أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن ما كان يخطط له من النهوض بالثقافة قد تحقق اليوم لما تشهده الساحة من زخم في النشاط الثقافي والفكري من حيث الكم والنوع.
وأعلن سموه عن تكليف الهيئة العربية للمسرح بإقامة مسابقة للعروض المسرحية بين كل الفرق المسرحية العربية في جميع أقطار الوطن العربي، مشيداً سموه بالجهود المبذولة من قبل المسرحيين الإماراتيين للرقي بالمسرح الإماراتي، ومؤكداً دعمه الكامل لهم ومباركاً لهم إنجازاتهم وواعداً إياهم بتنفيذ جميع ما ورد من طلبات في تقرير لجنة تحكيم الأيام.
جاء ذلك خلال حضور سموه مساء أمس حفل ختام الدورة الـ21 لأيام الشارقة المسرحية في قاعة العرض الكبرى بقصر الثقافة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد نائب حاكم الشارقة.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة خلال كلمة ألقاها أمام الحضور “إني وقبيل إعلان النتائج في هذا اليوم غمرتني سعادة لا توصف وأخذت خلال هذه الدقائق وقبل أن أصعد خشبة المسرح أتذكر أياماً خوالي عندما كنا في أعمار الزهور ، صغاراً بأجسادنا وأعمارنا، كباراً في نفوسنا، كنا نألف المسرحيات وننشئ المسارح، ولم تكن الوسائل متاحة ومتوافرة لنا كما هو اليوم. كان ذلك في الخمسينيات من القرن الماضي، وبعد تلك السنين وفي العام 1979 وبالتحديد في أبريل من ذلك العام، أتذكر بأننا كنا نتابع إحدى المسرحيات على خشبة مسرح قاعة أفريقيا بالشارقة وكنت قد أعلنت حينها إعلاناً بقي في ذاكرتي يتردد في ذهني كل يوم ألا وهو قولي: “فلنوقف ثورة الكونكريت ولنبدأ ثورة الثقافة”، كما أتذكر يومها وقد كان حولي ثلة من الشبان الطامحين للنهوض بالمسرح قلت لهم: إنني سأفاجئ الشباب بما أخططه للثقافة، والآن وبعد مضي 32 سنة من ذلك الإعلان نحن نصل إلى ما كنا نصبو إليه”.
تصحيح مسار
وأضاف سموه: “أن كلمات لجنة التحكيم عن نضوج واكتمال تلك الأعمال المسرحية التي قدمت خلال أيام المهرجان لهو شرف لي ولجميع العاملين معي من أجل الارتقاء بالمسرح الإماراتي ولا تكتمل الصورة إلا بتنفيذ ما طالبت به لجنة التحكيم في تقريرها من أمور صعبة على أفراد المسرح تنفيذها، سهلة لدينا، وأعلن بأن كل ما جاء في التقرير لتصحيح مسار المسرح محلياً وعربياً سينفذ حرفياً”.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: “لقد أنشأنا الهيئة العربية للمسرح وأخذت تحاول أن تقيم مهرجاناً هنا وتنفذ توجيهاً هناك وتنشئ مكتباً في مكان آخر والعمل بلا شك صعب لطول المسافات وبعد القلوب ولكن ومن هذا اليوم نكلف الهيئة بأن تقيم مسابقة بين الفرق المسرحية العربية جمعاء ويتم اختيار فرقة واحدة لتحصد جائزة هذه المسابقة، وتكرم بالتزامن مع افتتاح أيام الشارقة المسرحية ويكون عرضها هو القائم في حفل الافتتاح”.
وبارك سموه للمسرحيين الفائزين بجوائز المهرجان قائلاً: “نبارك لجميع الذين نالوا الجوائز هذا التكريم، وإن التكريم الحقيقي هو الاستمرارية في العطاء والبذل والتميز وعلينا جميعاً جمهوراً وفرقاً وإدارات أن نصل بهذا المسرح إلى مستوى من الرقي”.
وتحدث سموه خلال كلمته عن دعمه ومتابعته لما يتم تقديمه خلال الأيام، مشيداً بالحضور الجماهيري لفعالياتها وعروضها قائلاً: “إن متابعتي لكم ولما تقدمون كانت دائمة وكنت أسأل وباستمرار ليس عن العروض ومستواها وما يقدم فيها فحسب بل كنت استفسر عن وضع الصالات والحضور لأن أقبح ما يعتري الممثل أن يخاطب كرسياً خالياً، وكانت تردنا الأخبار بأن الصالات قد ملئت وهناك من لم يتمكن من متابعة الكثير من العروض لكثرة الإقبال من الجماهير واكتظاظ الأمكنة وكان ذلك الوسام الذي أنتظره”.
عيد المسرحيين
وأردف صاحب السمو حاكم الشارقة “اليوم عيد للمسرحيين الذين وصلوا بعطائهم إلى هذا المستوى من الرقي نبارك لهم ونشد على أيديهم ونحن معهم في كل خطوة بالدعم والتوجيه حتى يكتمل العطاء وأبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة هذه التظاهرة وأبارك للوطن العربي أن نجتمع كلنا في مسرح واحد”.
وحضر الحفل الشيخ عصام بن صقر بن حميد القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عبدالله بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني مدير مكتب رئيس الجامعة الأميركية في الشارقة.
