في كل مكان، فهي جزء من مصر ومن حضارتها وتاريخها، ومن خلال متابعتي الدائمة للموضة العالمية ألمس شغف كثير من المصممين العالميين بفنون الشرق وحضاراته، وكيف يبتكر كل منهم فكرة جديدة يستلهم فيها بعضا من تلك الفنون".
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©