الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحدادة.. فن إذابة الحديد لينطق بالجمال

الحدادة.. فن إذابة الحديد لينطق بالجمال
20 مايو 2010 21:35
تنعكس رعاية أندية وقرى التراث في الدولة بتفاصيل حياة الأجداد والمهن التقليدية التي مارسوها، من خلال الاهتمام بإعادة إحيائها. فتأخذ على عاتقها تفعيل مهن عديدة من بينها مهنة الحدادة التي عرفها الأجداد في المنطقة منذ مئات الأعوام. إلى ذلك، تعتبر «الحدادة» فناً قائماً بذاته، حيث تتم إذابة الحديد والنحاس والمعادن لتُشكَل منها قطع ومستلزمات منزلية وأشكال وأحجام متنوعة من المصنوعات المعدنية التي تخدم عدة مجالات. من هذا المنطلق، يتفنن الشاب المغربي- حداد في السوق الشعبي التابع للقرية التراثية، في حدادة العديد من المستلزمات المعدنية والنحاسية، ويشير الأدوات الرئيسة المستخدمة في مهنته، يقول: «تتوفر لدى كل حداد أدوات خاصة بممارسة الحدادة مصنوعة من الحديد، أهمها: السندان، المطرقة، الفأس الصغيرة، الكلاّب، المنشار، القالب، الشفك، المثقاب، المسّن، البوطي، الولاعة والغاز. وأدوات أخرى تختص بالنقوش والزخرفة على سطح النحاس والمعادن. ومن جهتي أنجز دلال وفناجين القهوة من النحاس، وأيضاً أصنع مجسمات براجيل وبيوت وسفن ونخل وإبل وغزلان، وكذلك مبان عصرية كقصر الإمارات ومبنى اتصالات وبرج العرب، فيتوفر بذلك خيارات عصرية تحاكي التطور ومتغيرات الديكور المنزلي.. وإلى جانب النحاس أصنع من المعادن الأخرى المصبوغة بالألوان (ذهبي، فضي، أسود) قطع فنية على هيئة صقر أو شمعة، أو مزخرف سطحها بنقوش جميلة مستوحاة من بيئة الإمارات كرسوم للدلة أو الخيل». وحول صناعة الدلال إحدى أهم الأدوات المطلوبة بكثافة في سوق القرية التراثية، يقول المغربي: «أصنع الدلال ومستلزماتها من صواني وفناجين وغير ذلك بمختلف الأشكال والأحجام، ويستغرق إنجاز الدلة النحاسية كبيرة الحجم حوالى ثلاثة أيام، لأنها في العادة تكون منقوشة بزخارف عربية وإسلامية. وأحرص على جودة التصنيع لأننا مطالبون بترويج هذا المنتج التراثي المتصل بالحياة اليومية لدى الأجداد. فالزوار والسياح العرب والأجانب يأتون إلينا من كل أنحاء العالم للتعرف إلى تراثيات الإمارات وشراء ما نصنعه من تفاصيل تراثية، بخاصة دلال القهوة التي يزينون بها بيوتهم ومكاتبهم كتذكارات من أبوظبي يصحبونها معهم إلى بلدانهم، على الرغم من أنهم لا يحتسون قهوتنا العربية». يسترسل مشيراً إلى الأسعار: «نبيع القطع بأسعار مناسبة لكافة القدرات الشرائية، لأن الهدف من صناعاتنا هو ترويج جماليات المهن التراثية، لذا تتراوح الأسعار من 10- 500 درهم بحسب الحجم والجهد المبذول في إنجاز القطعة. وهناك دلال يصل السعر الإجمالي لكامل الطقم (دلة وفناجين وصينية) إلى نحو 1500 درهم». لايقتصر عمل الحدادين فى القرية التراثية فقط، بل يشاركون -والمغربي من بينهم- في مهرجانات وملتقيات وبطولات «نادي تراث الإمارات» فخلال سباقات الهجن والخيول يشارك قسم الحدادة في سوق شعبي متنقل، حيث يعملون أمام الزوار الذين يطرحون عليهم أسئلة تتعلق بالمهنة فيجيبونهم عن استفساراتهم ويتابعون العمل وإنجاز المشغولات المعدنية وعرضها على الزوار والسياح الذين يبدون إعجابهم بها ويقتنونها على سبيل الهدايا والذكرى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©