يوسف العربي (دبي)
افتتحت السفينة التاريخية «كوين إليزابيث 2» أبوابها للزوار في دبي أمس، بعد استكمال عمليات الترميم التي بلغت تكلفتها نحو 365 مليون درهم.
وتضيف السفينة معلماً سياحياً بارزاً في إمارة دبي على مرسى ميناء راشد الذي يخضع لعملية تطوير شاملة، تستهدف تحويله لأكبر ميناء سياحي في العالم بحلول عام 2020.
وتولت شركة فنادق «بيه سي إف سي»، والتي تعتبر جزءاً من مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي المالكة للسفينة، عملية الإشراف على تجديد السفينة الأسطورية وتحويلها إلى فندق عائم، لتجعل منها الوجهة السياحية الأحدث في مدينة دبي التي اشتهرت بمعالمها السياحية الجذابة ذات الطراز العالمي.
وقال حمزة مصطفى، الرئيس التنفيذي لفنادق «بيه سي إف سي» في تصريحات على هامش المؤتمر الصحفي في دبي أمس للإعلان عن الافتتاح التجريبي للسفينة: «إن عملية تجديد السفينة التاريخية «كوين إليزابيث 2» شمل جميع أجزاء السفينة وتجهيزاتها الداخلية، كما تضمن تغيير التمديدات وتحديث مرافقها بشكل كامل من دون المساس بالتفاصيل والتصميمات الداخلية التي تمثل القيمة الأكبر لهذه السفينة الأسطورية».
وأضاف مصطفى: «إن التكلفة الإجمالية لعملية ترميم السفينة تجاوزت 100 مليون دولار، متوقعاً تغطية مصاريف الاستحواذ والترميم في غضون 5 سنوات، ما يعادل نصف المدة اللازمة لاسترداد تكاليف المشاريع الفندقية بشكل عام، ما اعتبره دليلاً على جدوى الاستثمار بالمشروع».
ولفت مصطفى إلى أن المرحلة التي تم افتتاحها بالمشروع تشمل 350 غرفة من مجموع 850 غرفة، حيث سيتم افتتاح بقية الغرف تباعاً وصولاً للطاقة الكاملة للسفينة، موضحاً أن فترة التشغيل التجريبي للسفينة ستستمر حتى شهر أكتوبر 2018، بحيث سيتم رصد ملاحظات الزوار خلال هذه الفترة لتحسين الخدمة المقدمة.
وشملت المرحلة الأولى 5 مرافق لتناول الطعام والإقامة والترفيه المميزة مع أقسام أخرى من السفينة السياحية، للتمتع بتجربةٍ فريدةٍ من نوعها، تعكس العظمة والفخامة التي اشتهرت بها السفينة طوال أعوام خدمتها الأربعين، فضلاً عن مجموعةٍ مختارةٍ من الغرف والأجنحة، بالإضافة إلى معرض ومتحف «كيو إي 2» التراثي المجاور.
وقال مصطفى: «إن عمليات الترميم غطت نحو 90% من مرافق السفينة حتى الآن، حيث سيتم استكمال ترميم أجزاء من التجهيزات الداخلية بعدد من الغرف»، مشيراً إلى أن عملية الترميم استغرقت نحو 2.7 مليون ساعة عمل لتحويل هذه السفينة الأسطورية عابرة المحيطات إلى وجهةٍ سياحيةٍ متعددة الجوانب.
ويعود تاريخ بناء السفينة إلى ديسمبر 1964 حين تم توقيع عقد البناء بين الشركة البريطانية الأميركية كونارد للرحلات البحرية وشركة جون براون لبناء السفينة الأفخم في العالم على أن تحتوي على جناحين ملكيين وبدأت السفينة أول رحلاتها 1969 وأحيلت للتقاعد في نوفمبر 2008 بعد أن سجلت رحلات تعادل 25 مرة حول العالم.
ومن جانبه، أكد عدنان علي العبار، نائب الرئيس الأول بقسم إدارة المشاريع في موانئ دبي العالمية، أن الافتتاح التجريبي للسفينة «كوين إليزابيث 2» يمثل حدثاً تاريخياً يتجاوز في قيمته مجرد إضافة فندق عائم في دبي، وذلك لما تمثله السفينة من تاريخ عريق مملوء بالتفاصيل الإنسانية المرتبطة بملايين البشر.
وقال العبار: «إنه انطلاقاً من القيمة التاريخية فائقة الخصوصية للسفينة الملكية تم مراعاة أن تتم عمليات الترميم من دون إلحاق الضرر بالتفاصيل التاريخية التي تمثل القيمة الأكبر بها، كما حاولت الجهة المشرفة على غدارة السفينة إلى استقطاب عدد من العاملين على متنها قبل توقفها عن الإبحار».
وأشار إلى أن الاهتمام بأدق التفاصيل المتعلقة بالترميم والتشغيل يضمن للزوار تجربة تاريخية خالصة من الماضي، مشيراً إلى أن السفينة حظيت بنسبة حجوزات تغطي 100% من طاقتها الفندقية لمدة شهرين مقبلين.
وأوضح العبار أن السفينة «كوين إليزابيث 2» ترسو الآن على ميناء راشد الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الإماراتيين، حيث عكس هذا الميناء الرؤية الثاقبة للشيخ راشد منذ أكثر منذ عقود كما تأتي السفينة ضمن مشروع تطويري متكامل يستهدف تحول الميناء للوجهة السياحية العائلية الأفضل في دبي، مضيفاً أن تكلفة الإقامة في السفينة تتراوح بين 600 درهم و1200 درهم لليلة.
وتقدم «كيو إي 2» لركابها فرصة تجربة مجموعة مختارة من 13 فئةً من الغرف والأجنحة، التي تتراوح ما بين الغرف الصغيرة العادية المصممة على نمط «المقصورة» مساحتها 17 متراً مربعاً، إلى الأجنحة الملكية التي كانت تعود للملكة إليزابيث شخصياً، مساحتها 76 متراً مربعاً.
أما جواهر تاج «كيو إي 2» فتتمثّل في الجناحين الملكيين اللذين سُميّا تيمناً بكلٍ من والدة وجدة الملكة، يتضمّن هذان الجناحان شرفةً خاصة، وغرفةً زجاجيةـ وغرفة للطعام، بالإضافة إلى غرفة نومٍ فاخرة.
عدد اليوم
