الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحميات العشوائية تهدد صحة الحالمات بالرشاقة

الحميات العشوائية تهدد صحة الحالمات بالرشاقة
24 مارس 2012
بعد انتشار مئات كتب الريجيم والرشاقة في السنوات الأخيرة، جاء دور الإنترنت والفضائيات ليكملا طوفان الوعود الرنانة بالجسم الرشيق، وطرد شبح السمنة في فترة وجيزة، فانتشرت بذلك عشرات آلاف طرق وأنظمة الريجيم العشوائي التي لم تنجح في تحقيق الرشاقة لمن وقعوا في فخاخها، مسببة لهم في كثير من الحالات الإصابة بأعراض جانبية وأمراض خطيرة. محمد الحلواجي (الشارقة) - مع سهولة تداول وانتشار المعلومات بما فيها المعلومات الخاطئة في العصر الرقمي، تتعالى تحذيرات الأطباء والمختصين التي تطالب الناس بعدم اتباع الحميات العشوائية بسبب مضارها الصحية التي أثبتتها الدراسات العلمية، والناتجة عن خطر نقص العناصر الغذائية الضرورية للجسم مثل الفيتامينات والأملاح. سطحية الأسس يقول الدكتور أسامة مأمون، مؤلف كتاب “صحة ورشاقة بلا ريجيم ولا جراحة”، إن هناك أنظمة ريجيم أكثر من أن تحصى، ومجرد استعراض الأفكار العامة لتلك الأنظمة تظهر سطحية الأسس التي تعتمد عليها، وفشلها في إيجاد حل فعلي وعملي دائم لمشكلة السمنة، فالكثير من تلك الأنظمة يضر بالصحة وقد يؤدي إلى نتيجة عكسية أبسطها زيادة الوزن. ويضيف أن معظم الأنظمة السطحية لعلاج السمنة تعتمد على حرمان الجسم من مجموعات غذائية والسماح بأخرى، وهو ما يضر بالصحة بشكل كبير نظرا لحرمان الجسم من مجموعات غذائية بعينها لفترات طويلة، يعقبها نهم في تناول هذه الأطعمة فيما بعد، فيعود الوزن الناتج عن النقص الغذائي المفتعل لسابق العهد به وأكثر، كما أن نقص تنوع المواد الغذائية يضر بالصحة المتوازنة للجسم، وهو أهم سبب لفشل هذه الأنظمة التي تتعامل مع مشكلة السمنة بطريقة علاج المؤقت، ومن أمثلتها ريجيم اللحوم وريجيم الموز وريجيم العصائر وريجيم السكر والشكولاتة إلى آخر التقليعات في هذا المجال. ويتابع “أما الحميات التي تعتمد على شرب عصير الملفوف والجريب فروت، والحمية المعتمدة على أكل اللحوم فقط أو شرب السوائل، فما هي إلا صرعات وتقاليع تؤدي إلى نتائج عكسية وأضرار على الجسد، وهنا يتوجب على الأشخاص الراغبين في اتباع أو البدء ببرنامج حمية، التوجه إلى الاختصاصيين، وعمل فحوص عامة للتأكد من خلوهم من الأمراض أولا، ومن ثم تحديد الحمية المناسبة التي تعتمد على عمر الشخص ووضعه الصحي وكمية الوزن التي يريد إنقاصها”. ويقول مأمون إن زيادة الوزن التي تنتج عن تكدس الدهون في الجسم وقلة الحركة، لا تعالجها صرعات الحمية التي تدعي إمكانية نقص الوزن بشكل آمن وفي وقت قصير، مشيرا إلى عدد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الناس بحسب الخبراء، ومنها شرب كميات كبيرة من عصير الجريب فروت، ظنا منهم أنه يؤدي إلى إنقاص الوزن، حيث تبين أن عصير الجريب فروت يحتوي على ذات السعرات الحرارية التي يحتوي عليها عصير البرتقال. ويوضح أن خبراء التغذية وجدوا أن الريجيم العشوائي يؤدي إلى مشاكل في الدم، وانخفاض نسبة الحديد في الجسم، ويؤثر على الكتلة العضلية، لأن عدم تناول غذاء متوازن يصيب الجسم بالهزال فيصبح غير قادر على مقاومة الأمراض، ويؤدي الريجيم العشوائي أيضاً إلى خلل هرموني، حيث إن الأطعمة التي يتم تناولها تعمل كحافز لعمل الغدد، وفي الريجيم العشوائي يختل عملها ما يؤدي إلى خلل في الهرمونات، والجسم الذي اعتاد على تناول ثلاث وجبات يومياً ثم يكتفي بوجبة واحدة لا بد وأن يختل جهازه الهضمي. مجلات الموضة تركز الخبيرة في التأهيل البدني والعلاج الطبيعي، الدكتورة إيمان مزهر على المخاطر التي قد تتعرض لها الفتيات اللواتي يلهثن وراء مواصفات القوام الرشيق الذي يفرضه عالم الموضة اليوم، وترى أن أسوأ أنواع الحميات الخاطئة والشائعة بين الفتيات، هو ريجيم النوع الواحد من الغذاء، لأن رفع نسبة معينة من الغذاء على حساب أخرى تؤدي إلى خلل بالجسم، محذرة من خطورة اتباع الحميات التي تروج لها المجلات، حتى وإن كتبت بأقلام أطباء مختصين، لأنها تكون مفيدة فقط لحالات معينة وليس لكل من يقرأها، فلكل جسم طبيعته والحميات التي تناسبه. وتضيف أن هناك أدوية وأعشاباً موجودة في السوق لا تقل خطرا على الصحة حيث تسبب الإطراح السريع أو الإسهال، وهي خطيرة جداً كونها تسهل عمل جهاز الهضم، ما يؤدي إلى كسل الأمعاء، فيصل المريض أحيانا لدرجة لا يمكنه أن يطرح فضلات جسمه من دونها، أما أدوية الإسهال فقد تؤدي مع الزمن إلى نقص كمية المياه في الجسم، ولذلك يجب تناول هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب فقط.?