الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يـا اللــه...

يـا اللــه...
9 سبتمبر 2009 23:50
سجود يا الله! إنني مغمسة في فرح الاحتفال في بركة مضاءة بخيوط الشمس، والأشجار تُمطر بالأزهار. والسحب ذواتي الحواشي الفضية منتشرة على الأعشاب مثل الخراف التائهة عن قطيعها. ماهو ذنبي ياربي؟ هل الابتهاج الغامر خرق للقوانين؟ إنني أسمع حولي ضحكات السخرية. وأرى في العيون نار الغضب. حياتي ورحيلي يتساويان. من يكسب؟ من يخسر؟ هذا الشعور الجديد يُسري رعشة في جسدي، وتشعر روحي بالخجل فتسجد بين يديك. خيط آخر من نور القمر يا الله! لمن ينسج ثوب الصلاة الناعم هذا بخيط حريري مقدس في مصنع النسيج لديك أيمكن أن يكون هذا لي يا رب؟ أألبسه أنا الذليلة وحيدة تحت جنح الليل رداء كنور القمر؟ عندما تطفو على السطح ذنوب وتجاوزات لا تعد ولا تحصى مثل جثث على بحار النسيان، أسمع القوم يكررون أنت مذنبة وجسدك نجس. هل الروح الطاهرة بعيدة عن منالي؟ هل لمسة حبيبي مجرد حلم كابوسي؟ هل الجمال الرقيق ملفوف في ألحان رهيبة؟ آه أيتها المرأة الواقفة تحت المشنقة معصوبة العينين قد يسقط جسدك إلى الأرض في تشنجه الأخير؛ ولكن روحك روحك سترفرف إلى القمر كخيط آخر من نور في شعاع الليلة القمرية ليلة الحب لن تنتهي أبدا الديكة لن تصيح في سكون الليل. بذرة يا الله! لقد كانت فطرتك كالبذرة في داخلي ولقد ربَت في موسم المطر وضمرت في جفاف الحر ولكن بقيتَ عبر العصور فأنت لانهائي، وأنت في غنى عن الوداع. لقد شعرت برجفة المحاريث في قلبي لم يكن هنا سوى الدم لإرواء البذرة ولكنها نمت وأصبحت شجرة، لها غصون وأماليد وأعذاق من الزهور ولقد قطفت الثمار الحلوة وذقتها وهكذا نلت الخلود وباتت يد الفناء لا تستطيع أن تلمسني. لقد خلقني الله لأعيش في كوكب آخر. ولكن مقدر علي أن أصحو من أحلام نومي العذبة كل يوم. تجربة يا الله! كنت فتاة تلعب في فناء منزلها وتتمتع بالشعور بحيوية الشمس، في بدايات الصباح. كنت أنت الذي عرضتني للاختبارات القاسية. لقد خضت آلام وعذابات الصحراء الموحشة. قالوا عني بأني امرأة مزيفة كاذبة. ألأنك نشأت في داخلي مثل شجرة الخابور؟ لأنك غسلتني مراراً بنورك الهادي. يا ربي أنت الذي في صبرك اللانهائي تسمح للمجدفين بحقك أن يذهبوا بدون عقاب؛ هل يمكن ألاّ تأتي أبداً لتمنحني الملجأ. المرايا الأسوار يا الله! هل الأجساد أسوار تُبقي الأرواح بعيدة عن بعضها؟ إن هذه الجهود الكبيرة بدون جدوى وكل هذه الكفارات سدى, أن الذين يحلمون بالثمار الحلوة يلعنون السياجات. السراب يا الله! كانت الحياة صحراء محرقة بالنسبة لي منذ مطلع فجر طفولتي منذ أول حرف في ذاكرتي وحتى اليوم. كانت الشمس الغاربة رفيقتي، منذ مطلع الفجر حتى الغسق. وغابت الشمس في الشفق. في البعد لاح الهلال وبردت الرمال. وهدأت الرياح التي كانت تهب بشدة على الرمال، وسقطتْ على الأرض مثل غطاء للرأس. وعاد الدم ينبض في عروقي من جديد. بدأت الرحلة فألقيت حقيبة الظَهر وواصلت رحلتي إلى واحة النخيل والعيون المتدفقة. أليس ذلك بيت لله؟ أليست مملكة الحب؟ هنا يروى عطش الحنين ويطفئ غليل الأشواق؛ واحة الله، الواحة التي آوتني. * تعد كملا ثريا (1934 ـ 2009) كبرى شاعرات الهند وهي أيضاً كاتبة قصص وروايات ومذكرات ومقالات شهيرة وقد حولت بعض رواياتها إلى أعمال سينمائية ومسلسلات تلفزيونية. وكانت تكتب أعمالها إما بالمالايالم أو الإنكليزية. وقد نالت عدداً كبيرا من الجوائز الأدبية وكانت مرشحة لجائزة نوبل منذ 1984. وقد اعتنقت الإسلام عام 1999 وسجلت تلك التجربة في ديوان بعنوان (يا ألله) يحوي نحو 40 قصيدة ومنها اخترنا القصائد أعلاه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©