الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون: المطالب بانسحاب القوات الأميركية لعبة انتخابية

محللون: المطالب بانسحاب القوات الأميركية لعبة انتخابية
11 يوليو 2008 00:20
أكد محللون أميركيون أن دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق تبدو لعبة سياسية تنطوي على مخاطرة للفوز بدعم شعبي في الانتخابات المقبلة، محذرين من أن تكون ''الحكومة العراقية نفسها قد صدقت فعلا أن القوات العراقية قادرة على التصرف بمفردها''· ويواجه المالكي وحلفاؤه في حكومة بغداد تحديا متزايدا من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة والذي أشعل الكراهية الشعبية ضد الأميركيين كمناورة لكسب الدعم في الانتخابات المحلية التي ينتظر إجراؤها هذا الخريف· وقال محللون إن رفض وجود القوات الأميركية انتشر بين العراقيين العاديين منذ أعمال النهب التي استشرت عقب غزو عام 2003 مما سهل على الساسة العراقيين مخاطبة الشعور الوطني بنداءات مخادعة بانسحاب القوات الأميركية· وأشار ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية الى أنه ''نتيجة لهذا يتحدث الساسة العراقيون للجمهور المحلي عن مدى بشاعة الاحتلال والى أي مدى يودون إنهاءه، ثم يقولون للأميركيين سرا ''لا ترحلوا''· ورأى محللون أن المالكي وآخرين في حكومته بدأوا مؤخرا يلعبون نفس اللعبة السياسية من خلال التفاوض لوضع اتفاق أمني اميركي عراقي بينما يعلنون إنه لا يمكن إبرام اتفاق بدون جدولة انسحاب القوات الأجنبية· وقال صامويل برانين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن تصريحات المالكي تشير الى أن الإدارة الأميركية لم تكن صريحة بالدرجة الكافية بشأن مصالحها طويلة الأجل في العراق· وأضاف ''من الواضح أننا نرتكب خطأ وأننا لم ننتهز الفرصة لطمأنة العراقيين بشأن نوايانا، الآن أمد هذا المالكي بالقوة ليظهر أنه ليس دمية للولايات المتحدة''· ورأى محللون ومسؤولون اميركيون أن العراقيين في نهاية المطاف سيختارون إبرام اتفاق تكون لغته مبهمة بدرجة تسمح ببقاء القوات الأميركية ربما من خلال ربط انسحابها بظروف هشة على الأرض· وأشاروا الى أنه ما زال هناك خطر بأن تحمل النداءات بجدولة الانسحاب بغداد التزاما برحيل القوات لا ترغب فيه الحكومة بالفعل· وأضاف بيدل أن ''الخطر الأكبر في هذا الموقف برمته هو أنه اذا أفسد العراقيون الوضع بشدة فقد ينتهي بهم الأمر الى إجبارنا على الرحيل وهو الأمر الذي يعلمون أنه لن يكون في صالحهم، إنه وضع مؤذ للغاية''· وأوضح محللون أن الانسحاب المفاجئ للقوات الاميركية سيزيل عنصرا أمنيا ضروريا أسهم في التراجع الحاد في أعمال العنف على مدار العام المنصرم، وسيحيي شبح تكرار العنف الطائفي· ومن بين أسباب القلق حالة جديدة من التباهي المشوب بالثقة بدأ المالكي يظهرها عقب سلسلة من النجاحات حققتها قوات الأمن العراقية ضد المسلحين من السنة والشيعة· وتستفيد حكومة بغداد ايضا من ارتفاع في أسعار النفط جعل خزائن الحكومة زاخرة بالأموال، ''والقلق أن المالكي ربما يكون قد صدق فعلا أن القوات العراقية قادرة على التصرف بمفردها''· وذكر سام باركر من المعهد الأميركي للسلام أن ''الحكومة العراقية والمالكي نفسه يشعرون بثقة كبيرة في قوتهم''، مضيفا أن ''المشكلة هي أن جهاز الدولة على الرغم من حقيقة اكتسابه مزيدا من القوة ما زال يعتمد على الولايات المتحدة''· وأشار إلى أن النجاحات التي حققها العراقيون في مواجهة المقاتلين في الموصل والبصرة تطلبت دعما عسكريا أميركيا كبيرا·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©