الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بكين تبدأ مناقشة مستقبل 200 مليون مهاجر داخلي

بكين تبدأ مناقشة مستقبل 200 مليون مهاجر داخلي
20 مايو 2010 21:57
في ظل تنمية اقتصادية سريعة وعملية التمدن المستمر للمجتمع الصين، تناقش بكين مستقبل ما يقدر بنحو 200 مليون عامل من النازحين من الريف إلى المدن، والذين يشكلون عصب طفرة التنمية الحالية. ومنذ توليه السلطة في عام 1949، أحكم الحزب الشيوعي الحاكم سيطرته على الهجرة الداخلية واستخدم نظام تسجيل للأسرة يصنف سكان الصين البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة إلى سكان حضر أو الريف. وسمح الحزب بصورة تدريجية، بعد بدء إصلاحات اقتصادية في عقد الثمانينات من القرن الماضي، لعشرات الملايين من النازحين الريفيين بالتدفق إلى المدن الغنية على نحو متنام في شرق وجنوب الصين وذلك ليعملوا في المصانع وقطاعات التشييد والمناجم وكطهاة وعمال نظافة وخدم في المنازل وحراس أمن وجامعي قمامة. وكان يتوقع أن يبقى معظم الشبان في المدن لعدة سنوات ليقوموا بادخار أو إرسال الأموال إلى مسقط رأسهم قبل العودة إلى ديارهم الأصلية للزواج أو بدء مشروع صغير وربما لإعادة بناء بيت العائلة الريفي. وفي الوقت الراهن، يعيش عدد كبير من هؤلاء “السكان النازحين” في المدينة نفسها لعقد من الزمان أو أكثر، كما أن بعضاً منهم يربي أبناءه أو بدأ عمله الخاص في المدن التي نزحوا إليها، لكن يبقى النازحون مواطنين من الدرجة الثانية مقارنة بالمسجلين رسمياً كسكان للمدن. وركزت بعض تقارير وسائل الإعلام على بعض الشركات في دلتا نهر “بيرل”، وهي مركز تصنيع رئيسي في جنوب الصين يواجه عجزا في العمالة الماهرة، لكن أوضاع العمل والمعيشة لا تزال قاسية بالنسبة لمعظم النازحين. وذكرت منظمة “نشرة العمل الصينية” ومقرها نيويورك في تقرير أخير لها “بالنسبة لكل الضجيج في وسائل الإعلام الصينية والدولية بشأن تضخم الأجور بنسبة 30% و”مجاعة” ما يربو على مليون عامل في دلتا نهر بيرل، فإن الحقيقة تبقى كما هي: أجور منخفضة وساعات عمل أطول بالإضافة إلى عدم وجود ضمان على استمرار الوظيفة”. ويحال غالبا بين النازحين والانضمام إلى التأمين الصحي المحلي والضمان الاجتماعي ومشاريع المعاشات كما أن أولادهم ليس لديهم الحق في التعليم في المدن، التي لا تعتبر محلا دائما لإقامتهم. وقال دو تشيجونج، الخبير في قضايا المناطق الريفية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لوسائل الإعلام الرسمية “إنه أفضل وقت لتخفيف نظام هوكوو، نظرا لتغير الهيكل الاقتصادي والاجتماعي في الصين بشكل كبير خلال الخمسين عاما الماضية”. وتمتلك الحكومة خطة طويلة الأجل لتنمية مئات البلدات الداخلية وتحويلها الى مدن على مدار العقد المقبل أو ما يقرب من ذلك. وستسمح هذه العملية، بالإضافة إلى الإصلاحات المتوقعة لنظام هوكوو، بزيادة هائلة في سكان الحضر عن عددهم الحالي البالغ 560 مليون نسمة. وتعد مدينة “شنغهاي” رائدة في مجال الإصلاحات وذلك من خلال منح النازحين الفرصة ليصبحوا سكاناً دائمين في حال دفعهم الضرائب والحصول على العمل ومعايير أخرى. وتقتصر إقامة معظم العمال النازحين في شنغهاي وبكين والمدن الصينية الكبرى الأخرى على العيش في أطراف تلك المدن.
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©