«أبوظبي تبتسم» فكرة مبتكرة للتوعية بصحة الفم والأسنان

أطلقت هيئة صحة أبوظبي مؤخراً مشروع «أبوظبي تبتسم»، الذي يهدف إلى تشجيع المدارس والكوادر التدريسية على وضع برامج توعية حول صحة الفم والأسنان للفئة العمرية من 5 إلى 11 عاماً، على نطاق واسع، يشمل مشاركة الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع المحلي. ويهدف المشروع إلى خلق أفكار إبداعية ومبتكرة في مدارس إمارة أبوظبي لتوعية أطفال المدارس بكيفية استخدام فرشاة الأسنان والخيط الطبي، وتناول الأطعمة المفيدة وإجراء الفحوص الدورية من خلال زيارة طبيب الأسنان. وأوضحت اللجنة المنظمة للمشروع أنه بإمكان جميع مدارس الإمارة الحكومية والخاصة المشاركة في المسابقة عبر تقديم مشروعها لهيئة الصحة حتى 30 أبريل المقبل. صحة الفم إلى ذلك قالت الدكتورة شرينة المزروعي مسؤول أول الصحة العائلية والمدرسية قسم الصحة العائلية والمدرسية بإدارة الصحة العامة والسياسات بأبوظبي: ?صحة الفم والأسنان هي احدى أهم الأولويات الصحية العشر لهيئة الصحة – أبوظبي وإدارة الصحة العامة، حيث إنها تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة ولذلك تعد أمراً أساسياً للصحة. وأضافت أن صحة الفم الجيدة تعزز القدرة على الكلام، والابتسامة، والشم والتذوق، اللمس، والمضغ، والبلع، ونقل عالم من المشاعر والعواطف من خلال تعابير الوجه. وأشارت المزروعي إلى مسح أجرته منظمة الصحة العالمية خلال 2010 على 2581 طالباً في دولة الإمارات، كشف أن 14.5? منهم لم ينظفوا أسنانهم خلال 30 يوما، موضحة أنه في عام 2010، أجرت شركة الخدمات الصحية العلاجية فحصاً على صحة فم وأسنان أطفال المدارس في الصفوف الأولى في 18 مدرسة بأبوظبي والعين، وبينت النتائج أن من بين 2492 طالباً ،أُحيل 59? منهم إلى طبيب الأسنان لتلقي العلاج المتقدم، وكان عدد من الأطفال الذين يحتاجون الإحالة إلى طبيب الأسنان أعلى بكثير في العين «67.1?» مقارنة مع أبوظبي «49.4?». بينت أن هناك دراسة أظهرت أن تسوس الأسنان يؤثر في« 60 إلى90?» من الأطفال في البلدان النامية، وهو من أكثر الأمراض انتشارا بين الأطفال في بلدان آسيا وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى التسبب في الألم وعدم الراحة، التي يمكن أن تؤثر صحة الفم أيضا في قدرة الأطفال على التواصل والتعلم. رسائل صحية وحول التركيز على المدارس للاهتمام بصحة الفم والأسنان ذكرت المزروعي أن المدارس تقدم وسيلة ناجعة وفعالة للوصول إلى أكثر من 1 بليون طفل في العالم، ومن خلالهم يمكن الوصول للأسر وأفراد المجتمع، مشيرة إلى أن سنوات الدراسة تغطي الفترة التي تمتد من الطفولة إلى المراهقة، وهذه المراحل تعتبر مراحل مؤثرة في حياة الناس، حيث يبدأ باكتساب السلوكيات الصحية المستدامة لصحة الفم والأسنان، وتنمية المعتقدات السليمة. وقالت إن الأطفال يسهل تقبلهم للنصائح خلال هذه الفترة، كما يمكن تعزيز الرسائل الصحية بانتظام طوال سنوات الدراسية، مما يمكن الأطفال من اكتساب المهارات الشخصية التي تمكنهم من اتخاذ قرارات سليمة، وتبني نمط حياة صحي من خلل التعامل مع المواقف العصيبة، مثل العنف والصراعات، كما يمكن للمدارس توفير بيئة داعمة لتعزيز صحة الفم والأسنان. وأشارت المزروعي إلى أن مشروع «أبوظبي تبتسم» جزء من برنامج هيئة الصحة الذي يستهدف فئة الأطفال والطلاب من عمر« 5 إلى»11»عاماً، والغاية من المشروع هو تحسين الممارسات الصحية السليمة في مجال صحة الفم والأسنان على أسس ومعايير عالمية. وتضيف: من أهم أهداف المشروع هي زيادة المعرفة حول مشاكل الأسنان وأسبابها، مع زيادة المعرفة عن وسائل حماية ووقاية الأسنان من التسوس، والخطوات التي يجب اتخاذها لتحسين صحة الفم والأسنان، وزيادة وتيرة وصحة استخدام الممارسات السليمة لصحة الفم والأسنان من خلال تنظيف الأسنان، الخيط، وزيارة طبيب الأسنان. وقالت إن من أهم الرسائل الرئيسية لمشروع أبوظبي تبتسم ?