السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان العميمي: «ص. ب:1003» دفعتني إلى مغامرة روائية جديدة

سلطان العميمي: «ص. ب:1003» دفعتني إلى مغامرة روائية جديدة
3 ابريل 2014 23:05
جهاد هديب (أبوظبي) بدءاً من عنوانها:«ص. ب: 1003»، ومرورا بمشهد الغلاف الأول لرواية بهذا العنوان تحمل توقيع الباحث والقاص سطان العميمي مدير أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، يستطيع القارئ أن يدرك مباشرة أن الرواية تنتمي إلى حقبة زمنية لم تعد موجودة تماما، بل هي حقبة بالإمكان تذكرها فقط. صدرت الرواية عن مشروع مشترك للنشر جمع دار ثقافة للنشر والتوزيع الإماراتية والدار العربية للعلوم – ناشرون، مؤخرا في بيروت وتقع في مائتين وثمان وثلاثين صفحة من القطع المتوسط، وقد توزعت على عدد من العناوين، تجاوزت السبعين، أسهمت في إحداث انتقالات السرد من شخصية إلى أخرى، وبالتالي الأحداث وما تتوفر عليه من عناصر درامية وتشويق. والرواية «ص. ب: 1003» لجهة الحكاية لا تتناول الشخصيات وحدها، في تاريخها أو يومها العادي الذي كان ينتمي لزمن آخر، بل أيضا الأشياء. الأشياء في سياق الرواية هي شخصيات تتحدث أيضا، ويمكن التعامل معها بوصفها شخصيات مكتملة وتؤثر في موقف القارئ من الشخصيات الأخرى. إنها الأشياء في فنتازياها الخاصة التي عندما ننظر إليها بعين التذكّر، تصبح شيئا آخر وتخرج من عاديتها. آفاق جديدة عن هذه الأشياء، وتذكرها وتحولها إلى شخصيات في سياق تجربته السردية، قال الروائي سلطان العميمي: «إنها تجربة جديدة فتحت أمامي آفاقا أخرى في النظر إلى العمل الروائي وصناعته ودور التقنيات التي يستخدمها الروائي. وبالنسبة لي في ص. ب: 1003، كان تعدد الأصوات، عبر استنطاق الأشياء أيضا وليس الشخصيات وحدها، هو الأكثر جدة ومحورية في العمل، لقد قمت بإدخالها إلى حالات متعددة ومختلفة تمثل مجموعة من الأزمان، وهو ما اكتسبته من هذه التجربة». واكّد: «لقد عرضت الرواية، قبل عرضها على الناشر، على قرّاء عاديين وآخرين محترفين ونقاد في محاولة تلمّس مدى نأي الروائي عن شخصياته وابتعاده عنها ومنحها مجالا أوسع لتتحدث وتكون مستقلة في أدائها مثلما في اختيار مصيرها، وقد استفدت كثيرا من ذلك في مراجعة الرواية مرة أخرى لتقودني المراجعة إلى الدخول في مغامرة روائية جديدة». ففي الصفحات الأولى من الرواية يمهد الروائي – السارد للشخصيات فنراها بعين تلك الأشياء: صندوق البريد الذي من خلاله نكتشف الشخصيات التي تمرّ به ونكتشف أيضا تلك الأبعاد النفسية التي تنطوي عليها الشخصيات ذاتها من أبعاد نفسية تجعل من الواحد منّا أقرب إلى هذه الشخصية من تلك. هذا الأمر بدوره ينطبق على الرسائل التي تدخل إلى ذلك الصندوق وتتلقفها يدا عيسى بن حشيد، والرسائل تتحدث أيضا وبطاقات البريد كذلك القادمة إلى قرية نائية من إحدى العواصم الكبرى في العالم. تقنية السرد حول هذه التقنية في السرد، أي تحويل الأشياء ضمن البيئة والمحيط إلى شخصيات، وأصلها الابداعي، قال سلطان العميمي: «لقد جاءت هذه التقنية من الشعر. إذ من عادة الشعر أن ينزع دائما نحو أنسنة الأشياء والجمادات التي تحيط بنا، ويمنحها أبعادا إنسانية إذ يجعلها تشعر بما يحيط بها بما في ذلك نحن قارئي هذا الشعر». وأضاف: «لقد سعيت إلى إدخالها إلى البنية الروائية وجعلها تمنح القارئ الإحساس ذاته بإنسانيتها دون الوقوع في مطب الشعر بل في منأى عنه والقلب من نسيج الرواية وبنائها». مغامرة جديدة تمثل الرواية «ص.ب: 1003» عتبة أخرى في إبداع سلطان العميمي، فهي الرواية الأولى في سياق تجربته السردية التي اقتصرت سابقا على القصة القصيرة جدا، إلى جوار كونه شاعرا وباحثا في الشعر الشعبي وكذلك الشعر الفصيح. إلى حدّ أن القارئ للرواية يلمس من خلال طاقة السرد الذي تتوفر عليه أنها ستدفع بصاحبها إلى الذهاب باتجاه مغامرة جديدة. الأمر الذي أكده العميمي بقوله: «بالفعل، إنها الآن تدفعني إلى مغامرة روائية جديدة لكنني أتمهل إذ أن الأمر ليس سهلا بل محفوف بمخاوف ورغبات تجعل المرء يتأنى ويتأمل في الأشياء خاصة أنني أدخل هذه المغامرة بأدوات وتقنيات جديدة بالنسبة لي». وكانت دار كتّاب للنشر والتوزيع قد أقامت الثلاثاء الماضي حفل توقيع لرواية «ص. ب: 1003» بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان ومحمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي، في مقهى «سبيس» في مبنى «فيفتي فور توينتي فور» بأبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©