شجرة الفتنة تتناثر بكميات قليلة وتنمو في كل أنواع التربة

الفتنة شجيرة يمكن مشاهدتها على امتداد صحراء دولة الامارات، فهي واحدة من عناصر البيئة البرية التي تتشكل بها طبيعة وملامح المكان، فهي شجيرة صحراوية متساقطة الاوراق إلا أنها متوسطة التساقط إلى غير متساقطة في ظروف دولة الإمارات. ساق الفتنة خشن الملمس ذو لون بني مائل للرمادي أو شبه ملساء ذات لون بني محمر عليها أشواك ثنائية قصيرة ويصل ارتفاع الشجرة من 4 إلى 6 امتار والتاج غير منتظم الشكل ويبلغ عرضه من 4 إلى 5 أمتار الشجرة غزيرة التفريع. الاوراق متبادلة وهي مركبة ريشية زوجية متضاعفة الازهار عطرية تتكون في نورات غير محدودة على شمراخ كروي والزهرة دقيقة خنثي منتظمة والازهار صفراء برتقالية اللون ذات رائحة زكية الكأس يتركب من خمس سنبلات ملتحمة والتويج يتكون من خمس بتلات دقيقة والطلع يتكون غالبا من اسدية عديدة منفصلة المتاع يتركب من كربة واحدة تحتوي كثيرا من البويضات والوضع المشمشي جداري وعرضه 1.5 سم ويحتوي بداخله على بذور ذات لون بني كستنائي. ويشير الخبير الزراعي مدحت شريف من إدارة الحدائق في دبي قائلا: تعتبر آسيا وأمريكا وافريقا هي الموطن الأصلي لهذه الشجرة وهي شجرة صحراوية مقاومة للجفاف والحرارة تنتشر طبيعيا باعداد قليلة في دولة الامارات خاصة في المناطق الجبلية والوديان براس الخيمة الدقداقة والفجيرة، وتنمو أشجار الفتنة في الشمس المباشرة بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمناطق الحارة وتتحمل درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة عالية المقاومة للجفاف والرياح متوسطة المقاومة للملوحة وتقاوم درجات الحرارة المنخفضة وحتى 10 درجات مئوية. وتزهر هذه الشجرة خلال شهر يناير وحتى ينونيو، كما تنمو هذه الشجرة في معظم انواع التربة سواء كانت طينية او رملية أو حمضية أو قلوية لذلك فهي تجود في معظم انواع التربة بشرط أن تكون جيدة الصرف ولا تنتج زراعتها في الاراضي الضحلة. كما أن الاهتمام بالري وانتظامه يعمل على سرعة النمو وزيادة معدله ولكن ننصح بالري الغزير، وهي متوسطة التحمل للملوحة حيث تتحمل درجات ملوحة حوالي 2500 جزء في المليون وبعد استكمال تكوين الشجرة لمجموع جذري قوي متعمق فإنه يمكن تقليل كميات الري وزيادة الفاصل الزمني بين مرات الري. وتحتاج اشجار الفتنة إلى التسميد العضوي بمعدل مرة واحدة سنويا خلال فصل الشتاء حيث يتم إضافة 12.5 كجم سماد عضوي معالج حراريا وتقلب جيدا مع التربة جورة الشجرة وبعمق 30 سم ويفضل الري مباشرة. وتحتاج إلى التسميد الكيميائي ثلاث مرات سنويا بمعدل 150 -250 جراما في المرة الواحدة حسب عمر وحجم الشجرة ومن الضروري جدا الاهتمام بعملية التقليم لاشجار الفتنة لضمان الحصول على أشجار قوية النمو تستطيع مقاومة الرياح والعواصف خاصة ان هذه الاشجار تزرع في مشاريع مكافحة التصحر والغابات والمحميات. وتحتاج هذه الشجرة إلى التدعيم الجيد عند زراعتها بالمكان المستديم لضمان النمو القائم لساقها كما تحتاج لى الحماية في اقفاص حماية لمدة لا تقل عن سنة خاصة إذا ما زرعت بالمناطق الصحراوية. ويضيف شريف قائلا: وتتكاثر أشجار الفتنة بالبذور ولزيادة نسبة الانبات ينصح بوضع البذرة في ماء مغلي ثم ماء عادي لمدة 24 ساعة وتتراوح نسبة إنبات بذور الفتنة بين 60% إلى 90%. وطبقا للنتائج التي توصلنا إليها بمشاتل البلدية فإن البذور تحتاج إلى فترة زمنية تتراوح بين 8 إلى 10 أيام بعد الزراعة كفترة إنبات كما تحتاج إلى فترة تتراوح بين 80 إلى 90 يوما من تاريخ زراعتها لتكون جاهزة للتفريد في قصاري بلاستيكية. ونجد أن شجرة الفتنة تصلح للزراعة في مشاريع الغابات والمحميات الطبيعية، كما تصلح في تشجير الطرق الخارجية ومشاريع مكافحة التصحر ووقف زحف الرمال، ونجد ان ازهارها ذات قيمة اقتصادية عالية حيث يستخرج منها زيت الكاسيا العطري الذي يدخل في صناعة الكثير من العطور ومستحضرات التجميل ودهانات الشعر كما تستخدم أخشابها كوقود، ومن حيث استخداماتها الطبية نجد أن جذورها الصمغية تمضغ لعلاج التهاب البلعوم، كما تحتوي اجزاء من شجرة الفتنة على مواد لعلاج المغص، وعسر الهضم، وملطف ومسكن لعلاج الاسهال، كما تستخدم لعلاج بعض الامراض الجلدية.