من جانب آخر، توضح مزهر أن النحافة قد تعرض الفتيات في المستقبل لمشاكل كثيرة، مثل الخلل في الدورة الشهرية، وصعوبة في الحمل بعد الزواج، لأن الجسم لا يستطيع التغذي بشكل متكامل، إذ لا يجوز اتباع الريجيم النظامي إلا بعد مرور سنتين على الأقل على البلوغ، حيث إنه قد يؤثر سلباً على نمو الجسم والدماغ والطول، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام هي من أوصلت فتيات هذا الجيل إلى هذه المشكلة، نظراً لافتقارهن الأساسي للتوعية، سواء من ذاتهن أو من أهلهن. اكتشاف المؤامرة يفقد بعض الأشخاص العديد من الكليوجرامات في فترة قصيرة، نتيجة اتباعهم نظاماً غذائياً معيناً، وبعد فترة يبدأ وزن جسمهم بالثبات أو الزيادة السريعة لمجرد تناول كمية قليلة من الطعام، وهو ما يشير إلى خطأ النظام الغذائي الذي تم اتباعه بشكل عشوائي. وعن أنظمة الريجيم العشوائي وآثارها السلبية، يقول الدكتور خالد يوسف أخصائي السمنة والنحافة، عضو الجمعية المصرية لدراسات السمنة، والجمعية الأميركية للسمنة، إن الأنظمة غير الصحية لخسارة الوزن تعتمد على حذف عشوائي لوجبات أساسية، أو الانقطاع عن الطعام أو التركيز على نوع واحد من الطعام أو اللجوء إلى الأنظمة الصارمة القليلة جدا بالسعرات الحرارية وكلها تضر بالصحة وتفقد الجسم عناصر غذائية ضرورية”. ?ويضيف “يجب أن نعلم كيف يتجاوب الجسم مع هذه الحميات، فمن الطبيعي أن يخسر الجسم بضعة كيلوجرامات في بداية الريجيم، تكون أغلبها من الماء والعضل، ثم يكتشف الجسم المؤامرة، فيعلن الحرب ويتصدى لهذه الخسارة، فيقاوم حتى لا يخسر المزيد من الوزن، مدركا أن المجاعة في انتظاره، حينها يقرر الاحتفاظ والتمسك بمؤنته الموجودة في خزائنه الدهنية، وهكذا تصبح عملية حرق الطاقة في الجسم بطيئة جدا، لدرجة يقف الوزن على ما عليه بعد فترة من خسارة الوزن السريعة الأولى، وهنا يبدأ فقدان الأمل بخسارة المزيد من الوزن، وغالبا ما يرجع الشخص إلى عاداته الغذائية القديمة، فيبدأ باسترداد الوزن كله من جديد”. ويؤكد يوسف أن البديل الأفضل عن أنظمة الريجيم العشوائية، يكمن في اتباع نظام غذائي متوازن ومعتدل بالوحدات الحرارية، وقليل الدهون بالإضافة إلى غناه بالألياف والمغذيات، والحرص أيضا على عدم حذف أية وجبة أساسية، وتناول وجبات صغيرة كل ثلاث ساعات من أجل تعزيز عملية حرق الطاقة في الجسم، مشيرا إلى أنه من الأفضل خسارة وزن متواضعة، أي خسارة من ما يتراوح من نصف كيلوجرام إلى كيلوجرام واحد بالأسبوع، وهي خسارة تكون معظمها من مخزون الدهون المتراكمة، مع ضرورة تغيير نمط الحياة وجعل الرياضة جزءا من الحياة اليومية. ريجيم المناسبات في خطوة للحد من مخاطر الريجيم العشوائي ينصح خبراء صحة بريطانيون بفقدان الوزن بشكل بطيء وتدريجي لتفادي استعادة الكيلوجرامات غير المرغوب فيها في وقت أسرع مما استغرقته خسارتها، حيث أشاروا في تقرير نشر في العام الماضي إلى ظاهرة غذائية جديدة تجتاح المجتمعات الغربية والعربية كل عام مع اقتراب موسم عيد الميلاد ورأس السنة، حيث يحاول كثيرون اتباع حميات غذائية صارمة وغير مدروسة ذات أضرار خطيرة. وأكد التقرير أن بهجة الأعياد التي تخفي وراءها قنبلة صحية موقوتة لأن العديد من الناس، ولاسيما النساء يسعون إلى فقدان الوزن في هذه الفترة من السنة للظهور في أفضل حلة خلال المناسبات والحفلات، ما يدفع البعض إلى اتباع حميات غذائية صارمة شديدة الخطورة على الصحة العام. كما أشار التقرير إلى أن حميات التنظيف أو “الديتوكس” من الأنماط الغذائية المضرة التي تقوم على تناول السوائل فقط من أجل فقدان كيلوجرامات عديدة خلال فترة قياسية، وتعد هذه واحدة من عشرات الظواهر الغذائية التي يتبعها الكثيرون حتى في العالم العربي، من أجل فقدان الوزن قبل الأعياد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©