واشنطن: طهران تقترب من اكتساب القدرة على تصنيع سلاح نووي

حذرت الولايات المتحدة أمس، من أن إيران تقترب من اكتساب القدرة على تصنيع قنابل ذرية من خلال تخزين اليورانيوم المخصب مطالبة طهران برد جاد على المقترحات الخاصة بالنزاع النووي وحثت هي وحلفاؤها الأوروبيون طهران على الدخول في محادثات الآن بشأن طموحاتها النووية. جاء ذلك، قبيل الإعلان عن قيام وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس بتسليم ممثلي الدول الست الكبرى المكلفة بحث البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، اقتراحات بلاده من أجل استئناف المفاوضات. في حين أكدت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أن إيران واصلت الإخفاق في تسوية كافة المسائل العالقة في برنامجها النووي واستمرت في تجاهل الالتزام بتعهداتها الواردة في قرارات مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تدعو طهران إلى تجميد كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم. وخلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة في فيينا، قال جلين ديفيز المبعوث الأميركي أمام الاجتماع «لدينا مخاوف جادة من أن إيران تحاول عمدا وكحد أدنى الاحتفاظ بخيار السلاح النووي». وأضاف ديفيز «إيران الآن اقتربت جدا أو تمتلك بالفعل يورانيوم منخفض التخصيب بقدر كاف لإنتاج سلاح نووي واحد وإذا اتخذ القرار بتخصيبه أكثر للمستوى المستخدم في الأسلحة..فهذا يقربها من امكانية امتلاك قدرات خطرة» قادرة على زعزعة الاستقرار. وفي وقت سابق من هذا العام قال مدير الاستخبارات القومية الأميركية إن إيران على الأرجح لن تكون قادرة من الناحية الفنية على رفع مستوى التخصيب إلى المستوى المطلوب في الأسلحة قبل عام 2013 . وكان محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية صرح بأن هناك مبالغة في تصوير المخاطر الإيرانية. لكن تصريحات المبعوث الأميركي تشير إلى قلق غربي متنام من تقدم طهران على المسار النووي. واعتبر المندوب الأميركي تأكيد البرادعي في تقريره مؤخرا أن إيران انتجت كمية تجاوزت الألف كيلوجرام من اليورانيوم الخفيف التخصيب، بأنه دليل على أن إيران أصبحت قادرة على إنتاج يورانيوم مخصب بما يكفي إنتاج أسلحة نووية وهو ما يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس المحافظين. وبالتوازي، أعلن البيت الأبيض أمس على لسان المتحدث باسمه روبرت جيبس، أن على طهران إحراز تقدم باتجاه إنهاء نشاطاتها النووية «غير الشرعية» مضيفا بقوله «هذا ليس رأي بلد واحد فقط بل أنه رأي العالم..نأمل أن نراهم يحققون تقدما بهذا الاتجاه». وفي طهران سلم متكي ممثلي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وسفيرة سويسرا المكلفة تمثيل المصالح الأميركية فإيران نسخا عن الاقتراحات الإيرانية المنتظرة لاستئناف المباحثات النووية. وجرى توزيع الوثائق خلال حفل قصير جرى في وزارة الخارجية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن متكي قوله في بيان، أن إيران «مستعدة لمناقشة القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والدولية مع الأطراف الأخرى على أساس احترام سيادة وحقوق الدول ودون ضغط أو تهديدات». ولم يكشف متكي عن محتوى المقترحات. ويعتقد أن الحزمة تحتوي على موقف إيران إزاء مواجهة «التحديات العالمية» ومدى استعداد طهران للتعاون مع الغرب من أجل ضمان سلام عالمي. وتضم مجموعة 5+1 الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. إلى ذلك، ذكر مسؤول أميركي إن مديري الشؤون السياسية في وزارات الخارجية في الدول الكبرى الست، يعتزمون بحث المقترحات الإيرانية في وقت لاحق عبر اتصال هاتفي جماعي مؤكدا أنه لا يتوقع صدور بيان عن المشاورات. إلى ذلك، شددت فرنسا وبريطانيا وألمانيا المعنية بالمباحثات السداسية الدولية، في بيان مشترك ألقاه مندوب فرنسا أمام مجلس حكام الوكالة الذرية أمس، خلال جلسة مخصصة لمناقشة تطبيق نظام ضمانات الوكالة الشاملة في إيران، على أن فشل إيران في الالتزام بتعهداتها الدولية ما زال يشكل مصدرا للقلق البالغ وهو ما أشار إليه المدير العام للوكالة في تقريره الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن ومجلس المحافظين في وقت متزامن. البرادعي: «احتمال كبير» أن تكون طهران عملت لتصنيع قنبلة نووية فيينا (د ب آ) - قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، إن هناك «احتمالا كبيرا» أن تكون إيران قد عملت على تطوير أسلحة نووية في الماضي، إذا كانت المعلومات الاستخباراتية في هذا الصدد صحيحة. وكان البرادعي يشير إلى وثائق تلقتها منظمته تشير إلى عدد من الدراسات الإيرانية المشبوهة، بما في ذلك تعديل لطراز صاروخ لكي يحمل رأسا حربيا نوويا. وقال «أنا لست عالما ولكنني أستطيع أن أقول لكم هذا إذا كانت هذه المعلومات حقيقية، فإن هناك (احتمالا كبيرا) أن تكون إيران قد قامت بأنشطة تهدف إلى التسلح..لكنني يجب أن أضع خطا تحت كلمة (إذا) 3 مرات». وخلال حديثه أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعا البرادعي إيران إلى توضيح هذه المسائل بشكل نهائي.