كما حضر حفل ختام أيام الشارقة المسرحية عبدالرحمن بن علي الجروان المستشار في الديوان الأميري، واللواء حميد محمد الهديدي مدير عام شرطة الشارقة، وسالم عبيد الحصان الشامسي رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة ومحمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري، والدكتور عمرو عبدالحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي والمسرحي.
وكان في استقبال صاحب السمو حاكم الشارقة راعي الحفل لدى وصوله لموقع الفعاليات جمع كبير من الفنانين والفنانات العرب ضيوف المهرجان والفنانين والفنانات المحليين، وجمهور أيام الشارقة المسرحية.
توصيات
واستهل الحفل بكلمة لرئيسة لجنة تحكيم الدورة 21 لأيام الشارقة المسرحية الفنانة جيانا عيد حيث رفعت أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته الكريمة لهذه التظاهرة وللمسرح العربي وفنانيه ولتنشيطه ودعمه للحراك المسرحي في مختلف أرجاء الوطن العربي وصولاً إلى أعلى المستويات الفكرية والفنية.
ثم استعرضت الفنانة جيانا عيد تقرير اللجنة الذي تضمن مجموعة من التوصيات والملاحظات التي من شأنها الارتقاء بالمسابقة خلال الأعوام المقبلة ومنها التوصية بضرورة إقامة الورش المسرحية وتكرار الجمع بين التأليف والإخراج في أكثر من عمل قدم خلال المهرجان مع ضرورة تعدد العناصر المبدعة في العمل الفني الواحد على الرغم من الجهود المبذولة من قبل دائرة الثقافة والإعلام لتوفير وإثراء المكتبة الإماراتية بالنصوص المتنوعة وعلى أعلى المستويات وإقامتها الورش الفنية المختلفة بجميع عناصر المسرح.
كما أوصت اللجنة بضرورة طلب التفرغ للمشاركين في الأيام المسرحية على أن تتبع ذلك إقامة ورش مسرحية ينخرط فيها كل المنتسبين للفرق المسرحية. ودعت لجنة التحكيم الجهات المسؤولة عن المسرح بتبني المواهب الواعدة كونها تمثل الوعد الفني القادم وأمل المسرح، معربة عن أملها في تمكين العروض المتميزة من الانتشار محلياً وعربياً وتقديم الدعم اللازم لهم.
توزيع الجوائز
بعدها تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة يرافقه عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة بالصعود للمنصة لبدء مراسم التكريم، حيث قدم سموه جائزة “الشارقة للإبداع المسرحي العربي” في دورتها الخامسة فئة أفضل شخصية مسرحية محلية للفنان الإماراتي ناجي الحاي، الذي ألقى كلمة شكر فيها صاحب السمو حاكم الشارقة. وقدم سموه الجوائز وشهادات التقدير للفائزين بفئات الدورة الـ 21 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية.
ونالت مسرحية “حرب النعل” لفرقة مسرح الشارقة الوطني جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، وفاز الفنان علي جمال بجائزة أفضل إخراج مسرحي عن مسرحية الرهان لفرقة جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث. وذهبت جائزة أفضل تأليف للفنان إسماعيل عبد الله عن مسرحية “حرب النعل “ لفرقة مسرح الشارقة الوطني، وحصل على جائزة أفضل ممثل دور أول مناصفة كل من الفنان مروان عبدالله عن دوره في مسرحية “حرب النعل” لفرقة مسرح الشارقة الوطني، والفنان محمد إسماعيل عن دوره في مسرحية “الرهان” لفرقة جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث. وذهبت جائزة أفضل “ممثلة دور أول” مناصفة لكل من الفنانة بدور عن دورها في مسرحية “حرب النعل” لفرقة مسرح الشارقة الوطني والفنانة بدرية أحمد عن دورها في مسرحية “قرموشة” لفرقة مسرح دبي الأهلي.
وحصل الفنان عبدالله صالح على جائزة أفضل “ممثل دور ثان” عن دوره في مسرحية “حرب النعل” لفرقة مسرح الشارقة الوطني وحصلت الفنانة سميرة الوهيبي على جائزة “أفضل ممثلة دور ثان” عن دورها في مسرحية “السلوقي” لفرقة مسرح الفجيرة القومي.
ونال جائزة أفضل “ممثل واعد” الفنان أحمد القرني عن دوره في مسرحية “عار الوقار” لفرقة مسرح دبا الحصن وفازت الفنانة أمل محمد بجائزة أفضل “ممثلة واعدة” عن دورها في مسرحية “السلوقي” لفرقة مسرح الفجيرة القومي.
وفاز بجائزة أفضل “ديكور” الفنان محمد العامري عن مسرحية “حرب النعل” لفرقة مسرح الشارقة الوطني، فيما حصل على جائزة أفضل “إضاءة” الفنان علي الباروت عن مسرحية “الرهان” لفرقة جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث.
وحصل الفنان أحمد سالم على جائزة أفضل مؤثرات صوتية وموسيقية عن مسرحية “أصايل” لفرقة مسرح كلباء الشعبي.
وذهبت جائزة الفنان المسرحي المتميز من غير أبناء الدولة للفنان محمود أبو العباس عن دوره في مسرحية “الرهان” لفرقة جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث. كما حصل الفنان عبدالله زيد على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
عدد اليوم
