الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدانة خلية «الثلاثة»... ضربة للإرهاب في بريطانيا

إدانة خلية «الثلاثة»... ضربة للإرهاب في بريطانيا
10 سبتمبر 2009 01:29
بعد إدانة محكمة بريطانية خلال الأسبوع الجاري لثلاثة إرهابيين محليين انخرطوا لمدة طويلة في التخطيط لتفجير طائرات تعبر الأطلسي إلى أميركا الشمالية تعيش أجهزة الأمن البريطانية لحظتها الأكثر فخراً في مجال مكافحة الإرهاب منذ سنوات، ومع أن الماضي القريب يشير إلى مجموعة من الهفوات مثل إطلاق سراح تسعة طلبة باكستانيين من دون توجيه تهم لهم خلال شهر أبريل الفائت بعدما صرح رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون، في وقت سابق بأنهم وراء «مخطط كبير»، إلا أن إدانة يوم الإثنين الماضي لثلاثة مسلمين بريطانيين تشكل تتويجاً لأكبر تحقيق في مجال مكافحة الإرهاب تقوم به السلطات البريطانية في تاريخها، وقد لاقت إشادة كبيرة في وسائل الإعلام ومن قبل المسؤولين. فقد تمت إدانة كل من «عبدالله أحمد علي» و«تنفير حسين» و«أسد سروار» بالتخطيط لتفجير مجموعة من الطائرات التي تربط بين بريطانيا وكندا والولايات المتحدة، حيث كشف المحققون أن المدانين كانوا يسعون إلى صنع قنابل باستخدام سوائل معينة وهم على متن الطائرة، وقد أدى اعتقالهم بالإضافة إلى عدد آخر من المتهمين في شهر أغسطس الماضي، إلى تغيير جوهري في معايير أمن المطارات ليوضع المزيد من القيود على إدخال السوائل إلى الطائرات. وحول عملية إدانة الإرهابيين يقول «بيل كورنيش»، أستاذ الأمن الدولي في معهد «تشاتام هاوس» إن الإدانة كانت دليلا على جدية التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية، مضيفاً أن «الكثير من العمل ما زال في الانتظار إلى غاية اللحظة ولم يكشف عنه بعد». وقد وصف «أندي هايمان»، الضابط السابق في شرطة لندن في تقرير نشرته صحيفة «ذي تايمز» العملية بأنها تطلبت مراقبة مكثفة للمتهمين الرئيسيين بما في ذلك تركيب كاميرات صغيرة وخفية بإحدى شقق لندن التي استخدمت كمكان لصنع القنابل، ولكن في جانب من الجوانب يضيف الضابط «ليست العملية بأكثر من عمل رجال الشرطة السريع والتقليدي»، وأشار أيضاً إلى أن الشرطة كان عليها التدخل وإلقاء القبض على المتورطين بأسرع مما كانت ترغب فيه لأن أحد قادة المجموعة الذي كان في باكستان ألقي عليه القبض بعدما رصدته العناصر الأميركية وهو ما كان يهدد بانكشاف العملية برمتها في لندن، ويواصل الضابط السابق في الشرطة البريطانية أنه «على رغم التنسيق مع عناصر الأمن الأميركية لتأجيل اعتقاله حتى تُستكمل القضية في بريطانيا ويتوفر المزيد من الأدلة، ومع استجابة الأميركيين في البداية، إلا أن صبرهم على ما يبدو نفد، ولم يستطيعوا الانتظار أكثر فأوعزوا للسلطات الباكستانية باعتقاله». ولكن فيما هيمنت لغة الإشادة والإطراء على عناوين الصحف التي أغدقت الاستحسان على عملية الاعتقال، ثم الإدانة وما صاحب كل ذلك من تقدير واسع لأداء الشرطة البريطانية والأجهزة الخاصة، يحذر البعض الآخر من أن الإرهاب لم ينته بكشف المجموعة الإرهابية الأخيرة، فبوصفه للقضية بأنها «حزمة مختلطة» أشار «أندرو سايك»، مدير الدراسات الإرهابية بجامعة «إيست لندن»، إلى أن أربعة رجال آخرين بُرئت ساحتهم من التورط في مخطط تفجير الطائرات فوق المحيط الأطلسي، قائلا «إن الشعور العام السائد حالياً هو أن هذه القضية هي الأخيرة في سلسلة التحقيقات والعمليات، لاسيما في العمليات الإرهابية التي تصاعدت وتيرتها في العامين 2005 و2006 ولكن الإرهاب لم يتراجع كما توقع البعض». ويضيف الباحث أن العملية الأخيرة التي ساهمت في تفكيك خلية إرهابية خطيرة تزامنت مع إنهاء العمل بنظام مثير للجدل يخضع المتهمين لما يشبه الإقامة الجبرية لكن دون قرار إدانة صادر من المحكمة بهدف مراقبتهم والحد من خطورتهم، وقد تم الإفراج الأسبوع الماضي في هذا الإطار عن متهم كان يعتبر من أخطر المطلوبين للأمن البريطاني حتى لا تضطر السلطات المعنية الكشف عن أدلة سرية وحساسة في حال عرضه على المحكمة، ولاسيما أن فريق دفاعه كان سيستميت في طلب الكشف عن المعلومات السرية كجزء من الدفاع. ويحذر «سايك» من أن اللجوء إلى «نماذج كانت تستخدم في أيرلندا الشمالية مثل الاعتقال دون محاكمة سيأتي بنتائج عكسية لأن ملاحقة الإرهابيين وكشف مخططاتهم تستدعي الكشف عن جميع المعلومات أمام الجهاز القضائي وإعطائه فرصة التحقيق وإصدار الأحكام كما ينص على ذلك القانون». ومن جهة أخرى ترى «مارجريت جيلمور»، المحللة بمعهد «الخدمات الملكية المتحدة» بأنه لا يوجد ما يدل على أن الاعتقالات الأخيرة للإرهابيين ثم إدانتهم من قبل المحكمة تكرس الراديكالية بين المسلمين البريطانيين، معبرة عن ذلك بقولها «لست متأكدة من أن الإدانة الأخيرة ستؤثر على الشباب المسلم في بريطانيا، أو تثير تحفظاته، فمسألة التطرف بين فئة الشباب مشكلة ستمتد على مدى جيل، وهو ما يدركه خبراء مكافحة الإرهاب مشددين على أن العلاج سيكون على المدى البعيد». بين كوين - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©