هو تنظيف أسنان مرتين يوميا بالفرشاة والمعجون، واستخدام الخيط السني مرة واحدة يوميا، مع أهمية زيارة طبيب الأسنان والفحص مرتين في السنة، واستخدام معجون الأسنان بحجم حبة البازلاء عند التنظيف، وتجنب تناول الكثير من الحلويات. وأشارت إلى أنه لن يقتصر الأمر على توجيه رسائل للأطفال، بل كانت هناك رسائل موجهة للآباء فمن خلال هذه المسابقة تم التركيز على تشجيع تنظيف الأسنان كجزء مهم من الروتين اليومي بعد بلوغ سنتين من العمر، والإشراف على طفل عند تفريش أسنانهم حتى يكتسبوا المهارات الصحية السليمة، مع التنظيف مع معجون أسنان بالفلورايد مرتين يوميا سوف يمنع تسوس الأسنان والتحدث إلى طبيب أسنان طفلك والمشاكل المتعلقة معه. دورات تدريب وبينت أنه منذ انطلاقة “مشروع أبوظبي تبتسم” عقدت عدة دورات تدريبية لممرضين وممرضات المدارس الحكومية والخاصة عن صحة الفم والأسنان، حيث تم خلال الدورة التعرف على الحقائق والمستجدات العلمية لصحة الفم والأسنان، كما كانت هناك دورة تهدف إلى تحسين المهارات الفنية للعناية بالفم، وكيفية التعامل في حالات الإصابات السنية في المدارس وتحويل الطلاب، بالإضافة إلى الكشف عن أسنان الطلاب وتوعيتهم عن التغذية السليمة والمفيدة لصحة الأسنان. وتتابع: استمرت إحدى دورات المشروع لمدة أربعة أيام، وقد تم تدريب 500 ممرض وممرضة من كل من المدارس الحكومية والخاصة، كما تم توزيع المواد الخاصة بالحملة لجميع المدارس، من حقائب خاصة تحتوي على الفك السني، فرشاة، خيط أسنان، فلم كرتوني، ونسخ من جميع المواد التعليمية المصممة لمشروع أبوظبي تبتسم، كما تم دعم المدارس في عمل الأيام المفتوحة، التي تضم فعاليات ونشاطات مختلفة منفذة من قبل الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين عن صحة الفم والأسنان، بالإضافة إلى أنه تم التركيز على بعض المدارس لإجراء نشاطات مكثفة، وتقييم قبلي وبعدي للمعرفة لدى الطلاب لقياس مدى فعالية المواد المصممة للحملة مشاركة مدرسية من جانب آخر شاركت مجموعة من المدارس بمسابقات المشروع، خاصة مدرسة روضة الفيحاء، حيث نظمت معرضاً خاصاً تحت شعار «أبوظبي تبتسم» الذي استمر لمدة أسبوع كامل، تخلل ذلك القيام بالكثير من الفعاليات والورش التعليمية حول صحة الفم والأسنان. وعن ذلك تقول المعلمة مها المنصوري من لجنة الصحة والسلامة بالروضة إن الاهتمام بصحة الفم والأسنان من الأولويات المهمة التي لابد للطفل أن يدركها ونظراً لأهمية ذلك قامت الروضة بعمل مجموعة من الفعاليات والورش وتصميم مجموعة من اللوحات الجدارية تعبر عن أهمية الأسنان، وذلك من خلال المشاركة في مسابقة أبوظبي تبتسم. وتضيف: خلال هذه المسابقة نظمت الروضة معرضاً عن صحة الفم والأسنان وفعاليات أخرى عن التوعية الصحية للعناية بصحة الفم، والتي اشتملت جميع أطفال الروضة لمدة 30دقيقة كل يوم. كما تم عمل متابعة يومية مع طلبة الروضة حول الطريقة الصحيحة والسليمة لتفريش الأسنان كل يوم بعد فترة التغذية، بالإضافة إلى القيام بالأنشطة تطبيقية للتميز بين الغذاء الصحي وغير الصحي، وفي نهاية الأسبوع قام الأطفال بزيارة إلى عيادة الأسنان بالروضة للتعرف على كيفية الاهتمام والعناية الصحيحة بصحة الفم والأسنان . تحسين سلوكيات الطلبة قالت الدكتورة شرينة المزروعي إن إمارة أبوظبي لديها 268 مدرسة حكومية و183 خاصة، وسيتاح لجميع المدارس بالمشاركة بمشروع أبوظبي تبتسم، بهدف تحسين صحة الفم، وتحسين سلوكيات الطلاب التي تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 سنة في الإمارة بنسبة 10 ?بحلول يونيو 2012.?